بنت الخيام.. العنصر النسائي في المواجهة

السيدة سناء علي نعيم عبدالله
السيدة سناء علي نعيم عبدالله


من نافذة الحقّ المكرّس دستوراً، طرقت باب البلدية وعلى قاعدة "الألف ميل تبدأ بخطوة".

قررت أن أشقّ الدرب أمام تاء التأنيث كإمرأة تتجرأ على خوض هذه المعركة بمواجهة واو الجماعة وقلت في نفسي "من حبة قمح تنبت سنبلة"!

عندها توجهت إلى جديدة مرجعيون لأقدّم ترشيحي.

كنت أقف وحيدة في طوابير الرجال، فأيقنت أن المعركة بدأت منذ تلك اللحظة، ومن بين هذه الطوابير يجب أن أبدأ بشق طريقي...

أنجزت المعاملات... كانت الرحلة شاقة وواجب الزيارات واجب!

فطرقت أبواب البيوت وحللت ضيفاً مرحباً بها في بعضها وفي البعض الآخر استقبلت بسؤال:

"من أنت؟"

... "وماذا ستفعلين لنا ان فزت؟"

أحزنني السؤال!

فأنا بنت الخيام..

ولست قادمة لا من اقطاع سياسي ولا من اقطاع عائلي ولا حتى من اقطاع ديني حتى يعرف الناس من أي أرض نبتّ أو تحت عباءة من أتغطى كي أترشح بمواجهة لائحة محكمة الإغلاق.

أما عن ماذا سأفعل، الصورة حضرت بسرعة إلى ذاكرتي عندما اجتمعت الدولة، كل الدولة، بعد التحرير العام 2000 وكان الجواب:

"كنتم تعرفون الوجوه التي وعددت فهل وفت بالوعود؟"

منذ ذلك التاريخ ولغاية عدوان تموز 2006 لم يتبدل المشهد الإنمائي كثيراً في الخيام!.

والحسنة الوحيدة انها حافظت على قلبها وروحها وصورتها القديمة المزروعة في ذاكرتي، وبعد عدوان تموز أعيد إعمار الخيام لكن روحها دفنت تحت الأنقاض!.

لم تحالفني قوى الأمر الواقع في أن أكرّس جهدي داخل البلدية لإعادة إحياء الذاكرة!

ومن خارج الإطار المرسوم سلفاً قررت أن أقود معركة ربط الخيام بذاكرتها لأنها تستحق منّا أن نعود إليها لنصلّي عند أقدامها صلاة الغائب المقصّر بحقها.

لطالما شكلت الخيام حلم التلاقي بعد أن عاشت أزمتها في شرايين ذاكرتنا ووصلتنا بحبل التلاقي ولو من وراء الأسلاك الشائكة، ولأن على أرضها ما يستحق الحياة سنلتقي معها في استحقاقات مقبلة...

سناء علي نعيم عبدالله

* مرشحة منفردة في الإنتخابات البلدية 2010

(إنسحبت لإفساح المجال بنجاح اللائحة التوافقية)

تعليقات: