جانب من الحضور في تأبين المناضل هاني عساف
رفيق الدرب يا ابا نديم...
أربعون يوماً بلا هاني.. ما زلنا لا نصدق الفاجعة التي المت بنا، نفتقدك في الإجتماعات وفي السهرات وفي النقاشات.. ونقول دائماً ما كان رأي هاني في هذا الموضوع كذا وفي السهرات ترد أمثال عديدة كنت ترويها وما اصلها وتفصيلها...
كنا نضحك معك من عميق فلوبنا والآن حين نتذكر الجلسات الجميلة نفرح وفي القلب غصة.
في مثل هذا اليوم بالتحديد ومنذ ثلاثة أشهر أي في 24 تموز وقف هاني خطيباً في حفلة المنتدى السنوية وكانت الرسالة الاخيرة التي يرسم فيها خارطة طريق السنة المقبلة من مشاريع تنمية في منطقة مرجعيون حاصبيا ودعوته الدائمة إلى التكاتف والنشاط من أجل رفع شأن المنطقة.
رفيقي أبا نديم..
لا شك أن الحديث عنك لا يفيك حقك لما تمثله من صفات نضالية وانسانية قلما اجتمعت في شخص واحد، لأن المرحلة التي عاشها فقيدنا شهدت انحداراً وتخلي عن المبادىء والقيم وقد سقط كثيرون وبقي مستمراً.
من لا يعرف هاني إذا احق بشيىْ عمل المستحيل لتحقيقه، وكان القدوة في ميادين النضال دائماً في المقدمة من الجامعة إلى اتحاد طلاب الجامعة من نضاله وتضحياته في صفوف حزبه الشيوعي إلى المقاومة الوطنية إلى النضال الإجتماعي والإنمائي في النجدة الشعبية وفي نادي الخيام وفي منتدى التنمية اللبناني غير آبه بالقدر والصحة الشخصية همه الأساسي التخلص من الجهل والفساد ونصرة المقاومة وتحرير فلسطين والبعد عن المنافع الشخصية والإنتهازية.
هاني عساف اهتدى بمنارة الفكر الماركسي والتقدمي وتشرب روح المبادىء الإنسانية والثورية منذ بداية شبابه خاض معاركه بعزم وثبات لا يساوم ولا يلين، قاد الحركة المطلبية لإتحاد طلاب الجامعة من أجل تطوير التعليم الجامعي ليصبح في متناول الفقراء وليس حكراً على طبقة الميسورين.
صديقي هاني..
يا أبا النديين...ندى ونديم.
كثر لم ينصفوك اختلفت مع قيادة الحزب الشيوعي ولم تختلف مع الشيوعيين لأنك شيوعي تقدميا في الصميم وبالتأكيد كنت مرتاحاً يوم تشييعك حيث اجتمع كل الرفاق الشيوعيين من كل حدب وصوب ولأن هاني ابن الأرض إبن الفلاح فكان يجيد الحرث والزرع والري لمشاريعه الإنمائية وأحياناً كثيراً فكان قليل المحصول مع رفاقه لأنه مترفع ولا يعرف الذاتية... نعم كان هاني شريك دائماً بالعزم وليس في الغنم.
أيها الحفل الكريم...
كثيرة هموم هاني ولكنه لم يفقد الأمل في الوصول إلى تنمية حضارية لمنطقة مرجعيون حاصبيا ولم يفقد الأمل بالوصول إلى وطن تكافأ الفرص إلى وطن ديموقراطي علماني.
صديقي وحبيبي...
إذا جاز لنا أن نحدثك عن الأيام الأربعين التي سلفت .. نقول أن أحوال البلد ما زالت تراوح مكانها أخبار متكررة مملة.. محكمة دولية ..شهود زور.. اجتمع الرئيس مع الوزير.. اجتمع مجلس الوزراء.. اجتمع مجلس النواب.. زوار.. موفدين.. والناس أهل الكهف ما زالوا في سبات عميق مظاهرة الرغيف لم تحشد أكثر من ستون شخصاً علماً بأن الغلاء زاد كثيراً من الخبز إلى الخضار إلى الحليب إلخ.. نعم الغلاء يكوي الفقراء نعم يا رفيقي كنت على حق.. فلنهتم بمعيشة الناس بأكلهم وشربهم ومدرستهم للحد من الهجرة من الريف إلى المدينة ومن الوطن إلى أصقاع العالم.
وفاءً لك سنستمر بالنهج الذي تعاقدنا عليه لنرفع شان هذه المنطقة المحرومة ولإيجاد فرص عمل وسنبقى نعمل لتحقيق هدفك المركزي بفتح فرعاً للجامعة اللبنانية في المنطقة هذا المشروع الذي أنجز منه الجزء الأكبر بهمتك العالية.
نعم سنستمر مناصرين ومنحازين وفاعلين مع الفقراء مع لبنان الوطني الديموقراطي العربي مع المقاومة ومع فلسطين.
أخوتي عائلة الفقيد الكبير السيدة منى الآنسة ندى وحبيبنا نديم يا أخوة هاني وديع وابراهيم وسلام خسرنا هاني جميعاً خسرته الخيام وخسره لبنان ولكن الإرث الذي تركه سيبقى منارة للأوفياء إن أفضل الناس أنفعهم للناس وهاني واحد منهم عاش عظيماً ورحل كبيراً.
شكراً والسلام عليكم
سعيد الضاوي
* رئيس نادي الخيام
(كلمة ألقيت في الخيام في تأبين هاني عساف)
...
كلمة زياد عبد الصمد في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام
كلمة سعيد الضاوي في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام
كلمة صباح أبو عباس في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام
المزيد من صور حفل تأبين الراحل هاني عساف في الخيام
سعيد الضاوي متوسطاً النائب علي حسن خليل والمربي عبد الأمير مهنا
الأستاذ سعيد الضاوي رئيس نادي الخيام الثقافي الإجتماعي
تعليقات: