سالم حمزة «شهيداً» بعد عام

حوّلت آلة الدمار الإسرائيلية الفتاكة، سوق النبطية إلى خليط من ركام وبضائع مهشمة مكبّدة أصحابها خسائر لا تحصى. خسائر توازي الروح، إذ أتت على جنى العمر للعشرات ممن بنوا تجارتهم شيئاً فشيئاً حتى عمرت دكاكينهم بالأقمشة والزجاج والخضرة بعد غياب نمط سوق الغلّة.

أتت الغارتان الإسرائيليتان ذلك الصباح على ثلاث طبقات من الزجاج والثريات والساعات والتجهيزات المطبخية والمنحوتات وغيرها. لم يبق منها ما يشير إلى عنوان مؤسسة المواطن سالم حمزة. الخسارة تتجاوز مليون دولار.

الكلام كله لا يجدي برأي سالم، الذي قال يومها: «إنه العدو الظالم الغاشم... لم تكن الخسارة هي الأولى، لكن لم يصب العدوان في المرات السابقة كل ما أملك في هذا الوسط الذي نشأت فيه ولا أعرف بديلاً عنه، مثل هذه المرة. إنها الضربة القاتلة».

قبل أقلّ من شهر فارق سالم حمزة (52 عاماً) الحياة، ليغلق الموت الباب على معاناة عام كامل من انتظار بعض التعويض على خسارته الكبرى. ربما كان في رحيله راحة من ألم لا يحتمل وقلق لا باب فرج له.

تعليقات: