بعض الأعضاء في المجلس البلدي الحالي في الخيام
ان العمل البلدي بشكل عام هو عمل تطوعي يتقدم الى العمل فيه افراد من المجتمع البلدي اللذين يشعرون بانهم يملكون الوقت والقدرة على خدمة بلدتهم ولديهم امكانيات علمية او ثقافية او ذهنية او غيره تؤهلهم للمشاركة في ابتكار اقتراحات وأفكار وحلول تساهم في تطوير بلدتهم وتخفيف معانات المواطنين . انما للاسف فانه في كثير من الاحيان يصبح العمل البلدي عرضة لتجاذبات سياسية أو عائلية او فئوية أو لبعض اصحاب المصالح الخاصة مما يشوه العمل البلدي ويدخله في دوامة الصراعات التي لا تنتهي ويشلّ العمل البلدي برمته .
من أجل ان يكون العمل البلدي ناجحا يجب حسن اختيارالطاقم اللذي سيتمثل في المجلس البلدي بدأ" من الرئيس ونائبه الى باقي الاعضاء وفق معاييرمحددة سنأتي على ذكرها لاحقا". أما فيما يخص رئيس البلدية فانه اذا أحسن استعمال الصلاحيات المطلقة التي أناطه بها القانون سيصبح المحرك الاساسي للعمل البلدي وتطوير البلدية وبناء عليه فان حسن اختيار الرئيس من قبل الناخبين يؤسس لانجاح العمل البلدي وان مواصفات الرئيس الناجح ليس فقط ثقافته وكفائته العلمية والنزاهة وبياض الكف انما لا يقل اهمية عن كل ذلك هو ضرورة تمتعه بشخصية قوية و بكاريزما القيادة التي تساعده على ضبط وادارة اجتماعات المجلس البلدي اللذي غالبا ما يشهد مناكفات بين اعضائه اثناء المناقشات لا يستطيع ضبط ايقاعها الا الرئيس القادر اضف الى ذلك يجب على الرئيس ان يتمتع بالجرأة الكافية في اتخاذ القرارات الصعبة دون تردد وان يتحمل مسؤلية هذه القرارات كما يجب ان يكون صدره رحبا" ويجيد الاستماع لاراء الاخرين وملاحظاتهم وان يجيد التعاطي مع الناس على كافة المستويات والشرائح التي يتكون منها مجتمع البلدة .
بالرغم من ان القانون اعطاه صلاحيات كبيرة لشخصه حصرا في ادارة شؤون البلدية فان الرئيس الناجح هو ذلك اللذي لا يتفرد قي اتخاذ القرارات المهمة التي تطال اوسع شريحة من المواطنين في البلدة فيتشارك مع باقي اعضاء المجلس في اتخاذ الخطوات المهمة وممكن ان يستعين بخبرات ونصائح أهل الاختصاص والتجربة من خارج المجلس البلدي اذا تتطلب الامر ذلك.كما ان تمتع الرئيس ببعد النظر وحسن التفكير والتدبير يساعد على ابتكار افكار ومشاريع مهمة تخدم البلدة . وأهم من كل ذلك فان تمتع الرئيس بشبكة علاقات عامة وواسعة تساعد على جلب المشاريع المتعددة للبلدة ومصادر تمويل مشاريع أخرى وحل مشاكل عالقة والى اخره .
فيما يخص المجلس البلدي والاعضاء المشاركين فيه فمن الجيد والمفيد ان يتمتع بعض اعضائه بعضا" من الصفات المذكورة اعلاه لكن اهم شيء يجب ان يتمتعوا به هو حس التعاون والابتعاد عن النكايات والحساسيات والحسابات الضيقة والشخصية ومشاركة الرئيس في دراسة ومناقشة كل ما يفيد المصلحة العامة وتشكيل اللجان المختصة بمتابعة شؤون البلدة والمواطنين على ان تحيط هذه اللجان بكل اعمال ونشاطات البلدية مع المتابعة والمثابرة لتنفيذ كل ما يتفق عليه داخل اجتماعات المجلس البلدي .
من الاهمية بمكان عند اختيار اعضاء المجلس البلدي ان يكون قدر الامكان ممثلا بأكبر عدد ممكن من النسيج المهني اللذي يتكون منه المجتمع البلدي ( من اطباء ومهندسين ومحامين واساتذة ومزارعين وممثل عن الطبقة العاملة والى اخره ) لان هذا يسهل تشكيل وعمل اللجان المختصة ويسهل مهمتها ويساعد على ابتكار الحلول والاقتراحات اللازمة لتسيير شؤون المواطنين . فعلى سبيل المثال فاننا في بلدية الخيام نفتقر الى تمثيل طبيب ومحام مما يضعف عمل اللجان الصحية والقانونية هذا مع العلم انه في الامكان الاستعانة والتنسيق مع اطباء ومحامين من خارج المجلس البلدي والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم لكن مشكلة عدم تمثلهم تبرز اثناء المناقشات لنشاطات اللجان الصحية والقانونية في اجتماعات المجلس البلدي .
ان أهم عامل مساعد في انجاح العمل البلدي هو انه مع انتهاء عملية الانتخاب يجب على الجميع ان يخلع عنه ثوب الاحزاب والهيئات ....التي اختارته ويعلّقه خارج المجلس على ان يبدأ العمل البلدي على أساس تنموي بحت بعيدا عن الحساسيات والمصالح الحزبية الضيقة والدخول الى رحاب العمل البلدي الواسع وخلاف ذلك فان تصارع الاحزاب داخل العمل البلدي والموافقة أو الاعتراض على المشاريع والقرارات على خلفية سياسية لا تنموية سوف يحّول تعدد الاحزاب داخل المجلس الى قنبلة موقوتة ممكن ان تفجّر المجلس البلدي من الداخل في أي وقت لكن هذا الامر لايلغي الدور الايجابي اللذي بجب ان تلعبه الاحزاب عن بُعد ودون تدخل مباشر وذلك عبر المراقبة والمتابعة لتصويب اداء ممثليها للقيام بواجباتهم التنمنوية التي تم انتدابهم لاجلها . عندما تتم مناقشة العمل البلدي وشؤون ومشاكل البلدة في المجلس البلدي بروح تنموية منفتحة وبروح التعاون من شأنها خدمة البلدة والمواطنين بشكل جيد .
مع علمنا المسبق باستحالة ان يتمتع شخص واحد بجميع المواصفات التي ذكرناها اعلاه مجتمعة الا انه بقدر ما كانت نسبتها كبيرة او قليلة في أعضاء المجلس البلدي تتحدد نسبة نجاح المجلس في تأدية واجباته .
باعتقادي انه على المجلس البلدي ان يعطي الاهمية القصوى والاولية للمواطنين المقيمين في البلدة بشكل دائم والوقوف على مشاكلهم وهمومهم ليدعم بذلك بقائهم وصمودهم في هذه الظروف الصعبة وتأمين الحد الادنى اللازم اللذي يمكنهم من الاستمرار في معيشتهم اليومية .
ان توفر الاموال الكافية ان تم حسن استخدامها تسهل على رئيس البلدية والمجلس البلدي وضع الخطط لتطوير البلدة وتنميتها في كافة المجالات على صعيد الطرق والبيئة والزراعة والحدائق وشبكات الصرف الصحي والى اخره .
فيما يخص رئيس ومجلس بلدية الخيام الحالي فانه على قدر كبير من المسؤولية واعضائه يتمتعون بقدر عالي من المؤهلات والكفاءات التي تمكنهم من تطوير العمل البلدي وبالرغم من أنه حتى الان لم يشعر المواطنين بوطأة البلدية الجديدة الا أنه في القريب العاجل يجب على البلدية البدأ بالخطوات الملموسة على الارض لان فترة السماح شارفت على الانتهاء ومن المفترض ان يكون المحلس البلدي قد انتهى من تنظيم شؤونه الداخلية وتشكيل لجانه المختصة لان المواطنين علّقوا امال كبيرة على هذا المجلس الجديد خاصة انه تم تشكيله على اساس توافقي بين اغلب الاطراف في البلدة مما ينفي حجة ان هناك من يعرقل أخذ اية قرارات أو يعطل تنفيذ أية مشاريع علما ان الجميع بات يعلم ان الدولة قد حوّلت اموال الى البلدية فهيا ايها المجلس الكريم شمّر عن زنودك وانزل الى الساحة مع ثقتنا الكاملة بقدرتكم وكفائتكم فلا تخيبوا أملنا ....
لقد حاولت قدر الامكان الاختصار لان الموضوع كبير جدا وكلّما كانت المقالة كبيرة وممكن ان يصاب القاريء بالملل لذلك هناك جوانب في المقالة لم تتم الاضاءة عليها بالشكل الكافي مع انها تستحق ذلك وأرجو ان تكون هذه المقالة قد افادت بعض المعنيين وعذرا على الاطالة.
أبو الحُر - الخيام
تعليقات: