أنا وقلمي

أنا وقلمي
أنا وقلمي


إنّه قلمي، هذا القلم الذي تجاوز من العمر مئات السنين لا بل آلافها، هو من كتب على سطح الماء وعلى جذوع الشجر.

كتب على صفحات الزمن، وعن تاريخ الأيام، كتب عن الموت الذي لا يموت ، وعن زمن ما قبل الخليقة وما بعدها، كتب عن جنون الحياة وفلسفتها.

هو الذي رسم الكثير من الأحرف، وحوّلها الى كلمات وجمل لتحاكي الكون هذا الأزل الباقي بعد أن يرحل الجميع.

كتب عن معتقدات سوف تنتهي وتموت، وتدفن حيث وُلدت، ويُدفن معها شرُّها بعد أن تحرُق الأرض وما عليها.

وقد تولد الحياة مرة ثانية بكوكب جديد وبشكلٍ مختلف، على أنقاض هذا الزمن الذي لن يدوم طويلاً بمشهده المجنون الذي يمرُّ به الآن مع ما يحمل من مؤشرات سلبية، وعلى كل من يعيش فصوله وينتمي إليه، وخاصة الجنس البشري، الذي يسعى وبسرعة جنونية ليضع حداً لبقائه هنا حيثما هو الآن بعد أن يقضي على كل مسببات الحياة التي لا يمكن له أن يعيش بدونها.

بل سيقضي على كل ما هو حي أيٍ كانت خصائصه، أكان هذا ماءً أم نباتاً أو حيواناً، إنّ هذا التصوُّر هو من واقع جنون الفلسفة هذه الفلسفة إنما هي رؤية لخيال رحب ليس له من أفق أو حدود.

تعليقات: