الدكتور ماهر حمزة
ايها الاحباء
ان تكون في الخيام يعني انك في معقل المقاومة وان تكون في الخيام يعني انك في حضن المقاومين و يعني ذلك انك بالقرب من فلسطين حيث الزنود السمر تتلالا وتقارع الاحتلال وحيدة منذ زمن قبل ان تصل اليهم صرخات الثوار في مصر و ليبيا وتونس وسائر البلدان العربية الاخرى
عندما نتحدث عن الطب يتبادر الى ذهننا الرسالة الاتسانية وعندما نتحدث عن الفقر يتبادر الى ذهننا الحاجة الانسانية و عندما نتحدث عن الحرمان يتبادر الى ذهننا التضحية الانسانية و حيث يجتمع الفقر و الحرمان و الغربة عن الوطن ترتقي الرسالة الانسانية الى الى اعلى مراتبها فيصبح القائم بها و العامل عليها رسولا و حكيما و مناضلا يستحق كل الاوسمة الالهية و البشرية .
فمن ابن حذيم احذق طبيب عربي في الجاهلية الى ابي بكر الرازي سيدالطب ومن حارث بن لؤلؤة الى ابن سينا , من كل هؤلاء الى عصرنا الحاضر مسيرة عطاء لا تنبض و تضحية مستمرة عبر الاجيال يؤديها انسان لا يعرف الراحة ليرتاح اللآخرون و يغالب النوم لينام غيره و يختزن الالم لكي يزيل الام عن مرضاه.
ان انقاذ انسان من الموت أو اعادة البسمة لجريح أو مريض يستغيث هي جزء من رسالة ارتضيناها بملء ارادتنا و سقيناها عرقنا و فكرنا وسهرنا حتى نمت فلن نبخل بذلك العطاء ولن نجعل له ثمنا يرهق صاحب الحاجة فتضيع رسالتنا و نفقد دورنا الطليعي .
لقد اختار راحلنا العزيز الدكتور حلمي القسيس العمل و العطاء حيث نشأ لا لأنها مسقط رأسه فحسب بل لأنه وجد في هذه الأرض ضالته و ميدان تضحيته .لقد أفنى عمره محبا و معطاء رافضا للظلم و القهر و الحرمان .هو واحد من عشرات الأطباء الذين صمدوا في هذه القرى و المدن التي رزحت تحت نير الاحتلال , نذكر منهم الشهيد الدكتور شكر الله كرم .فرفضوا ترك قراهم و اهلهم معتبرين ان البقاء في هذه الأرض و خدمة الناس و المحتاجين واجبا انسانيا و وطنيا ,لم ينتظروا يوما جزاء او منة من احد ,كل ما أملوه بعضا من مستلزمات العيش و البقاء للاستمرار في خدمة الناس ,لقد مر على بعض زملائنا الأطباء من الأذى على المستوى المادي و المعنوي حيث كانوا يأملون من دولتهم ان تقف الى جانبهم لاستمرارهم كأفراد و حسب بل لبقاء المجتمعات و سلامتها و نهوضها . لقد كانت حرب تموز 2006 التي شنها العدو الاسرائيلي على لبنان مثالا لتخلي الدولة و حتى النقابة عن واجباتهم تجاه الأطباء التي دمرت عياداتهم و مراكزهم و منازلهم .وبرغم قيام بعض مؤسسات المجتمع المدني و الأهلي ببعض من هذا الدور لكنه بقي غير كاف و لم يرتق الى مستوى التحديات .
لقد زال الاحتلال و اندحر الا ان الحرمان لا زال يطرق بعض ابواب القرى و المدن البعيدة و النائية و هنا يتطلب خطة واضحة
من اجهزة الدولة المعنيه لدعم من تبقى من اطباء في هذه المنطقة كما يتطلب من نقابة الاطباء ايجاد النظم الكفيلة بمساتدة و تكفل هؤلاء الزملاء الأعزاء لما لوجودهم و عائلاتهم في هذه القرى من اهمية على المستوى الصحي و الوطني .
تحية حب و تقدير للانسان الذي جعل مهنته رسالة ومن رسالته عطاء و من عطائه واجبا يؤديه عند كل استغاثة
و تحية اكبار لعطائهم الذي لا ينضب و تحية اكبار لأطباء عملوا بخط النار في الجنوب و البقاع و بيروت فساهموا بجهدهم و دمهم في عملية الصمود و التحرير فلم ترهبهم طائرة رلم تخفهم قذيفة بل واصلوا برغم ذلك الجحيم الملتهب يلملمون جراح الصامدين و يضمدون جراح الأهل.
..
.
* الكلمة ألقيت في الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل في الخيام
مشهد فيديو للشاعر هنري زغيب في رثاء الدكتور حليم القسيس
ألبومات صور الحفل التأبيني في مركز الطويل
تقرير الإعلامي جورج العشي حول الحفل التأبيني
كلمة المهندس أسعد رشيدي في الحفل التأبيني
كلمة الدكتور كامل مهنا في الحفل التأبيني
كلمة الدكتور ماهر حمزة في الحفل التأبيني
كلمة الأستاذ سعدالله مزرعاني في الحفل التأبيني
مقتطفات من كلمة الاستاذ عزات رشيدي التي القيت في حفل تابين الدكتور حليم القسيس
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
تعليقات: