«مياهنـا تـروي عدوّنـا»

زكريا يراقب بأسف تدفق المياه إلى فلسطين المحتلة.
زكريا يراقب بأسف تدفق المياه إلى فلسطين المحتلة.


حاصبيا:

«من النبع مباشرة إلى الحولة، يا للأسف»، عبارة يكررها زكريا أحد العاملين في متنزه رأس النبع، في كل مرة تنفجر معها وبغزارة مياه نبع الحاصباني المجاور لمطبخ المتنزه حيث يعمل. وتأخذ المياه المتدفقة بسرعة طريقها، ومن دون أي عوائق، إلى بحيرة الحولة في شمالي فلسطين المحتلة. ويضيف زكريا: «لنا من المياه متعة النظر عند تفجرها من باطن أرضنا فقط، ومن ثم لنا الحزن العميق لانسيابها نحو مستوطنات عدونا».

كلام زكريا يردده المئات من أبناء حاصبيا والقرى المحيطة، الذين يراقبون بشغف في كل سنة، مشهد تفجر مياه نبع الحاصباني، الذي يحصل عادة في النصف الثاني من شباط، فيقصدون محيط النبع، للتمتع بمنظره الفريد، حيث تتفجر المياه على شكل بالونات بأحجام متفاوتة، أشبه ما تكون ببراكين بلورية صغيرة، تجعل المؤمنين يمجدون الخالق على قدرته.

تلك النعمة التي لم نعرف كيف نستغلها أو نتحكم بها، نتخلى عنها ونتركها تغادرنا برضانا وكأنه ليس باليد حيلة، فتسير مرغمة وغير آبهة إلى عدونا في فلسطين، تتجمع في بحيراته لتتحول في وقت الجفاف، إلى بركة تروي حقول وبساتين المستوطنين. أولئك الذين يسخرون منا مع هطول كل نقطة مطر فوق أرضنا، فهي ليست لنا بل هي ملكهم رغماً عنا، يستغلونها عند الحاجة، لتتجاوز كمية المياه السنوية حدود الـ 157مليون متر مكعب من مياه الحاصباني فقط، وتضاف إليها كمية مماثلة من أنهر الوزاني، وسريد، وعين الجوز، والمغارة، أبو دجاجة، والفاتر، إضافة إلى أكثر من 54 نبعاً صغيراً تصب كلها في الأراضي التي يحتلها العدو الإسرائيلي.

تعليقات: