تفريغ مستشفى حاصبيا من مرضاه بسبب عجزه المزمن

مسن كان يتلقى العلاج في مستشفى حاصبيا الحكومي
مسن كان يتلقى العلاج في مستشفى حاصبيا الحكومي


حاصبيا:

توقف «مستشفى حاصبيا الحكومي» عن العمل عصر أمس، وتم تفريغه من كل المرضى، الذين وزع بعضهم على المستشفيات القريبة، والبعض الآخر اختاروا العودة إلى المنزل لعدم تمكنه من إكمال العلاج في مستشفيات أخرى. وبدا المستشفى أمس في حالة يرثى لها، حيث النقص كبير في الأدوية وكل المستلزمات الطبية، كما فقدت مادة المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية التي تعطل أحدها ايضا، ناهيك عن الأعطال التي طالت العديد من الأجهزة وخاصة جهاز التعقيم. ومن الأسباب التي أوصلت المستشفى إلى الإقفال، تجاذب قديم بين أعضاء مجلس إدارته، والعاملين فيه والذين لا يتقاضون رواتبهم إلا مرتين في السنة. وكذلك الخلافات والصراعات التي بدأت بالخروج إلى العلن، بين الجهات المسؤولة عن تشغيله والتي تتداخل فيها السياسة إلى النكايات الشخصية. كل ذلك في ظل غياب المعالجات الصادقة، والتي كانت تصطدم بعقبات وعقبات جعلت الحلول بعيدة المنال.

ويقول مدير المستشفى الدكتور حسام خير الدين: «لقد ترك المرضى المستشفى، وكان عددهم 12 مريضاً، بعدما بتنا عاجزين عن تأمين متطلباتهم العلاجية، كما أوقفنا استقبال المرضى وفي الطوارئ لنفس الأسباب». ومنها، «النقص في الأدوية، وخلل في الكثير من المعدات، وتعطيل مولد كهربائي، وأعطال في معدات التعقيم، وعدم التمكن في تأمين مادة المازوت، حيث وصل دين هذه المادة في إحدى محطات المحروقات إلى حدود ستة وثلاثين مليون ليرة لبنانية». وقد رفض رئيس مجلس الإدارة «منذ حوالى شهرين التوقيع على ثلاثين شيكا تصل قيمتها إلى أربعين مليون ليرة، وهي مخصصة لمختلف مصاريف المستشفى، ويمكنها إعادة التشغيل لفترة أكثر من شهر، ومنذ فترة طويلة ونحن نطلب من رئيس مجلس الإدراة التوقيع عليها ليتسنى صرفها بدون أن نلقى أي تجاوب»، وفق خير الدين. وأشار خير الدين إلى أنه وضع وزارة الصحة والتفتيش المركزي وفعاليات المنطقة بما هو حاصل، و»نأمل بالتدخل لحل المعضلات».

من جهته، رد رئيس مجلس الإدارة الدكتور كمال النابلسي «ما هو حاصل إلى سوء تصرف إدارة المستشفى. وما كان من إخلاء للمرضى بهذه الطريقة غير قانوني، فلا يحق لأحد إقفال المستشفى بهذا الشكل العشوائي». ورأى أن «المستشفى يعاني من عجز مالي، لكن من غير المقبول أن يصل الوضع الى هذا الحد».

وتوجه إلى المستشفى مخاتير حاصبيا، ومدير مكتب النائب أسعد حردان محمود مرداس، وكانت لهم لقاءات مع أطبائه والعاملين فيه. واتفقوا على مواصلة اللقاءات اليوم، لإعادة المستشفى إلى السكة الصحيحة.

وكانت المريضة ليندا خضر (78 عاما)، آخر من ترك المستشفى أمس، وقال أقرباؤها وهم يجمعون أمتعتها للمغادرة أنه «لمن المؤسف أن تصل الحال في المستشفى إلى هذا الدرك، هناك استخفاف فعلا بأبناء هذه المنطقة الحدودية. لقد انتظرنا افتتاح هذه المستشفى منذ الاستقلال، لكن بدل أن يكرموا أبناء هذه القرى النائية فها هو العقاب، إقفال الصرح الطبي الوحيد الذي كان يبلسم الجراح ولو بالحد الأدنى».

تعليقات: