خبز الصاج الذي لم تكن رائحته تخلو من أيّ بيت
لو عدنا إلى الوراء، تحديداً إلى منتصف القرن الماضي، لأخذتنا الذاكرة إلى تصفّح ذكريات ذاك الزمن الراحل، بأكلاته التراثيّة التي لم تزل تعشعش في ذاكرتنا حتى يومنا.
أكلات كثيرة كانت من صلب المطبخ الخيامي، إنقرضت بعدما اختفى الكثير منها إن لم تكن كلها ومن بين هذه الأصناف التي أنتجت جيلاً حديدياً يمكن ذكر:
الرشطة،
كبة الحيلة،
السايط،
البكسيلان،
المنسوفة، (وربما هذه الأكلة الوحيدة التي لم تزل حتى يومنا هذا تطبخ في بعض البيوت الخيامية).
اللحمة المدقوقة على جرن الكبة وفراكتها الشهية،
دبس البندورة الذي كان يصنع في كل البيوت الخيامية،
خبز الصاج الذي لم تكن رائحته تخلو من أيّ بيت، هذا النوع من الخبز بشكله ومذاقه يحمل ذاكرة تاريخية قديمة، عندما كانت النساء يرققنه بنغمات إيقاعية مع طلوع الفجر ويخبزنه ويلوحن به بأيديهن يميناً وشمالاً لوضعه على "الكارة" بمساحة واسعة ثم يضعنه على "الصاج" كي يتقمر على نار هادئة وتفوح منه رائحة طيبة وزكيّة تلازم البيوت عدة أيام.
لا ننسى تين الشريحة والنقارة والبقع الذي كان مصدر غذاء رئيسي في حياتنا وخاصة في فصل الشتاء...
...
أجل زمن لن ننساه يا خيام وسوف يبقى ما بقينا وسوف نذكره حتى الرحيل ونجترّ ذكرياته بشيء من التأمّل والحنين.
تعليقات: