حاصبيـا ـ العرقـوب: كيـف تحاسـب المدرسـة الرسميـة مـن دون تأميـن المستلزمات؟

تلميذات خلال اليوم الدراسي الأول في حاصبيا
تلميذات خلال اليوم الدراسي الأول في حاصبيا


حاصبيـا ـ العرقـوب: كيـف تحاسـب المدرسـة الرسميـة مـن دون تأميـن أسـاتـذة وتجهيـزات وأبنيـة ولغـات؟...

حاصبيا :

ينتظر أهالي بلدة ميمس في حاصبيا، أن يسارع وزير التربية حسن منيمنة إلى إعادة فتح مدرستهم، بعد أن تمكنوا، في أسبوع واحد، من تأمين خمسة وسبعين تلميذاً، تسجلوا فيها للعام الدراسي الجديد، تاركين المدارس الخاصة.

ويأمل الأهالي أن تصبح مدرستهم أول مدرسة تتمكن من الإفلات من قرار الإقفال والدمج، وتتحول إلى قدوة لمدارس أخرى شملها القرار. وما زال طلاب البلدة في منازلهم، رافضين الالتحاق إلا بمدرستهم، في حين يداوم المدرسون في مدرسة الخلوات المحاذية.

وعلى الرغم من النتائج السلبية لقرار دمج وإقفال العديد من المدارس المتعثرة في كثير من المناطق التي طالها القرار، بدا القرار في جانب منه إيجابيا، وشكل حافزا لتعاون وثيق استجد بسرعة بين الأهالي وبين الهيئات التعليمية، للدفع بالمدرسة الرسمية إلى الأمام، والعمل بكل جد لدعمها وعودة الثقة إليها.

وما حصل في «مدرسة ميمس» التي شملها القرار، بحسب رئيس بلديتها غسان أبو حمدان «كان الدليل الأكبر، لجهة النتائج السريعة التي وصل إليها التلاقي بين الأهل وبين المدرسة».

وأعقب ذلك، توجيه كتاب إلى وزير التربية يتضمن الشروط القانونية المطلوبة لإعادة فتح المدرسة من جديد، «مع تعهد من الهيئة التعليمية ببذل كل الجهد والتفاني من أجل إنجاح المدرسة، والتي كانت قد خسرت أكثر من مئتين وخمسين تلميذاً خلال السنوات العشر الماضية لصالح المدارس الخاصة»، وفق أبو حمدان.

وطال قرار منيمنة، بالإضافة إلى إقفال مدرسة ميمس في قضاء حاصبيا، مدرستي الكفير والفرديس، ولا يزال عدد من المدارس الرسمية مقفلا في منذ فترة الاحتلال، وهي مدارس كوكبا، وكفرحمام، وراشيا الفخار، وعين ثنتا وأبو قمحة. أما تلك التي يعتبر وضعها «مقبولا» من حيث عدد التلامذة، وهي تضم بين مئة وخمسين وثلاثمئة تلميذ، فمنها مدارس عين قنيا، وشويا، وشبعا، وكفرشوبا، وحلتا، وحاصبيا للصبيان وعين جرفا.

جوجلة تربوية

وتشير دراسة حول الوضع التربوي في حاصبيا، أعدها مدرسون سابقون تقاعدوا خلال السنوات القليلة الماضية، الى أن المدارس الخاصة وخلال السنوات العشر الماضية، تمكنت من استقطاب العدد الأكبر من تلاميذ المنطقتين على حساب المدارس الرسمية، بنسبة تجاوزت الخمسة والسبعين في المئة، مستفيدة من تراجع المدرسة الرسمية خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من عشرين عاما، غابت خلالها الرقابة وندرت المساعدات. وعاد القطاع الرسمي خلال السنوات الخمس الماضية يتنفس الصعداء من جديد، ويستجمع قواه، مع تجديد التشدد في الرقابة والتفتيش التربوي، وخضوع المدرسين لدورات مكثفة في مختلف مواد المناهج الحديثة، وتزويد المدارس بالكثير من المعدات التربوية والمخبرية حتى تعود تدريجيا، الهيبة والثقة، إلى المدرسة الرسمية.

ويقدر العدد الإجمالي لطلاب مدارس حاصبيا نحو خمسة آلاف، في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، موزعين على إحدى وثلاثين مدرسة بين رسمية وخاصة. أما عدد المدرسين الرسميين فهو 417 مدرساً، فيما عدد مدرسي القطاع الخاص هو مئة وتسعون مدرساً. وفي المنطقة خمس ثانويات، أربع منها رسمية، وواحدة خاصة، تضم مجتمعة نحو سبعمئة تلميذ.

وتعد المباني المدرسية في حاصبيا ومنطقتها حديثة بمعظمها. وكان «مجلس الجنوب» قد أنجز خلال السنوات العشر الماضية، مدارس عدة في كل من حاصبيا، وميمس، ومرج الزهور، وشبعا، وعين عرب، وابل السقي، وكفرشوبا، وعين قنيا، والهبارية والكفير.

خارج الملاك

ويحيل مدير «مدرسة كفرشوبا الابتدائية» أحمد قصب التراجع الحاصل في المدرسة الرسمية، إلى «عدم توافر الكادر التعليمي. فنحو تسعين في المئة من مدرسي في العرقوب خاصة، هم من خارج الملاك ويدرّسون بالتعاقد، ولم يخضعوا لدورات كافية لتأهيلهم على المناهج الجديدة»، بالإضافة إلى «نقص في التجهيزات، وعدم وجود صفوف للغة الإنكليزية».

ويرى قصب أن «مدرسة كفرشوبا الواقعة على خط النار مع العدو الصهيوني، أثبتت قدرة على منافسة المدرسة الخاصة، على الرغم من النقص الحاد في عدد المدرسين وفي التجهيزات، فالمدرسة بحاجة إلى مدرسين للمواد الإجرائية. ونحن بحاجة لستة مدرسين على الأقل».

ومن نواقص التجهيزات، يعدد: «ليس في المدرسة مختبر للعلوم، وآخر للمعلوماتية، وعلى الرغم من ذلك فإن عدد التلاميذ ارتفع في المدرسة هذا العام من مئة وثلاثين طالبا إلى مئة وستين، كما التحق بالمدرسة طلاب مدرسة الفرديس التي أقفلت بقرار من وزير التربية لتعثرها على مدى السنوات الماضية».

أما مدير «المدرسة اللبنانية الحديثة» نهاد الحمرا فيعتبر أن سبب تفوق المدرسة الخاصة في حاصبيا «عائد أساسا إلى الجهود التي تبذلها الإدارة والمدرسين، بالإضافة إلى التشدد في كل شيء ابتداء من وصول الطالب إلى الملعب ودخوله إلى الصف، والمتابعة في المنزل، كما أن هامش الحركة سهل في تبديل المدرسين، واختيار الكتب ومعالجة كل الصعوبات مهما كانت في المدرسة الخاصة».

الأساتذة الجدد

ويؤكد مدير «ثانوية الكفير» نعمان الساحلي أن «الثانوية بدأت يومها الأول طبيعيا، بحيث سجل أكثر من تسعين في المئة من طلابها».

ويأمل «أن تعمل وزارة التربية سريعا على توزيع الأساتذة الجدد، حتى نتمكن من سد النقص الحاصل في بعض المواد». ويشير الساحلي إلى النتائج الممتازة للثانوية على مدى الأعوام الماضية في الشهادات الرسمية كافة، «وهذا حافز للقطاع الرسمي الذي بإمكانه، إذا وجدت الإرادة، أن يتفوق، وببساطة، على القطاع الخاص».

تعليقات: