محمد صفاوي وعلى عبد الحسن مهدي.. وأكلة المجدرة
من خلال متابعتي لموقع بلدتنا الموقر "خيام دوت كوم"، أتيحت لي فرصة الإطلاع عن كثب على كتابات السيد على عبد الحسن مهدي.
منذ مدة وجيزة، ذهبت إلى داره في زيارة وديّة وكان القصد منها مجرّد زيارة لعمق هذا الرجل وطمعاً بمعرفته عن قرب... وبعد جلسة استمرت لساعات تخللها غداء مجدرة، من تحت أيدي الحاجة أم حسين، كانت شهية وخاصة مع توابعها... المهم وبإختصار وجدته إنساناً حساساً جداً لدرجة أنه يترقق الدمع في عينيه عندما يرى أو يسمع موقف إنساني مؤثر، وهذا إحساس الأدباء والفنانين .
علاقته بربه علاقة روحانية علمانية وهذه لا تتوفر سوى بالمثقفين والمفكرين والذين يرون أن الدين ( المعاملة ).
تفاعله مع المحيط الإقليمي والأحداث والهزات السياسية والهزات الطبيعية تفاعل المتابع لأخبارها بل وله مواقف ورأي.. رؤيته بالسياسة اللبنانية الداخلية هي إلى جانب المقاومة وحفظ سلاحها دون تحفظ، علاقته بالوطن لبناني بدرجة مواطن بتقدير درجة أولى .
إنتقلنا بالحديث أيضاً إلى الطبيعة فهو يحب جب البلان وجب العلت والصخرة والنبع والنهر والسماء وجبل الشيخ وكان يشرح بكل أحاسيسه وهذا ما كنت قد قرأته سابقاً على الموقع بكتاباته .
علاقته بالمادة قدر حاجتها فقط مقتنع بحياته جدا، سعادته أن يشرب فنجان من الشاي بحاكورته المتواضعة، يشعر بسعادة ما بعدها سعادة وطموحه رؤية النظام في وطنه بشكل عام وبالخيام بشكل خاص ويقول "أحبوا الأرض".
ما لفت انتباهي أيضا" لم يقل لي فلان قال أو فلان عمل بل كان كل كلامه عن جمال الطبيعة وعن الماضي الجميل.
ومن خلال حديثه الدائم يتضح أن أبا حسين هو التاريخ.. تاريخ الإنسان.. تاريخ العرب والعروبة (وجبران خليل جبران وفيروز ووديع الصافي).
سألته عن رأيه بالمرأة فوصف جمالها وقال أن لو عشرون رجلا أو أكثر كانوا موجودين بمجلس ودخلت إمرأة بارعة الجمال أنا متأكد إنهم سيصمتوا جميعا لأن الجمال هو الجمال تراه في الطبيعة والسماء والماء والوجه الحسن .
هذا هو أبو حسين، أشكره على استقباله وأطلق عليه لقب (مخايل نعيمة الخيام).
وخليك مثل ما أنت.. ما تتغير بالسلوك بهذا العصر، إنه عصر هتك عرض المجتمع والبيئة وبعض الأخلاق!
نريدك كما أنت، عبق الطبيعة ورائحة الأرض عند أول الغيث وعبوق التين والعنب ولون أوراق الخريف وزهور الربيع.
م / ص من الخيام .
محمد صفاوي وعلى عبد الحسن مهدي.. وكوب من الشاي بعد الغداء
تعليقات: