سوق العيد الحاصباني: حركة عادية وغلاء في الأسعار


حاصبيا:

حركة عادية في السوق الحاصباني قبل يوم من عيد الفطر، هذا ما يجمع عليه معظم أصحاب المحال التجارية الذين يستغربون ضعف الإقبال على شراء الحاجيات واقتصارها على ابتياع الأولويات الملحة ولكن بنسبة بسيطة، ومنها ألبسة الأولاد والحلويات واللحوم، كما يستغرب أصحاب محلات ألعاب الأطفال قرار بلدية حاصبيا وتجمع مخاتير البلدة، الذي أذيع عبر مكبرات الصوت، وفيه تمنيهم «على الأطفال وأهاليهم عدم شراء بنادق الخرز والمنتشرة بكثافة، حفاظاً على بهجة العيد وتجنباً لعدم إصابة الأطفال بخطر الخرز المنطلق منها، والذي تسبب العام الماضي بعشرات الإصابات بين المحتفين بالعيد، بحيث انقلب نغصة لدى بعض العائلات بدل أن يكون فرحة».

«جنون الأسعار وانطلاقة العام الدراسي، إضافة إلى التموين في هذا الشهر»، يقول المواطن عادل نهرا، «كلها عوامل حالت دون حركة العجلة الاقتصادية في ظل غياب المعالجات من قبل الجهات المعنية، حيث إن الجميع يشكون من سوء الأحوال المعيشية وانعكاسها سلباً على القدرة الشرائية لدى مختلف الفئات وذلك مقارنة بالعام الماضي». وحالة الركود هذه لم تستثن أحداً بمن فيهم التجار صغاراً كانوا أم كباراً، من بائعي الألبسة والحلويات والمواد الغذائية، التي يكثر عليها الطلب مع نهايات هذا الشهر الكريم وخاصة مع حلول عيد الفطر، وصولاً إلى أصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية.

هذا الوضع الاقتصادي الصعب يتزامن مع تقنين في الكهرباء والمياه ورفع فواتير أصحاب المولدات، والتي تجاوزت في بعض الحالات عتبة المئة دولار أميركي، كل ذلك يضاف إلى رسوم التسجيل في المدارس ناهيك عن الكتب والقرطاسية، من دون أن ننسى مونة الشتاء من لبنة وحبوب وخضار وفاكهة مجففة، والمحروقات وحطب الموقد الذي ارتفعت أسعاره في ظل الرقابة المشددة على الغابات والأحراج من قبل الجهات المعنية، والتي بدأت باكراً هذا العام.

وفي جولة ميدانية على عدد من المحال وتحديداً الألبسة والحلويات، ورغم تجنب الكثيرين الحديث عن الأوضاع الاقتصادية في هذه الأوقات، إلا أنه تبين أن الحركة ما زالت دون المستوى، والسبب يعود وفق حمد أبو حمدي إلى «الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمتطلبات العائلية المتزايدة في هذه الفترة، ما حدا بهؤلاء جميعاً إلى البحث عن طرق للتوفيق بين تلك المتطلبات، حيث باتت فكرة الشراء بالتقسيط عادية لكل من أصحاب المحال والمستهلكين نتيجة الظروف الصعبة».

أصحاب محال الحلويات الذين كانوا يتوقعون هجمة غير عادية من الزبائن مع حلول العيد، تفاجأوا كذلك بالركود الحاصل حيث «البيع وقبل ساعات من الفطر، كان عادياً جداً»، كما تقول سلوى العاملة في أحد المحال. وتضيف: «ربما هذا الركود عائد إلى كثرة مناسبات الأعراس والتي وصلت إلى نسبة مرتفعة هذا العام فاقت كل التوقعات، فالناس يبدو أنهم ملوا من الحلو والذي يؤدي إلى ارتفاع السكري عند شريحة واسعة».

ام عارف غيدا تقف حائرة أمام محل لبيع الألبسة، حيث بدأت باستشراف الأسعار ومقارنتها مع قدرتها الشرائية لتأمين ملابس العيد لأولادها الأربعة. تقول إنها «رغم التنزيلات التي يعتمدها التجار لهذا العيد، إلا أن الأسعار ما زالت مرتفعة، وتحول دون تمكنها من تأمين حاجات أولادنا، ونحن نستعيض عن ذلك بشراء قطعة ثياب واحدة لكل ولد كي لا نحرمه فرحة العيد». وتتساءل: «إلى متى سيبقى الوضع الاقتصادي على هذا النحو؟».

تعليقات: