الجوهرة النادرة (قصة قصيرة)

لتغدو قلوبنا جوهرة
لتغدو قلوبنا جوهرة


تنام الأميرة قريرة العين . تنام نوماً هادئاً مقررة أن لا تستيقظ إلا من قبلة سحرية من أمير تجهله. لا تريد أن تصحو من أحلامها الجميلة إلا على يديه .

وشاءت الاقدار وأتى هذا الأمير المنتظر على حصانه الأبيض ، وترجل عن صهوة جواده، فإلتفت على جانبيه ، فوجد الأميرة نائمة في سهاد عميق.

إقترب منها وقبلها قبلة لإيقاظها .

فتحت عيناها، فوجدت بأنها خرجت من سباتها لتطل على الحياة من جديد مع هذا الأمير الجميل .

تعانقا، وبدأت قصة حبهما تنمو يوماً بعد يوم .

فقد أعطته كل حبها. وسلمت له أغلى ما عندها. جعلته ملكــاً على قلبها ، ووضعته تاجاً على رأسها ، وكانت هي الجوهرة النادرة التي رصّعت به هذا التاج ليرى نفسه بها كلما التقيا .

أحبته حباً لا يوصف . فقد حلمت به سنوات طوال وهي تغض الطرف عن كل الذين حولها ويريدون الوصال .

ولكن هذا الأمير الذي أحبها ايضاً ، ربما لم يكن عنده كبر قلبها وسعة صدرها ونقاوة روحها ، فتركها ومشى . لمــاذا ؟؟؟؟

لم يعط هذا الأمير قيمة لحب الأميرة له وتعلقها به، فمشى دونما إستئذان أو وداع حتى .

رمى الجوهرة النادرة الغالية على الارض دون أن يكترث إن كان مسّ روحها بألم ، أو جرح مشاعرها وكرامتها.

جُن جنون هذه الأميرة وبكت على حبيبها الذي ضاع منها والذي أحبته حتى العبودية واضعة اياه في اعلى مراتب الحب . وبكت على نفسها لأنها انتظرت طويلاً وخسرت حلمها ، حلم حياتها .

ما زالت تحبه مع انه خانها . الخيانة هنا ليست من الناحية الجسدية بل هي أعمق وأكثر جرحاً وذبحاً، إنها الخيانة الروحية أي عدم الوفي بالوعود وعدم إحترام المشاعر وعدم اخلاصه لها !!! لروحها الجميلة الخلاقة السامية، لعزة نفسها وكبريائها المتواضع، لحبها الروحاني دون المقايضة بشيء مقابل شيء ، لحبها العظيم الوفي الذي ما طلب شيئا بل أعطى دون حساب.

كسرت كل القيود والتقاليد ، تخطت كل الحواجز من اجل ارضائه، إرضاء حبيبها لجعله رجلاً سعيدأ ، يحب الحياة من أجل إمــرأة .

وعادت الأميرة الى نفسها بعد وقت ، وبعد أن ضمّدت جراحها وإستعادت قوتها وثقتها بنفسها ، ادركت أن هذا الأمير ، لم يكن أميراً ، بل كان عابر سبيل، شرب ومشى ، وأنه للأسف لم يتعود ابدً أن يكون ملكــاً .

تعليقات: