موظفو مستشفى حاصبيا الحكومي علقوا اعتصامهم وإستأنفوا العمل

خلال اعتصام موظفي <مستشفى حاصبيا الحكومي>
خلال اعتصام موظفي <مستشفى حاصبيا الحكومي>


النائب هاشم إتصل بوزير الصحة طالباً حل المشكلة..

الوزير خليفة: الخلل يتحمله مجلس الإدارة <الأفشل> بين المستشفيات..

حاصبيا:

الأزمة المالية والإدارية التي يُعاني منها <مستشفى حاصبيا الحكومي> منذ مدة طويلة ما زالت على حالها، وبات هذا المرفق الصحي الوحيد في المنطقة مهدداً بالإقفال، لا سيما وأن الديون المترتبة عليه باتت بحدود المليار ليرة، مما دفع بموظفي ومستخدمي هذا المستشفى الى إعلان الإضراب المفتوح، إحتجاجاً على عدم قبض رواتبهم للشهر التاسع على التوالي، على الرغم مما أكده وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة <أن الوزارة سددت كامل مستحقات المستشفى عن الأشهر الأربعة الأولى من العام 2010>··

وقد علق موظفو المستشفى اضرابهم صباح أمس الأول (الإثنين) وعادوا لاستئناف العمل، وشكلوا لجنة متابعة معطين مهلة 15 يوماً لمعالجة الأمر وصرف رواتبهم··

حمّل وزير الصحة مجلس إدارة المستشفى هذا التقصير بحق الموظفين، الذين صعّدوا من تحركهم ونفذوا إعتصاماً أمام مبنى المستشفى قطعوا خلاله الطريق الرئيسي الذي يربط حاصبيا (مركز القضاء) بالعديد من بلدات وقرى المنطقة، كتعبير عن إحتجاجهم، وبمشاركة النائب الدكتور قاسم هاشم وممثل النائب أنور الخليل <الدكتور أمين شميس الحمرا>، وحشد من أبناء وفاعليات المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة··

مناشدة رئيس الجمهورية المعتصمون وبعد أن عرضوا معاناتهم ومشاكلهم بعدم قبض رواتبهم منذ تسعة أشهر متتالية في ظل أوضاع إقتصادية ومعيشية خانقة حاصرتهم في كل إتجاه، بحيث باتوا غير قادرين على تحملها، توجهوا بكتاب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ناشدوه فيه مساعدتهم في حل مشكلتهم، ومما جاء في الكتاب: <يا فخامة رئيس الجمهورية، أنتم الأمل في هذا الوطن الحبيب، وأنتم المثل الأعلى للأحرار، وأنتم القدوة الصالحة في المحبة والتفاني والإخلاص·

لم يخب يوماً سائلكم، ولن يخيب، لم تسمعوا بخاطر مكسور إلا وجبرتموه، ولم تعلموا بمحتاج إلا وعضدتموه·· كيف لا وأنتم من حملتم الأمانة في أصعب الأوقات كي تنقلوا البلاد الى شاطئ الأمان·

نحن أبناؤكم موظفو <مستشفى حاصبيا الحكومي> نتلمس منكم المساعدة في حل مشكلتنا المزمنة، ونحن لم نحصل على رواتبنا منذ تسعة أشهر، لقد مضى العيد والدموع في عيون أطفالنا، والحرقة في قلوبنا، فلا عيد ولا من يعيدون، لكن ورغم كل ذلك سيبقى الأمل معقوداً عليكم>·

هاشم من جهته النائب الدكتور قاسم هاشم وخلال الإعتصام أجرى إتصالاً هاتفياً بوزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة، طلب إليه <العمل من أجل حل هذه المشكلة ودفع رواتب الموظفين شهرياً>·

وقد وعد الوزير خليفة <بمعالجة هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، وخصوصاً أن الأموال مؤمنة وصرفت للموظفين، وأن الخلل في ذلك يتحمله مجلس إدارة المستشفى الذي وصفه خليفة بأفشل مجلس إدارة للمستشفيات الحكومية>·

هذا ووعد النائب هاشم المعتصمين <بمتابعة الموضوع حتى النهاية>، مشدداً على <ضرورة معالجة المشكلة من جذورها من خلال تصحيح الخلل الكامن داخل مجلس إدارة المستشفى>·

وطالب <الجهات المعنية برفع السقف المالي المتعلق بميزانية المستشفى كي لا يتكرر هذا الخلل كل فترة> كاشفاً عن <زيارة قريبة لوزير الصحة للمستشفى في حاصبيا، وكذلك في مرجعيون وشبعا لوضع الأمور في نصابها ومعالجة كل المشاكل التي تواجه <مستشفى حاصبيا الحكومي> كي يعود الى سابق عهده، وتأمين الخدمات الصحية لأبناء هذه المنطقة، التي كانت ولا تزال تُشكل خط مواجهة مع العدو الإسرائيلي>·

وناشد النائب هاشم <وزارة المالية بالإفراج عن أموال المستشفيات الحكومية، إذا كان هناك من تأخير في ذلك، لأن فشل هذه المواضيع تتطلب تكاتفاً من قبل الجميع كي نقوى على معالجة المشاكل التي تُعاني منها هذه المستشفيات>·

النابلسي بدوره رئيس مجلس الإدارة الدكتور كمال النابلسي، أثنى على الجهود التي يبذلها موظفو <مستشفى حاصبيا الحكومي>، مشدداً على <ضرورة الإسراع في دفع مستحقاتهم وفي تطوير العمل في المستشفى، والعمل أيضاً على معالجة بعض المشاكل الإدارية>·

الحمرا الدكتور أمين شميس الحمرا، أشار بإسم الطاقم الطبي في المستشفى <أن الخلل أولاً وأخيراً يكمن في سوء عمل مجلس الإدارة>، مطالباً <وزارة الصحة العمل سريعاً على معالجة هذه المشكلة التي نواجهها اليوم، والتي تكاد تُطيح بالمستشفى وعمله، إذا ما استمر الوضع على هذا المنوال>·

وطالب الحمرا <كل المعنيين ضرورة ايلاء هذا الصرح الطبي الوحيد في المنطقة اهتماماً خاصاً، وتأمين كافة احتياجاته كي يقوى على تأمين الخدمات الصحية لأبناء المنطقة>·

زويهد مختار حاصبيا الشيخ أمين زويهد، استغرب <الإستهتار بحق موظفي المستشفى، وبهذا التقصير الذي ليس له ما يبرره>، مشيداً بـ <عمل وتضحيات جميع العاملين في المستشفى>·

وختم زويهد بالقول: سنواكبكم في كل خطوة وفي كل حركة تقومون بها حتى الحصول على كامل حقوقكم المشروعة·

أبو سعد رئيس بلدية شويا سليم أبو سعد، طالب <الجهات المعنية بوضع حد بهذا الإستخفاف بحق أبناء هذه المنطقة، وضرورة الإسراع في حل مشكلة رواتب الموظفين أو أية مشكلة أخرى يُعاني منها <مستشفى حاصبيا الحكومي>، الذي يُؤمن الخدمات الصحية والطبية لكافة أبناء المنطقة>·

كبورة أحد العاملين في المستشفى أيسر كبورة، أسف للأوضاع المزرية التي وصل إليها جميع العاملين في المستشفى بعد مضي 9 أشهر على عدم قبض رواتبهم·

وقال كبورة: لقد ضاقت بنا سبل العيش ولم يعد بإمكاننا تحمل هذه الضائقة المالية التي تُحاصرنا بكل إتجاه، خاصة ونحن على أبواب عام دراسي جديد، وهذا يتطلب مصاريف باهظة من ثمن كتب وقرطاسية وأقساط مدارس·

وختم كبورة بالقول: نحن نسأل المسؤولين، هل هناك من مؤسسة في العالم كله يبقى موظفيها دون رواتب مدة تسعة أشهر، أنه أمر غريب؟!·

غازية مختار عين جرفا سالم غازية، طالب <وزارة الصحة تأمين كافة المعدات اللازمة للمستشفى، خاصة المتعلقة منها بالصور الشعاعية أو بالمختبر، لأنه لا يجوز أن يُنقل المريض أثناء معالجته في هذا المستشفى الى مستشفى آخر لإجراء تحليل مخبري أو صورة صوتية وما شابه>· وكشف غازية عن <سلسلة شكاوى من قبل المرضى من أبناء المنطقة>، آملاً <من الجهات المعنية العمل على حلها حفاظاً على حسن سير عمل المستشفى>·

···ويبقى السؤال المطروح، هل سيدفع تحرك الموظفين الى تحرك المعنيين لتدارك الأمور، وحل هذه المشكلة منعاً لتفاقمها، لأن المواطن وحده يدفع الثمن·

تعليقات: