أضرار كبيرة في موسم القمح: الأمطار تحوّل سهل عيحا إلى مستنقع

 جانب من المستنقع في سهل عيحا
جانب من المستنقع في سهل عيحا


راشيا :

استباحت أمطار الأسبوع الماضي، والمياه المتدفقة من الينابيع، آلاف الدونمات المزروعة بالقمح والشعير في سهل عيحا، ما أدّى إلى إصابة الموسم الزراعي بأضرار مادية جسيمة. وقد هشّمت المستنقعات السنابل الصغيرة وتسببت بذبولها، وقضت على عروقها، محوّلةً حبات البذار من الحنطة، إلى حبيبات سوداء محروقة لا تقوى على النمو بشكل طبيعي.

وينبسط سهل عيحا عند تخوم السفوح الغربية لجبل الشيخ، بين عيحا وكفرقوق، حيث تبلغ مساحته الكلية 11 ألف دونم، تستغل منها مساحة تصل إلى 8 آلاف دونم في زراعة القمح والشعير في فصل الشتاء، كما يتم استغلال أراضيه صيفاً في الزراعات الخضرية والبطاطا والبطيخ والشمام. وتشكل إنتاجية السهل من المواسم الزراعية، مردوداً يعتاش منه حوالى مئتي عائلة من أبناء قرى عيحا وراشيا وكفرقوق، إلى جانب عشرات العائلات التي تعمل في القطاع الزراعي، فضلاً عن أصحاب المشاريع الزراعية الذين يتولون ضمان الأراضي من مالكيها، حيث قدرت خسائرهم بعشرات الآلاف من الدولارات.

ولفت المزارع علي أبو لطيف إلى أن «الخسائر التي حلت بسهل عيحا في العام الحالي، نتيجة الغطاء المائي الذي جثم على صدر السهل، كانت جسيمة، باعتبارها أدّت إلى هلاك سنابل القمح والشعير الصغيرة، التي ما زالت في طور النمو، محولة البذار إلى حبيبات تالفة تحت الأرض. ما يعني أن الموسم الذي يعتبر مصدر الرزق الوحيد لأكثر من مئتي عائلة، بات تالفاً». وأمل أبو لطيف من الدولة اتخاذ قرار يقضي بمسح الأضرار، تمهيداً للتعويض على المزارعين، حتى يتمكنوا من متابعة مسيرتهم الحيايتة والمعيشية والإنتاجية.

وقال الشيخ أبو كمال شموط من كفرقوق: «تخوفنا من انحباس الأمطار وانعكاساتها السلبية على المزروعات، لكن الله أفاض من نعمه وزاد من خيراته علينا، حتى أغرقت المياه آلاف الدونمات المزروعة بالحبوب في سهل عيحا، ما أدى الى اهتراء السنابل الصغيرة، وتفحم حبيبات البذار، ما يؤخر النمو، ويقلل من الإنتاجية المتوقعة». وأكد شموط على أنه قام بزراعة بعض الدونمات بالقمح، كي يستفيد من الغلة، لكن «حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، حيث بالكاد نحصل على مؤونة البيت من الحبوب، في حين كنا نتوقع إنتاجاً يزيد على 150 مداً».

ولفت حسين أبو رافع إلى أنه استدان مبلغاً من المال، بدل ضمان أراض ٍ في سهل عيحا، كي يستغل هذه المساحة في موسم زراعة الحبوب، وفي الزراعات الخضرية. لكن خاب ظنه، كما قال، فأصيب الموسم الشتوي بأضرار كبيرة. ولفت أبو رافع إلى أنه يعمل وعائلته المكونة من خمسة أفراد في الزراعة، ليتمكنوا من مواجهة الأزمة الاقتصادية التي نالت «من لحمنا الحي، وها هي الكارثة اليوم في طريقها لتنال من دمنا ومن قدرة الحياة فينا»، كما قال.

تعليقات: