خسائر موسم التفاح بحاصبيا تتجاوز 50%

ابو مي متى يعرض بعضا من محصول التفاح أمام منزله
ابو مي متى يعرض بعضا من محصول التفاح أمام منزله


والمزارعون يطالبون بتعميم الارشاد والدعم..

حاصبيا _

وصلت خسائر موسم التفاح في حاصبيا وكوكبا خلال الشهيرين الماضيين اكثر من 50%، والسبب يعود بشكل اساسي للإرتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال الصيف. هذا الوضع حدا بالمزارعين الى رفع الصوت للمطالبة بدعم هذه الشجرة، التي تشكل ثروة زراعية وإنتاجية مهمة، من خلال الإرشاد الزراعي وفتح اسواق جديدة لتصريف الإنتاج، كذلك تامين الأدوية اللازمة والصحيحة لمكافحة الأمراض التي تصيبها.

ولفت حنا متى من كوكبا الى ان المزارعين حاولوا قدر المستطاع وضمن الإمكانات المتوفرة ماديا وزراعيا لمواجهة الضرر النازل بمحصولهم من خلال زيادة ري الحقول، ورش المبيدات ورغم ذلك فقد فاقت الخسائر قدرتهم على تحملها.

ومتى الذي كان آتيا من جولة في سيارته البيك آب المحملة بالتفاح، اكد ان الطلب ضعيف ايضا على التفاح وليس هناك من تشجيع من الجهات المعنية لمزارعي هذه الثمرة التي تمتاز بها منطقتنا كي يستمروا في زراعتها وتطويرها، مشيرا الى ان سعر الكيلو بالجملة بحدود الألف ليرة لبنانية فيما التجار يبيعونه للمستهلك بألفي ليرة وما فوق، ما يدل على ان المزارع هو الأقل إستفادة مقابل ما يتكبده من عناء الحراثة ورش المبيدات وري الشجر.

من جهته ابو مي متى، الذي يجني في الموسم الطبيعي أكثر من الف صندوق فيما هذا الموسم الحالي لم يتجاوز 500 صندوق، ويعرض بعضا من محصوله امام منزله، يؤكد ان هناك أكثر من 300 دونم من الأراضي المزروعة بالتفاح بين حاصبيا وكوكبا، وذلك كله بمجهود فردي. وهذه الزراعة تنشط بشكل لافت وتؤمن الإكتفاء الذاتي لمنطقتي حاصبيا ومرجعيون وما يفيض عنها يتم توريده الى المناطق الساحلية، ولكن هذا العام ضرب موسم التفاح بشكل خاص بسبب إرتفاع الحرارة الذي لم نشهده من قبل، وبعض الأمراض التي اصابته وتساقطه على الأرض ما يؤدي الى تضرر التفاح وتعفنه مع الوقت.

ويعتبر شميس الحمرا من حاصبيا ان المشكلة الحاصلة في بساتين التفاح تعود بشكل اساسي الى تبدل الأحوال الجوية والطقس الحار الذي لم تشهده المنطقة منذ عهود، وشجرة التفاح تأثرت به سلبا كما باقي المزروعات والتي من الصعب على المزارعين مواجهتها لوحدهم.

ولفت مهدي سعسوع رئيس تعاونية زراعية في حاصبيا الى ان "زراعة التفاح في المنطقة تعود لأكثر من مئة عام، وإنتشرت حتى أصبحت غالبية الحقول مزروعة بالتفاح، إلا انه مع الوقت تراجعت هذه الزراعة لقصر عمر الشجرة، حيث لا يتجاوز الثلاثين سنة، وثانيا لغياب الإرشاد الزراعي وعدم قدرة المزارع على مواكبة حاجات ومتطلبات الإعتناء بها والتي تتعرض لأمراض متعددة ليس للمزارع دراية علمية كافية لتشخيصها وتامين الأدوية اللازمة لها كون غالبية المزارعين يتعاملون مع الزراعة بشكل عفوي من غير توعية ومعايير علمية زراعية متطورة، وهذه الأمور حدت بالمزارع الى إستبدال التفاح بأنواع أخرى من الأشجار المثمرة وفي مقدمها الزيتون".

أضاف سعسوع، "نناشد وزارة الزراعة والجهات المعنية العمل على ترشيد المزارعين وتأمين الأدوية الصحيحة واللازمة لمكافحة الأمراض التي تصيب مزروعاتهم، وإيجاد اسواق لتصريف الإنتاج، كذلك تفعيل دور التعاونيات الزراعية كونها تعرف هموم المزارعين ومشاكلهم كل في منطقته والسبل الآيلة الى حلها".

تعليقات: