.

الخيام وجمال الطبيعة

من سهل سردا والوزاني وصولاً الى سهل المجيدية، بما تكتنزه من جمال رائع لطبيعة هذه المنطقة، نرى على أمتار قليلة سهل الحولة في فلسطين المغتصبة ونرى الجولان المحتل اللذان يشكلان إمتداداً تاريخياً وجغرافياً لمنطقتنا فنزداد إيماناً بأن تعود لهما هويتهما العربية!

وقد أمدنا التحرك الشبابي الأخير، في ذكرى اغتصاب فلسطين، بالكثير من الأمل بأن الأرض العربية ستعود إلى أصحابها وأنها ستستعيد حرّيتها ثقافتها ولغتها من جديد.

طبيعة منطقتنا هي القصيدة الشعرية التي كتبها الشاعر المرهف.. هي اللوحة الفنية التي رسمها الخالق، ويحق لها أن تتكلًم عن نفسها لأنها هي الأصدق وهي الأصل والصورة!

الخيام تعيش اليوم هذه الحقيقة وهي تحاكي الزمن بجمالها الأزلي خاصة وأنها في أجواء عيد المقاومة والتحرير تشهد أطول فصل ربيع، لم يمرُّ عليها منذ زمن، وكأن تكتسي بزينة العيد.

وشهر أيار هذه السنة تساقطت ثلوجه النادرة على قمم جبل الشيخ، وعادت ترعد سماؤه وهطلت أمطاره بغزارة إلى أن أشبعت الأرض، وتلونت الأرض وأخذت لها أشكالاً جمالية متعددة لصورة لا نستطيع أن نعبّر عنها بكلمتين، إنّها الحياة والطبيعة معاً هذه المشاهد الجمالية نعيشها بنشوة وبعزّة تحركان الفخر بالإنتماء.

والخيامي أينما كان انتشاره على أرجاء المعمورة، والذي هاجر سعياً وراء الرزق يشده الحنين لأرضه الصامدة فيزداد حباً لهذا الجزء الجميل من الكون الواسع مما يضفي لوناً رائعاً على صورة منطقتنا. أما إبن فلسطين الذي أبعد ظلماً وقهراً وعدواناً فإن شوقه لأرضه لا يعادله شوق.

محيط الخيام، من مرجها الذي أذلّ العدو وقهر دباباته إلى جبل الشيخ بعمامته الثلجية البيضاء، وسفوحه الخضراء التي تكسوها أشجار الصنوبر والسنديان وصخوره العملاقة، تتباهى بصمودها وشموخها متحدية الغاصبين.

أسفل هذا الجبل ينبسط سهل الوطى بألوانه الخلابة وحقول القمح التي بدأت تميل الى الإصفرار بلونها الذهبي لتنبئنا إنّ موسم الحصاد أصبح قريباً، كما أنبأنا التحرك الشبابي، بما يحمله من اندفاع وطني، بأن البذور التي زرعت في نفوسهم قد نمت والحصاد هو التحرير.

فاطمة أبو عباس

تعليقات: