وصيّة الحاج عبد الحسين ادريس

الحاج أبو علي عبد الحسين ادريس (مهنئاً رئيس البلدية على انتخابه): هل كانت قبلة الوداع لأهل البلدة التي أحبها؟
الحاج أبو علي عبد الحسين ادريس (مهنئاً رئيس البلدية على انتخابه): هل كانت قبلة الوداع لأهل البلدة التي أحبها؟


الحاج عبد الحسين ادريس والمسجد:

بعد رحيله، سمعنا الكثير عن الحاج عبد الحسين ادريس، لكن لفتني في إحدى الجلسات ما رواه عنه الصديق خليل ادريس (المحامي) أن أبا علي كان طيلة فترة الإحتلال يعطى الكثير من وقته وجهده للإهتمام بشؤن مسجد البلدة، فملأ الفراغ الحاصل وكرّس نفسه لخدمة بيت الله وحافظ على نظافته وعلى تأمين أعمال الصيانة اللازمة وكان يحرص على إطلاق الآذان في حينه وإذاعة الوفيات في وقت كانت فيه الكثير من القرى المجاورة تخلو من أشخاص تجرؤ على الإهتمام بشؤون مسجد بلداتهم أو رفع الآذان بسبب الترهيب والإعتقال الذي كان يمارسه الإحتلال.

بعد الإنتهاء من الإهتمام اليومي بشؤون المسجد كان يقوم بأعمال بسيطة لتأمين قوته ويرفض أي دعم مادي يأتيه من أولاده أو من أي من أقاربه.. كان يأبى أن يشعروا بضعفه و أنه أقل منهم قوة أو قدرة على العطاء والعمل..

..

الحاج عبد الحسين ادريس والبلدية:

بعد الإنتخابات البلدية الأخيرة، كان الحاج أبو علي من ضمن المهنئين الذين أحبوا أن يقدّموا التهنئة للائحة التوافقية على فوزها.. توجه بداية إلى الرئيس الجديد، عانقه مهنئاً على انتخابه..

غير معلوم عاى ماذا أوصاه.. نقاط كثيرة قد يكون أثارها معه:

- ربما أوصاه بالمتابعة الجدية مع المعنيين لإكمال دفع التعويضات التي يستحقها الأهالي والتي تقررت على بيوتهم المدمرة بفعل العدوان، والذين ما زالوا يتلقون الوعود فقط

- ربما أوصاه أيضاً بالمتابعة الجدية لدفع التعويضات اللازمة للذين تضررت مزروعاتهم وآلياتهم وبضائع محلاتهم...

- ربما أوصاه بضرورة تكملة المشاريع التي بدأتها البلدية السابقة

- ربما أوصاه بالإهتمام بتوسعة وتعبيد بعض الطرق وعلى رأسها طريقي الوطى ووادي شحرور المنسيتين

ربما أوصاه بإجراء ما يلزم للحدّ من انتشار الآفات الإجتماعية لدى الشباب

- ربما أوصاه بالمزيد من الإهتمام بالمسنين

- ربما أوصاه بالحفاظ على معالم البلدة ومنشآتها السياحية كالدردارة وغيرها

- ربما أوصاه بتعزيز شروط السلامة العامة على الطرقات

- ربما أوصاه بضرورة وضع برنامج عمل بلدي

كل تلك النقاط هي مجرّد احتمالات، لكن من المؤكد أنه أوصاه بنقطة أساسية، وهي:

- بذل كل الجهود لتعزيز صمود الأهالي

وبهذه النقطة يجري التأكيد على كل الوصايا المذكورة في النقاط السابقة، بل تختصرهم كلهم، وإلا فإن موضوع دعم الصمود لا يكون جديّاً.

..

الحاج عبد الحسين ادريس والإحتلال:

مما لا شك فيه أنه بتعزيز الصمود تصبح المقاومة أكثر قوة وأعظم بأساً، فتزول احتمالات سقوط البلدة وإلا فإن عبد الحسين ادريس سيعود لخدمة بيت الله ويعود مجدداً إلى مقارعة الإحتلال وتحدّيه!

سجل التعازي بالمرحوم الحاج عبد الحسين خليل ادريس (أبو علي)

موضوع عزت رشيدي: "بغياب عبد الحسين ادريس.. يغيب رصيف الخضار"

موضوع فاطمة أبو عباس: "أبو علي ادريس عاد إلى التراب المجبول بعرقه"

موضوع رباب خريس: "إلى متى يبقى المسنّ في بلدي مهان؟"

تعليقات: