الخيام
لمناسبة ذكرى اربعين المناضل الدكتور حليم القسيس، اقام اهالي بلدة الخيام وعائلة الفقيد، قداسا وجنازا لراحة نفسه، ترأسه سيادة المتروبوليت الياس الكفوري يعاونه لفيف من الكهنة وذلك في كنيسة الروم الارثوذكس في وسط البلدة. وبعد قراءة الانجيل المقدس القى عظة تناول فيها مزايا المناضل القسيس الذي كان معطاء محبا لعمل الخير ومساعدة الفئات الشعبية والمحتاجين خلال ممارسة مهنته الانسانية.
وبعد تقبل العائلة لتعازي ، توجه المشاركون الى مركز محمد الطويل الخيري الاجتماعي، حيث اقيم حفل تأبيني ، بحضور النائبين الدكتور قاسم هاشم والدكتور علي فياض، نقيب الاطباء في لبنان البروفوسور شرف ابوشرف ممثلا بالدكتور ماهر حمزة، سيادة المتروبوليت الياس الكفوري، مسؤل القطاع الشرقي في حزب الله الحاج مهتدي ومسؤل حركة أمل في الخيام خنجر شعيب، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي سعدالله مزرعاني، رئيس مؤسسة عامل الدكتور كامل مهنا، مدير موقع خيام دوت كوم المهندس اسعد رشيدي، وحشد من الشخصيات والفاعليات الاجتماعية والطبية والحزبية ، عائلة الفقيد وجمهور من اهالي البلدة وقرى الجوار .
..
كلمة ممثل نقيب الاطباء
بداية الوقوف دقيقة صمت عن روح الفقيد والشهداء، وكلمة لعريف الاحتفال عزت رشيدي، ثم ألقى ممثل نقيب الاطباء الدكتور حمزة كلمة بالمناسبة أشاد فيها بتفاني وعطاء الدكتور القسيس، "لانه وجد في هذه الارض ضالته ومثال تضحيته. لقد افنى عمره محبا معطاءً رافضا للظلم والقهر والحرمان. هو واحد من عشرات الاطباء الذين صمدوا في هذه القرى والبلدات التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال، نذكر منهم الشهيد الدكتور شكرالله كرم، فرفضوا ترك قراهم، معتبرين ان بقاءهم في هذه الارض خدمة للناس والمحتاجين وواجبا انسانيا ووطنيا. لم ينتظروا يوما جزاءً أو منة من احد، كل ما آملوه بعضا من مستلزمات العيش والبقاء للاستمرار في خدمة الناس".
أضاف:" لقد مرّ على بعض الزملاء الاطباء من الاذى على المستوى المادي والمعنوي، حيث كانوا يأملون دائما من دولتهم ان تقف الى جانبهم، من اجل بقاء ورفعة المجتمعات ونهوضها".
وختم بتوجيه تحية حب وتقدير للانسان الذي جعل مهنته رسالة ومن رسالته عطاء ومن عطائه واجبا يؤديه عند كل استغاثة، وكذلك تحية أكبار لاطباء عملوا في خط النار في الجنوب، فساهموا بجهدهم ودمهم في عملية الصمودوالتحريرن فلم ترعبهم طائرة ولا قذيفة، بل بقوا يضمدون جراح الصامدين وجراح الاهل".
..
كلمة موقع خيام دوت كوم
وكانت كلمة للمهندس اسعد رشيدي، الذي قال:" لقد كنت شديد الانتماء لوطنيتك وعروبتك ولكل قضايا امتك وبلدك وهذا ما مارسته جيدا في حياتك وفي اجتماعياتك ومهنتك ".
أضاف:" يوم رحيلك اعلنوك في حاصبيا فقيد الطائفة الدرزية، كيف لا وطالما داويت جراحهم وانت العلماني الذي كافح ضد التعصب الديني، ولم تنتصر يوما الا لشعبنا الصامد وقضاياه الوطنية والاجتماعية المؤمن بثقافة المقاومة والمتمسك بسلاحها".
..
كلمة رئيس مؤسسة عامل
من جهته، القى الدكتور مهنا كلمة اعتبر فيها الدكتور حليم القسيس مصلحا اجتماعيا يتبنى مفاهيم اجتماعية متقدمة، من حيث التصدي للجهل والفقر والظلم، وتجنب التطرف والرفض خلال سنين نضاله الطويل. لقد حاول الدكتور القسيس ان يطبق العمل الانساني بمضمونه الحقيقي، الالتزام السياسي الذي يدعو الى العدالة في المجتمع والمساواة بين الناس وما يجمعهم وليس ما يفرقهم".
أضاف:" لقد حاول ان يبرهن عمليا، عبر اقترانه بزوجته ام سلام (المسلمة)، محاربته للممارسات السياسية الطائفية التي لم تسمح للبنانيين منذ القرن التاسع عشر، إرساء قواعد المواطنية الصالحة التي تأجج اليوم رياح الثورات الشعبية في العالم العربي، ونأمل ان ينال لبنان نصيبا منها".
وتابع يقول:" لقد اكتشف الدكتور القسيس من خلال عمله الميداني الطويل، وفي احلك الظروف الامنية والسياسية، وجود عصبية فكرية تعيق تبني الحقيقة دون سواها. فاختار ان يسعى على تجميع الطاقات وتقيب وجهات النظر وذلك لخدمة الجنوب المقاوم، وان جميع المصالح الذاتية يجب ان تزول امام واجب الدفاع عن الوطن واهله".
..
كلمة الحزب الشيوعي
واختتم الاحتفال بكلمة الحزب الشيوعي القاها عضو المكتب السياسي سعدالله مزرعاني، حيث رأى ان الدكتور القسيس، كان صاحب قناعة وعقيدة حاضر صابر مثابر حتى لحظاته الاخيرة،" لقد مضى فقيدنا وعلى مسافة ايام معدودات من انتفاضات الحرية، من ثورات شعبية عاصفة ضد القهر والاستبداد والاعتداء على الكرامات والحقوق والاوطان... دون ان يتمكن من رؤية الكثير من احلام حياته وقد تحقق ، ومن ثمرات جهده وقد تدفق في صدور الملايين الهادرة بطالب الحق والحرية وتقويض عروش الظلم والتخلف والتبعية والديكتاتورية والاستغلال والحرمان".
أضاف:" لقد كان الدكتور حليم وامثاله شركاء حقيقيون في عرس التغيير الذي نعيش تواصل حلقاته المدهشة. ويحلو للبعض من قبيل المبالغة ان ينسب ثورات الشعوب لوسائل هذه الثورات، لا لاسبابها، للتقنيات لا للمعاناة. ويفوّت هؤلاء ان مسيرة البشرية نحو الحرية والانعتاق والمساواة لم تتوقف يوما. هل نحن بحاجة اليوم للتأكيد بان الشعوب تمهل ولا تهمل وبان للظلم جولة وللحق الف جولة "؟ أما ما يضرب بعض مؤسسات التغيير من رتابة ومراوحة في القديم ومن العجز عن التفاعل مع نبض الناس وخصوصا الشباب منهم، فذلك امر تتكفل به الحياة إذا لم يسارع المعنيون الى تداركه. وينطبق خصوصا مع الجيل الجديد الذين هم اكثر من يعني فداحة الازمات وعسف الطغاة".
وسأل مزرعاني، " هل لبنان وشعب لبنان من طينة أخرى؟ لعل تهاوي راسخات السلطات وعتاة السلاطين ما يقدّم ابلغ الامثلة ؟ وعلى الشباب ان يدرك بانه اسير مصالح فئوية لامنظومات قدرية ، وليتحرك لاسقاط الاصنام والاوهام والترهات، مشيرا الى ان لبنان لن يخرج من مأساة نظامه الطائفي، إلا بشبابه الذين إذا شاؤوا شاء ، فيكفّ تجار الطائفية والمذهبية عن الحاق الاذى والعار بشعب ذاق طعم الكرامة والانتصار".
..
وفي الختام دعت العائلة اهالي البلدة والحضور الى تناول لقمة رحمة عن روح الدكتورالقسيس في منزله..
مشهد فيديو للشاعر هنري زغيب في رثاء الدكتور حليم القسيس
ألبومات صور الحفل التأبيني في مركز الطويل
تقرير الإعلامي جورج العشي حول الحفل التأبيني
كلمة المهندس أسعد رشيدي في الحفل التأبيني
كلمة الدكتور كامل مهنا في الحفل التأبيني
كلمة الدكتور ماهر حمزة في الحفل التأبيني
كلمة الأستاذ سعدالله مزرعاني في الحفل التأبيني
مقتطفات من كلمة الاستاذ عزات رشيدي التي القيت في حفل تابين الدكتور حليم القسيس
تعليقات: