نبع سريد يتفجّر بعد 5 سنوات من الجفاف

المكان الذي تنبع منه المياه
المكان الذي تنبع منه المياه


الماري:

عند المنحدرات الغربية لمرتفعات جبل سدانة شرقي قرية الماري الحدودية ومن قلب الصخور واشجار السنديان العتيق الشامخ شموخ حرمون يتفجر نبع سريد بعد جفاف استمر خمس سنوات متتالية قد يكون سببه المتغيرات المناخية التي ضربت المنطقة مؤخرا وتأخر بها لبنان ·

يعتبر نبع سريد احدى الروافد الاساسية واغزرها لنهر الحاصباني الذي يلتقيه بالقرب من المدخل الغربي لقرية الماري بعد ان يخترق الوادي الفاصل بين مزرعة حلتا ومزرعة السلامية والمعروف ان هذا النبع كان منذ مئات السنين من اغزر ينابيع المنطقة وهو نبع موسمي يتفجر مع بداية شهر نيسان الا انه لم يعد كما كان سابقا بحيث جفت مياهه منذ خمس سنوات بشكل لم يعرفه ابناء المنطقة من قبل ما اثر سلبا على المواسم الزراعية التي تعتبر موردا اساسيا في معيشة شريحة واسعة من ابناء منطقتي حاصبيا والعرقوب ومرجعيون ايضا كونه يروي مع الحاصباني والوزاني مساحات واسعة من سهول وادي خنسا الماري المجيدية عين عرب والوزاني وحلتا·

يشبّه ابناء المنطقة نبع سريد لحظة انفجاره بعد الجفاف بالبركان بحيث يتردد صداه في كافة قرى المنطقة وهو اغزر من نبعي الحاصباني والوزاني و يتفجر من تلة صخرية عكس الينابيع الاخرى التي تنبع بغالبيتها في السهول والاودية وتعتبر مياه هذا النبع من اعذب المياه الجنوبية لبعده عن الملوثات من جهة ويتغذى من الثلوج التي تتساقط على جبل الشيخ ومرتفعات حرمون من جهة ثانية ومع ذلك كله فهو لم يدرج بعد على الخارطة المائية اللبنانية كما يقول الاهالي الذين يستغربون مثل هذا التجاهل لهذه الثروة التي تذهب هدرا الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ·

ما يدل على قدم نبع سريد وجود بقايا اثار مطاحن قديمة كانت تستخدم في طحن الحبوب وبخاصة القمح وكانت تعمل على الطاقة المائية وتفي بحاجة ابناء المنطقة كما يروي المعمر التسعيني ابو محمد من قرية عين جرفا الذي يأسف لخراب واندثار هذه المطاحن الاثرية التي تشكل دلالة تاريخية لهذه المنطقة الذين عرفوا بتشبثهم بهذه الارض منذ مئات السنين بالرغم من كل المصاعب والاخطار التي واجهتهم·

من جهته المزارع علي البطحيش من بلدة الماري اعتبر ان تفجر نبع سريد هذا العام يبشر بمواسم زراعية واعدة في سهول الماري خاصة الصيفية منها بحيث لم يبق دونما واحدا لم يتم استغلاله نتيجة توفر المياه على مدار السنة عكس السنوات الماضية التي ضاعت فيها مواسمنا هدرا نتيجة جفاف سريد·

تعليقات: