المخاطر والحوادث في الخيام.. دروس وعبر

حادثة الدردارة، بعدها لفّ الحزن كل بيت خيامي
حادثة الدردارة، بعدها لفّ الحزن كل بيت خيامي


قبل يوم من الحادثة المؤسفة التي وقعت في الدردارة، وقع حادث اصطدام في الخيام كاد يودي بحياة شاب بمقتبل العمر أيضاً هو علاء حسين شحرور ( 19 سنة). وقع الحادث بينما كان علاء يفرغ حمولة قوارير الغاز من سيارته البيك آب المتوقفة بمحاذاة محلّه الكائن في الشارع الغربي من البلدة، عندما جنحت صوبه مرسيدس مسرعة يقودها شاب فقد السيطرة على سيارته التي اصطدمت بالبيك آب ونجا علاء الذي قال أنه لولا قفزه فجأة من مكانه بفضل القدرة الإلهية، لكان أصيب إصابة بالغة وخطيرة، لكنه أصيب فقط ببعض الخدوش والرضوض نجم عنها بعض الأورام جراء رمي نفسه بعيداً ووقوعه على الأرض... وكانت سلامته وسلامة الشاب الآخر "من الله".

لا شك أن التشدد بتطبيق قوانين السير يخفف من هكذا حوادث.. والتلكؤ أو التراخي بتطبيقها يطلق العنان للسائقين بالتهور واللامبالاة.. أما عن زرع المطبات لمنع السرعة (التي يعتمدها البعض) ليست هي الحل بل هي هروب من المسؤولية! ويستحيل زرع المطبات في كل مكان على امتداد شوارع البلدة للحد من السرعة في كافة الأماكن!..

في منطقتنا طرق خطرة غالباً ما يسلكها الخياميون.. طريق الحنداج (المؤدية إلى الوطى) وطريق الليطاني هما من أخطر الطرق في لبنان، والمؤسف أنه رغم خطورتهما لا يوجد عليهما أية إشارة تشير إلى ضيق الطريق أو إلى الحفر أو إلى المنعرجات الخطيرة أو إلى مخاطر الإنزلاق عليها...

هنا لا بدّ من سرد ما ذكره لي أحد الأقارب المغتربين (وهو طبيب، مقيم في فرنسا) بعد سماعه بحادثة الدردارة:

وهو أنه لما كان متوجهاً إلى البلدة يوم السبت المنصرم، وبعد اجتيازه حاجز الليطاني، لفت نظره وجود الكثير من الإعلانات المنصوبة على كافة الأعمدة الكهربائية، لمناسبة ذكرى مجزرة الخيام، فالتقط لها بعض الصور... وأضاف أنه لاحظ أيضاً أن تلك الإعلانات البلاستيكية بدأت تتمزق وتتهاوى بفعل الهواء والشمس لتشكل ضرراً للبيئة بينما لم يلحظ وجود أية إشارة تنبه السائقين إلى مخاطر تلك الطريق.

هنا سألني هذا القريب: "ألم يكن من الأنسب إستبدال تلك الإعلانات بيافطة واحدة فقط يتم وضعها قرب الحاجز حيث يقرؤها ركاب كافة السيارات المارة من هناك، رحمة بالبيئة وتوفيراً لبعض الأموال؟".

وتبعه بسؤال آخر طرح نفسه: "ألم يكن من المجدي الإفادة من تلك الأموال الموفرة بوضع إشارات ثابتة على امتداد الطريق الخطرة لتنبيه السائقين من المخاطر المحدقة بهم والتي تنتظرهم؟".

هذان السؤالان نتوجه بهما إلى المسؤولين، وننتظر منهم الجواب! فبعد حادثة الدردارة لفّ الحزن كل بيت خيامي وحرق قلب عائلة نكبت بإبنها الذي فارقها قسراً وفارق زملائه ومعلميه وهو لم يزل برعماً في ريعان الشباب وعلى مقاعد الدراسة!

وبأجواء تلك الحادثة وحادث الإصطدام، يترسخ الإيمان العميق بضرورة وجدوى تحويل هذين الحادثين الأليمين إلى مبادرات إيجابية تنعكس خيراً وسلاماً على جيل الشباب في الخيام ومعالجة المخاطر والتهديدات بما يتناسب من قرارات حكيمة وبحزم وجديّة في التطبيق..

نعم.. هذا الكلام موجه، من قبل المجتمع المدني، إلى كافة المسؤولين المؤتمنين على حياة وحقوق الناس صغاراً وكباراً، طالبين منهم وقفة مسؤلية ويقظة ضمير.. وأن يكون التنفيذ وفقاً للأولويات وعلى رأسها تقديم كل ما يخدم السلامة العامة وتقديم الإرشادات اللازمة وتعزيز دور الجمعيات الأهلية والشبابية والكشفية والتشدد بتطبيق القوانين، فلا تثكل أمٌ ولا يتحطم مجدداً قلب أبٍ أو أخت أو أخ أو صديق أو حبيب، فتنجو البلدة من المخاطر وترتاح من الآفات الإجتماعية الآخذة بالإزدياد ويحظى المسؤولون برضى الأهالي ويحوزون على ثقتهم وعلى مباركتهم.

موضوع عن "ورشة علاء الشحرور للغاز في الخيام"

موضوع عن "الحادثة الأليمة في الدردارة"

لفت نظره وجود الكثير من الإعلانات المنصوبة على كافة الأعمدة الكهربائية، لمناسبة ذكرى مجزرة الخيام
لفت نظره وجود الكثير من الإعلانات المنصوبة على كافة الأعمدة الكهربائية، لمناسبة ذكرى مجزرة الخيام


لاحظ  المغترب أن تلك الإعلانات البلاستيكية بدأت تتمزق وتتهاوى بفعل الهواء والشمس
لاحظ المغترب أن تلك الإعلانات البلاستيكية بدأت تتمزق وتتهاوى بفعل الهواء والشمس


علاء شحرور يعمل على تعبئة وبيع وتوزيع الغاز
علاء شحرور يعمل على تعبئة وبيع وتوزيع الغاز


تعليقات: