سياحات مستجدّة في الجنوب

على ضفاف مجرى نهر الليطاني تنتشر مراكب الـ\
على ضفاف مجرى نهر الليطاني تنتشر مراكب الـ\" كانوي كاياك\"


كثرة الاستراحات والاسترخاء فتح طرقات القرى وبيئاتها

سياحات الجنوب كثيرة، كانت منسية وحضرت فجأة بعد زوال الاحتلال. مرحلة استرخاء فتحت أبواب الطبيعة وقدراتها ونشأت سياحة ما بعد التحرير، وبداياتها مع بيئة الجنوب البكر.

تختلف أنواع السياحة وتتعدد أهدافها، فمن السياحة الدينية الى البيئية الى السياحة التراثية والآثارية إلى سياحة التعرف والاكتشاف، إلى السياحات العلاجية والتسوقية وما إلى هنالك، تستقطب منطقة جنوب لبنان معظم أنواع السياحات ورغم إهمال الواقع السياحي فيها إلا أن مقوماتها الطبيعية بدأت تستثمر بعض هذه لمجالات سياحية.

الاستراحات الفرنجّية

مع استقرار الوضع الأمني في الجنوب عاد معظم المغتربين إلى قراهم وكل منهم يحمل حجر بناء لإعادة الاستثمار، بدأت معظم المشاريع الحديثة بالتوجه نحو القطاع السياحي، فمن "مدينة فرح" للألعاب كانت انطلاقة هذه الاستراحات حيث أنشئ هذا المشروع كخطوة أولى في موقع جنوبي قد يكون بعيداً عن خطوات السياح الأجانب ولكن الأهداف تمحورت حول أبناء الجنوب والسياحة الداخلية.

سهل الميذنة - كفرمان عاد ليتحول عن طابعه الزراعي الى الطابع السياحي الخدماتي الفرنجي. وأنشئت عشرات الاستراحات قرب الينابيع وأقيمت مراكز الترفيه واللعب في الطبيعة وخصوصاً لعبة الـ"paint ball" التي أخذت رواجاً بارزاً.

أما أهالي حبوش وعربصاليم فكانت تنتظرهم استراحة الاكوابارك بين أحضان الطبيعة لتقدم لهم جلسات هادئة مع جرود الجبل المطل على نهر حبوش، صالة قصر الملوك أخذت موقعاً نائياً واستراتيجياً كغيرها من الاستراحات مثل استراحة القلعة السياحية قرب قلعة الشقيف كموقع يجعل من حركة الوافدين إليها أكثر نشاطاً وحيوية.

سياحة التحرير

جوانب كثيرة تضيء في الجنوب على صعيد المنح التي قدمت له واستثمرت في مجال ربط الطرقات بين الضيع والقرى شمال الليطاني وقرى "الشريط" المحرّرة فزادت حركة السياحة التي عنيت باستكشاف آثار ما بعد العدوان واكتشاف الوجه الجديد لمعظم البلدات الحدودية التي شهدت مواجهات عنيفة. كانت زيارات السياح أيضاً تتمركز حول التعرف إلى بلدات فلسطين المحتلة الحدودية وكانت زيارتهم أيضاً تركز على معتقل الخيام ومناطق مطلة على المواقع الإسرائيلية البائدة مثل موقع الدبشة أو موقع علي الطاهر.

السياحة الدينية

لم تقتصر المنح والمساعدات الخارجية على إعادة إحياء بعض مشاريع البني التحتية بل عادت بالنفع لتأهيل العديد من المقامات الدينية والتي تكاد لا تغيب عن ضيعة جنوبية فأعيد الاهتمام بمقام النبي شمع في بلدة شمع القريبة من الحدود عند نقطة الناقورة الجنوبية، إضافة إلى مقام الشيخ الكفعمي، جامع "المصباح" في بلدة جبشيت الجنوبية، مقام النبي يوشع في خراج بلدة حولا. كما تحتضن قانا إضافة إلى مقبرة شهداء المجزرة، آثاراً لحواري عيسى عليه السلام، إضافة إلى الكثير من المزارات والمقامات الدينية في بلدات تول وعربصاليم والنبطية الفوقا وزوطر الشرقية والكثير من البلدات التي أخذت اسمها من اسم النبي أو الولي الذي زارها، كما هو سائد في التاريخ وبين الناس.

السياحة البيئية

موجة السياحة البيئية انتقلت إلى الجنوب فعلى ضفاف مجرى نهر الليطاني تنتشر مراكب الـ" كانوي كاياك" أو لعبة الرافتينغ المائية، حيث شبكت مدن الجنوب ببعضها لتلتقي الفرق المتسابقة في أحد النوادي المختصة بتدريب الشباب على هذه الألعاب. لقد أخذت هذه اللعبة حيزاً من اهتمام الفرق الكشفية إضافة إلى رياضات تسلق الجبال والمشي في الطبيعة. وتقيم هذه الفرق بالإضافة إلى نادي الكياك وبعض الجمعيات البيئية حملة نظافة بيئية لنهر الليطاني لتفتح المجالات أمام تفعيل هذه السياحة.

ولا تقتصر المناطق البيئية على نهر الخردلي بل توسعت إلى معظم مناطق الجنوب كبلدات: المحمودية والريحان وعرمتى، بإحراجها الصنوبرية وإلى الطبيعة الهادئة لبلدتي يحمر الشقيف وزوطر الغربية، إضافة إلى إمكانية استثمار جبالهما بإقامة تلفريك فوق وادي نهر الليطاني والذي يمكن أن يربط ضيع شمال وجنوب الليطاني بعضها ببعضها الآخر.

مناطق الجنوب قد تفتح الباب على مصراعيه لإمكانية تفعيل السياحة البيئية، إلا أن بعضاً من القيود لا زالت تحول دون ذلك. ومنها مشكلة القنابل العنقودية التي لم تحل حتى الآن.

سياحة التحرير
سياحة التحرير


السياحة البيئية
السياحة البيئية


تعليقات: