2010/10/10 هل ينقذ سحر الأرقام كوكبنا؟

السيّد حسن نصر اللّه يزرع في حارة حريك الشجرة الرقم مليون من حملة مؤسسة «جهاد البناء»
السيّد حسن نصر اللّه يزرع في حارة حريك الشجرة الرقم مليون من حملة مؤسسة «جهاد البناء»


زرع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشجرة الرقم مليون، أمام منزله الكائن في حارة حريك، وذلك ضمن حملة لزرع مليون شجرة نفّذتها مؤسسة «جهاد البناء» التابعة للحزب، طالباً من كل لبناني أن يقوم بخطوة مماثلة. لا يسعى حزب الله إلى دخول «سوق الكربون»، لكنه يسهم على طريقته في التخفيف من تغيّر المناخ، ومثله يبدأ غداً نشطاء البيئة حول العالم تحركاً يتخذ من تاريخ 10ـ10ـ10 تعويذة رقمية للحث على «إنقاذ الكوكب»، ويتضمن 7100 تحرك في 188 بلداً

لن يضع الرئيس ميشال سليمان غداً جهازاً لاستيلاد الطاقة الشمسية فوق سطح القصر الجمهوري في بعبدا. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فسيفعل ذلك، معيداً إلى البيت الأبيض تقنية كان قد بدأ بالعمل بها الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وتخلى عنها خلفه رونالد ريغن. رئيس جزر المالديف محمد ناشيد فعل ذلك أيضاً، وركّب قبل يومين بنفسه، سخاناً شمسياً فوق سطح بيته المهدد بالغرق جراء ارتفاع معدل مياه سطح البحر، مع بقية البيوت الجميلة التي تصنع سحر منطقة الكاريبي.

بين أوباما وناشيد وسليمان فوارق كثيرة في القدرة على التأثير في صناعة القرار الدولي، وفي المفاوضات المناخية المتنقلة من بلد إلى آخر من دون الوصول إلى معاهدة ملزمة لجميع الأطراف، يتوقع في حال تطبيقها أن تنقذ الكوكب من الهلاك.

أما أوباما، فقد دخل في نفق الانتخابات النصفية، وعرقل الكونغرس مشروعه عن «سوق الكاربون»، ما يعني عملياً خروجاً نهائياً للولايات المتحدة من حلقة المفاوضات الأممية. فيما سطع نجم ناشيد، بوصفه رئيساً يدافع عن بقاء جزيرته على سطح الكوكب، طارحاً فكرة استئجار أرض بديلة عن جزيرته لنقل مواطنيه إليها.

أما الثالث، رئيسنا، فيحكم بلداً بات صيفه أطول وشتاؤه أقصر وأقسى، ويشهد ظواهر تطرف مناخي، يشبه العاصفة التي ضربت فجأة أمس، محولة مدننا إلى برك تعوم فيها السيارات. على الرغم من ذلك، لم يبدأ النقاش في لبنان بعد، في آلية التكيف مع هذا التغير، وخصوصاً لجهة الشح في المياه وعزوف السياح عن المدن المشققة الجلد بفعل لهيب حرارة الصيف الاستثنائية.

بالطبع، لن ينقذ سخان فوق قصر بعبدا الموقف، ولا حتى لمبات التوفير الجاري توزيعها، لكن هذه التحركات الرمزية مهمة؛ لأنها تمثّل مجتمعة ما وصفته قناة «سي أن أن» «بأنه أكبر تحرك سياسي بهدف موحد عرفته البشرية».

وغداً، ينفذ مئات آلاف الناشطين والأفراد والجمعيات حول العالم ما يزيد على 7200 تحرك في 188 بلداً، مختارين لتحركهم تاريخاً أشبه بالتعويذة: 10/10/10، وقد أطلقوا على هذا اليوم تسمية «اليوم العالمي لتغيّر المناخ 10/10/10».

يقود هذا التحرك العالمي لوبي بيئي يصرخ عالياً منذ سنوات: «أنقذوا الكوكب»، لكن هذا الصراخ لم يجد نفعاً. وبعد خيبة الأمل التي أصابت الجميع جراء فشل مفاوضات كوبنهاغن العام الماضي، ظنت الجمعيات البيئية أن التحركات هذا العام ستكون أقل من العام الفائت، لكن المفاجأة السارة كانت ما يزيد على 2000 تحرك إضافي عن العام الفائت، وتغطية لكل دول العالم باستثناء كوريا الشمالية وأندورا وغينيا وسان مارينو.

في لبنان أيضاً، تُنظَّم مجموعة من الأنشطة في أكثر من منطقة. بينها حفل للموسيقار حبيب ألبيرتو بمبادرة من مجموعة شبابية، حيث تُجمع خلال الحفل التبرعات لشراء سخان شمسي يقدم لوزارة البيئة اللبنانية، لتركيبه على سطح مقرها في بناية العازارية. هبة فرحات منسقة «ملتقى القادة الشباب للإعلام الاجتماعي» الذي ينظم هذه المبادرة، أكدت لـ«الأخبار» أن الخطوة تهدف إلى تشجيع وزارة البيئة على تعميم الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة. وأضافت فرحات: «إن وزارة البيئة يجب أن تكون قدوة في هذا المجال، وهذا هو هدف حملتنا في 10/10/10».

مصمم الأزياء العالمي جان فارس، اختار أن يحتفل بهذا اليوم عبر زرع شجرة زيتون معمرة في حديقة مشغله في منطقة الجديدة. نورما فارس، منسقة هذا النشاط، قالت لـ«الأخبار»: الطبيعة هي مصدر إلهام جان، وهو يستوحي منها تصاميمه وألوانه، ونحن أردنا من خلال هذه المشاركة أن نعبّر عن مسؤوليتنا الاجتماعية، وأن نقدم نموذجاً جديداً في لفت الأنظار، وفي أهمية التحريج للإسهام في وقف تغير المناخ».

وأضافت نورما: «سيضع جان فارس فستاناً من تصميمه على الشجرة، وسنرسم بجانبه بأداوت الخياط والتصميم شعار «حملة 350»». وتهدف هذه الحملة إلى توجيه الأنظار إلى الرقم 350، لأنه يرتبط بقدرة الكرة الأرضية على الحفاظ على حرارتها، والوقوف عند ارتفاع يصل في حدّه الأقصى إلى درجتين مئويتين، وذلك يتطلب إعادة تركيز الغازات الدفيئة على ما يعادل 350 جزءاً في المليون من ثاني أوكسيد الكربون، علماً بأن مستوى تركيز الغازات الدفيئة الحالي يبلغ 388.15، وهو يرتفع نقطتين كل عام.

نشطاء المقاطعة نجحوا في وقف نشاط مشترك بين إسرائيل والضفة والأردن

المسؤول الإعلامي في «أندي آكت» علي فخري، أعلن لـ«الأخبار» أن «أندي آكت» ركزت هذا العام على الدول العربية المنتجة للنفط لتسليط الأضواء على الدور المعرقل الذي تؤديه هذه الدول في المفاوضات المناخية.

لكن حتى هذا النشاط البيئي كان يجب أن يرتبط في منطقتنا بمحاولات التطبيع. هكذا، أصبح الحدث الأبرز في المنطقة هو قرار نشطاء بيئيين أردنيين وفلسطينيين الانسحاب من نشاط تنظمه «جمعية أصدقاء الأرض ـــــ الشرق الأوسط» في منطقة وادي الأردن بمشاركة نشطاء إسرائيليين من «جمعية إسرائيل للدراجات»، إثر دعوات للمقاطعة.

وكانت «أصدقاء الأرض»، وهي جمعية لديها فروع في الضفة الغربية وتل أبيب وعمّان، قد نظمت نشاطاً مماثلاً العام الفائت، بهدف جذب الانتباه إلى آثار التغير المناخي على نهر الأردن والبحر الميت، لكن نشطاء مقاطعة إسرائيل في النقابات المهنية الأردنية، نجحوا هذا العام في وقف هذا النشاط، وستقتصر الحملة على نشاط داخلي في إسرائيل».

وتشير الدراسات إلى أن مستوى مياه البحر الميت ينخفض بمقدار متر واحد سنوياً بسبب عمليات التبخر.

وحذر تقرير علمي في أيار الماضي من أن نهر الأردن مهدد بالاضمحلال خلال سنة إن لم تتخذ تدابير لإنقاذه.

 ورشة في دار جان فارس للأزياء تحضيراً للمناسبة
ورشة في دار جان فارس للأزياء تحضيراً للمناسبة


تعليقات: