دبين.. بين المعالجات المحدودة لمشكلة مياه الصرف الصحي والإمكانيات المفقودة

مياه الصرف الصحي في الحقول الزراعية
مياه الصرف الصحي في الحقول الزراعية


مشكلة مياه الصرف الصحي تلوث المياه وتهدد حياة الأهالي في بلدة دبين

بلدة دبين الملاصقة لمركز القضاء في مرجعيون، هي واحدة من البلدات الحدودية التي تفتقر إلى أدنى مقومات البنى التحتية والخدماتية والمعيشية، ومن أبرز مشاكلها المستعصية، غياب شبكات الصرف الصحي التي تُشكل يوماً بعد يوم عبئاً وخطراً على حياة الأهالي والبيئة معاً، على الرغم من المساعي المبذولة لحلها، وما زالت تشكل الهم الأكبر والشغل الشاغل لهم لأن الإمكانيات المادية المتوفرة محدودة جداً··

<لـواء صيدا والجنوب> جال في البلدة واطلع على مشاكلها، والتقى عدداً من أبنائها الذين طالبوا الدولة والمؤسسات الدولية مساعدة البلدية على معالجة مشكلة مياه الصرف بأسرع وقت ممكن··

تحتاج دبين إلى تعبيد في بعض طرقاتها وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه، إضافة إلى مشكلة العاطلين عن العمل جراء غياب المشاريع الانتاجية والمعامل والمصانع التجارية والانتاجية··

لقد نالت بلدة دبين حصة كبيرة من الظلم والحرمان قبل التحرير عام 2000· وما كادت تنهض منه وتبلسم جراحها، حتى جاء عدوان تمّوز الذي استهدفها بأول غارة في اليوم الأول لانطلاق الحرب، ودمرت ساحتها بشكل كامل وتضررت منازلها المنتشرة في أحيائها ولم تسلم دُور العبادة والمؤسسات الرسمية وخاصة التربوية منها·

بعد العدوان قامت مؤسسات دولية بتنفيذ مشاريع خدماتية في البنى التحتية ومن بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي قام ببناء أقنية داخل البلدة لتصريف مياه الأمطار وسيارة إطفاء وإنارة الشوارع بمصابيح، لكنها بقيت دون المستوى المطلوب لحاجات الأهالي·

طراف { مختار بلدة دبين عباس صادق طراف قال: أهم مشكلة تواجه البلدة هي غياب شبكات للصرف الصحي، لذلك يلجأ الأهالي إلى سحبها وتفريغها في الحقول وهذا الحل له عواقب وخيمة على الصحة العامة والبيئة في آن معاً، بحيث تتسرب المياه المبتذلة نحو باطن الأرض وتؤثر سلباً على المياه الجوفية، وهذه مشكلة مستعصية وموجودة منذ وجود البلدة، علماً أن مؤسسة <مرسي كور> الأميركية قد باشرت بتنفيذ مشروع لشبكة الصرف الصحي لكنها لم تتابع وتوقفت منذ أكثر من 8 سنوات·

وأضاف: إلى جانب هذه المشكلة هناك مشاكل أخرى سواء على صعيد الطرقات التي بحاجة إلى تأهيل جزء منها، وشبكات المياه المهترئة والتي تسبب بعضاً من التلوث، وشبكة الكهرباء التي تحتاج إلى بعض الأعمدة والأسلاك وتغيير موقعها بعدما شهدت البلدة حركة عمرانية ناشطة بعد عدوان تموز 2006·

وتابع: إننا بحاجة ماسّة إلى معامل ومصانع وشركات لتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل بحيث يوجد أكثر من مائة شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة بدون عمل، ونحن أيضاً بحاجة إلى أسواق لتصريف الإنتاج الزراعي المكدس في البلدة وخاصة إنتاج الزيت والزيتون والقمح والحبوب والخضار، هذا بالإضافة إلى التعويضات الناجمة عن حرب تموز والتي لم تدفع الدولة جزءاً منها لغاية اليوم·

وتمنى المختار طراف <تأمين مكب للنفايات المنزلية ومعمل لفرزها، لأننا نرمي نفايات منازلنا بطريقة عشوائية وهذا الأمر يضر بالبيئة والصحة العامة>، مشيراً إلى أن البلدية تعمل بكل إمكانياتها المتاحة لتوفير مقومات البنى التحتية>·

حجازي { الرئيس السابق لبلدية دبين الدكتور علي حجازي، دعا إلى <رفع المعاناة عن أهالي البلدة والعمل على معالجة مشكلة الصرف الصحي الذي يُشكل عاملاً خطيراً على الصحة العامة، إضافة إلى معالجة المشاكل في الطرقات وشبكات الكهرباء والمياه وحتى تحسين مداخل البلدة>·

وأشار إلى أنه أرسل <كتاباً إلى وزارة الداخلية بخصوص مشاكل البلدة، وأطالب المجلس البلدي الحالي بالإسراع في معالجة المشاكل في البلدة وعلى المستويات كافة>·

الموقع والدور { دبين شأنها شأن الكثير من البلدات اللبنانية التي لم تعد تتقّيد بحدود جغرافية تحدّ بينها، تجاورها بلدة بلاط، شمالاً وخراج بلدة أبل السقي شرقاً، ومشاعات الجديدة جنوباً وغرباً· ونظراً لضيق مشاعات دبين، فقد توسّع أبناؤها شرقاً نحو العريض الذي يتبع عقارياً وسكانياً للجديدة·

تقع في منخفض تحوطه التلال، ترتفع عن سطح البحر 650 متراً وتبعد عن بيروت 101 كلم وعن مركز المحافظة 50 كلم، وعن مركز القضاء 3 كلم، سكان البلدة معظمهم من الطائفة الشيعية بنسبة نحو 70%، فيما يشكّل المسيحيون النسبة الباقية ولكن لا يقيم منهم سوى 40 شخصاً من أصل 190، علماً أن عدد السكان الإجمالي هو 3900 شخص، وأن البلدة كانت مقبرة قديمة للجنود الفرنسيين الذي سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية، الا أنّ السفارة الفرنسية نقلت رفاتهم عام 2007 معيدة الأرض الى دبين، فأنشات البلدية مكانها منشية ومنتزهاً·

قديماً كانت البدة كمثيلاتها من قرى المنطقة تعتمد على الزراعة ورعي الماشية، إلا أنّها وبسبب تطوّر الأحداث وما عانته المنطقة بشكل عام، خسرت هذا المورد وبات الأهالي يعتمدون على التجارة والوظائف العامة والخاصة، إضافة الى بعض المال الاغترابي·

مختار بلدة دبين عباس طراف
مختار بلدة دبين عباس طراف


تعليقات: