بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة المرحومة ملكة علي السيد سعيد زلزلة

إلى صاحبة القلب الحنون ، إلى صاحبة العيون البريئة ، إلى الوجه الضاحك إلى الجسد المتعب الذي ما هدأ ولا إستكان لحظةً واحدةً ، إلى التي مُزجت بالحياة وأحبت الحياة ، إليك أيتها الحبيبه الغاليه الطاهرة يا أختي ألف تحية وألف ألف سلام .

أختي الحبيبه أحاول إلتقاط العبارات تحرقني الكلمات وتحترق بي فلا أصابعي تجود ولا رثائي يتألق لأن الأخت شيء عظيم لا يمكن وصفه .

لا تجرؤ الكلمات على إحتلاله ووصفه مهما إمتدت ورحّبت ، ( نعم ) كالصبح كنتي تملئي بهجت المكان كالحلم ولكن كان حلماً قصيراً وإنتهى فجأةً وأيقضنا على واقع ٍ مرير .

بماذا أصفكِ ومن أين أبدأ ، يا من تضم في كيانها آيات الحسن وأسرار الحنان ، يا من ناولت الأطفال آمال المستقبل ونوّرت لهم طريق الحياة ،أيتها الفراشة البيضاء التي كانت تطير وتطير كالملاك في فضاء الحياة ، وإذ بتلك الفراشة قد إنكسر جناحيها وسقطت دون سابق علم وإنذار ، أختي الحبيبة أيتها الزنبقة التي كانت متألقة ومتلونة بألوان الربيع ها أنت قد رحلت في ربيع العمر .

أيتها العروس الشابه كنا دائماً نراك عروساً ولكن شاء الموت إلا أن يزفك على طريقته إلى عالم آخر وبيت آخر وعرس جديد ، فلماذا يا أختاه تحول عيد العائلة إلى كتلة دمع تتدحرج في المُؤَق ؟ لقد كان العيد يبدأ من كفيّكِ ويتكلل بضوضاء صوتك ، يا من كنت فرحة العائلة وشمعتها لما إنطفأتِ ؟ لماذا يا وردة الربيع الزاهية آثرت الرحيل قبل أن ينضب أريجك ، ما زال أمامك درب طويل وعليك الكثير رغم الكثير الذي قدمته ، فمن يجيب عن أسئلة أبنائنا ؟ من يطفئ لهيب الأخ المحترق ، أم لهفة وحنين الأم المفجوعة المشتاقة ، من يؤنس الزوج الوحيد من يوقظنا من الفاجعة ؟ لقد سابقت الزمن فسبقك وأوقفك وفُجعنا بك فرحلت باكراً وأنت في عُهدتنا وبيننا وتحت كفالتنا ، ومن دون موعد ذرفت دمعةً صامتةً وأطبقت الأجفان إلى الأبد ورحلت .

إنها الحياة يا حبيبتي وإنه الموت وهذا هو القدر فإلى الله نبتهل وبقضائه وقدره نرضى ونسلم .

وإنني لألملم جميع رجاءات البشر وأستجمع دعوات الآنام ورحمات القدر وأستعين بآيات الرحمن وبكل الحنان والأمان وأنثرهم بفضائك لكي يرحمك الرحمن ويجمع بينك وبين أجدادك محمد وآل بيته الأطهار في خير الديار .

أختاه ما هذا ؟ أصرتي .... من أهل التراب وحيده ؟

أختاه بكى عليّ الزمان .... حين قبلني وهام لبكائي

أختاه أصندوقاً أخفاكى ؟ .... وأقداماً سارت حتى شهدت ثراكي

أختاه يا نور الفؤاد .... أذهبتيٌ إلى عالم النسيان ألن بُرههةً أراكي ؟

مررّتُ برياضك هائماً صامتاً .... فدر دمعي عند مثواكي

فنظرت إلى التراب حائراً .... كيف إليّ أن لا أراكي ؟

يا من كنتى يوماً أنيستنا .... كنتي وكنا وكان لقياكي

..

.

حسين السيد علي السيد سعيد زلزله

تعليقات: