إبل السقي بلدة من غير بلدية

مبنى بلدية ابل السقي- قضاء مرجعيون
مبنى بلدية ابل السقي- قضاء مرجعيون


ابل السقي ـ

تستمر الصرخة في بلدة ابل السقي- قضاء مرجعيون ورفع الصوت عاليا في وجه المعنيين لمعالجة قضاياها الإنمائية والتنموية، اقله في تحديد موعد للإنتخابات البلدية فيها والتي لم تحصل خلال الإنتخابات البلدية الأخيرة في العام 2010 نتيجة التجاذبات المختلفة، وكلما التقى اهلها او مختارمها او قائمقام مرجعيون القائم باعمال البلدة بمن يمكن ان يوصل صوتهم، يعربون له عن املهم وتمنيهم على المعنيين تحديد موعد لإنتخاب مجلس بلدي لما له من اهمية في انجاز الكثير من المشاريع التي تساهم في رفع شأن البلدة وتخليصها من مشاكل في البنى التحتية والبيئية عانت وما زالت منذ عقود تعاني منها رغم تسميتها بلدة نموذجية لكونها بقيت مركزا رئيسيا لقوات الطوارئ الدولية منذ دخولهم الى لبنان في العام 1978، ما ادى الى انتعاشها وتحولها من قرية يعتمد اهلها، عددهم حوالي 3000 نسمة، في معيشتهم على القطاع الزراعي والإغتراب الى بلدة نموذجية فيها المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وتولي وظائف لدى قوات الطوارئ في الترجمة والأعمال التقنية، ما شكل نهضة عمرانية وحركة تجارية لافتة مقارنة بغيرها من القرى، التي عاشت لأكثر من عقدين تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، يضاف الى ذلك حمى البلدة الذي يعتبر الممر الخامس للطيور عالميا وموقعها الوسطي بين قضاءي مرجعيون وحاصبيا.

ويشير مختار البلدة سلمان غبار انه والعديد من ابناء البلدة يناشدون دوما "الجهات المعنية وخاصة وزارة الداخلية والبلديات العمل بكل جد وجهد لإنتخاب مجلس بلدي للبلدة، لكن اليوم نعرف يقينا ان المناشدة لن تكون فاعلة قبل تشكيل الحكومة العتيدة ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود هو وزير في حكومة تصريف الأعمال ولا اعتقد انه بامكانه اتخاذ هكذا قرار، وعندما يصبح الأمر ممكنا لن نوفر فرصة مهما كانت لإنتخاب مجلس بلدي للبلدة هي احوج ما تكون اليه على كل المستويات الإنمائية والتنموية، يضيف غبار، وحتى اليونيفيل الذين يقدمون الكثير من الخدمات لقرى المنطقة باتوا لا يدعون البلدة لأي من نشاطاتهم لعدم وجود بلدية".

وفي ظل عدم وجود مجلس بلدي، يرزح اليوم اهالي البلدة تحت وطأة ازمات لا تطاق وفي طليعتها الصرف الصحي الذي يتم التخلص منه عبر تجميعه في جور صحية مع وجود اكثر من اربعين منزلا يتخلص من الصرف الصحي برميه في الحقول والأودية المحيطة بالمنازل ما يشكل تلوثا بيئيا وروائح كريهة، وأيضا النفايات التي ما زالت ترمى عند اطراف البلدة وعلى مرمى حجر من نهر الحاصباني الذي يحد البلدة من الجهة الشرقية في منظر متناقض بين جمال الطبيعة و تلويث لها وللبيئة، كذلك ايلاء الإهتمام اللازم ب "حمى ابل السقي" الذي يعتبر الممر الخامس للطيور عالميا.

وهذا ما اكده قائمقام مرجعيون وسام الحايك القائم بأعمال البلدة الذي اعرب عن تمنيه ان "يصار الى إنتخاب مجلس بلدي بأقرب فرصة ممكنة يرعى شؤونها وشجونها وحاجاتها ومتطلباتها الإنمائية والتنموية، خاصة وأنه لا يعمل في البلدية سوى شرطي بلدي واحد وأمين صندوق"، ورغم ما يقوم به حايك من نشاطات إنمائية في البلدة ضمن الإمكانات المتوفرة ماديا وبشريا إلا أنه يعتبر أن إختيار تلك المشاريع هي عملية شاقة، وأبناء البلدة وفعالياتها الذي هو على تواصل دائم معهم، هم أدرى بالأولويات.

ولفت الحايك الى ان "التخلص من الصرف الصحي يتم بطرق بدائية وهي"الجور الصحية" التي يتم تنظيفها بين الحين والآخر، والحل الجذري يكمن في إقامة شبكة للصرف الصحي إضافة إلى أولوية ثانية تتمثل في شق طرق داخلية في محمية البلدة الحرجية، وإمدادها بشبكة من أنابيب المياه لمكافحة الحرائق التي قد تصيب المحمية، إلا أنه بالرغم من وجود مخططات لتلك المشاريع فالمشكلة تبقى في التمويل".

كما وأمل الحايك "بتوسيع معمل الخيام لفرز النفايات ليشمل إبل السقي، التي ما زالت تتخلص من نفاياتها بطريقة بدائية عبر تجميعها في قطعة أرض إستأجرتها البلدية من أحد أبناء البلدة، أو إستعجال مشروع الإتحاد الأوروبي لإقامة معمل فرز النفايات ومعالجتها في بلدة كفركلا لعدد من قرى قضاء مرجعيون".

ويلفت مختار البلدة الثاني سليمان الجدع الى انه "من غير المعقول ونحن في القرن 21 ان تبقى بلدة من غير مجلس بلدي مهما كانت المبررات، لذلك نأمل من الحكومة العتيدة مهما كان نوعها ان تسارع الى اجراء انتخابات بلدية لكل البلدات المشابهة لبلدتنا والتي تعذر حصول انتخابات فيها".

كما ويعتبر المختار غبار"ان اكبر مشكلة تواجهها البلدة هي الصرف الصحي الذي ما زال يتم التخلص منه من خلال اقامة جور صحية امام المنازل، وباتت تتسرب كميات كبيرة من مياهها الآسنة الى جوف الأرض وبدأنا معها نشعر بتلوث للمياه الجوفية التي تغذي البلدة واهلها بمياه الشفة عبر بئر ارتوازي"، لافتا الى ان "هناك وعود منذ اكثر من عامين ومن جهات رسمية بإقامة شبكة للصرف الصحي لعدد من قرى المنطقة ومن ضمنها ابل السقي، وحتى اليوم بقيت تلك الوعود حبرا على ورق، مع الإشارة الى ان هناك أكثر من جهة محلية ودولية ترفض الدخول في مشروع شبكة صرف صحي خاص بالبلدة لأن وضع البلدة بات مرتبطا بالبلدات الأخرى".

حتى تحل تلك المشاكل تبقى ابل السقي البلدة النموذجية بانتظار الحلول اللازمة والتي عانت منها على مدى العقود الماضية وما زاد الطين بلة انها باتت من غير مجلس بلدي.

النفايات ما زالت ترمى عند اطراف البلدة وعلى مرمى حجر من نهر الحاصباني
النفايات ما زالت ترمى عند اطراف البلدة وعلى مرمى حجر من نهر الحاصباني


تعليقات: