حضارة الإنسان أم شريعة الغاب


كثيراً ما يتحدّثون عن شريعة الغاب، فوالله إنّ هؤلاء الحيوانات أو هؤلاء الوحوش أكثر عدالة وأنقى شريعة مئات المرات من شريعة الإنسان وعدالته وحضارته، ولنأخذ مثالاً على ذلك، الأسد عندما يجوع يقتل فريسته من أجل أن يأكل كي يعيش، لا حباً بالقتل.

وإذا كانت هذه الفريسة أكبر من حاجته فيأكل هو وغيره، أمّا الإنسان وخاصة إذا كان صاحب (سعادة، أو معالي، أو فخامة، أو جلالة أو تاجر جشع) هذا النوع من البشر وخاصة إذا كان أحدهم صاحب إحدى هذه الألقاب يأكل ما له وما لغيره ولا يشبع، لا في يوم ولا في شهر ولا في سنة.

وكل ما طالت يده دون أن يترك لغيره شيء بما فيهم حتى حليب الأطفال ومستقبل الشباب فأين هذا من الضبع والذئب؟

ويقولون شريعة الغاب، هؤلاء الحيوانات المعروفون بغريزتهم المفترسة هم قلة قليلة عن باقي الحيوانات، فليس أحد من هؤلاء الحيوانات مفترساً كان أمً نباتياً وتسبب في إحراق غابة أو في تلويث مياه الأنهر، أو في إزاحة الجبال وحولها الى حصى وغبار، أو تسبب في خرق طبقة الأوزون أو كان السبب في التغيير البيئي والمناخي كالتصحر هنا وفيضانات هناك، أو في خلق جيل جديد من الجراثيم والأوبئة التي تضر بصحة الإنسان، أو كان يزرع المخدرات أو يمتلك أسلحة دمار شامل أو أحدهم تسبب بقتل الملايين من بني جنسه هؤلاء الوحوش أو هؤلاء الحيوانات الغلابة الكثير منهم في خدمة الإنسان منذ آلاف السنين ومنهم من نأكل لحمه ومنهم من يقوم بخدمات شاقة كالحمير والبغال.

يا ناس يا بشر أبعدوا هذه الصفة عن هذا المخلوق المسالم فبشريعته هذه أرقى وأنقى وأعدل منكم يا بشر وأكثرهم خدمة وعطاءاً للحياة وأقلّهم ضرراً بالنسبة للجنس البشري القاتل المدمر لكل شيء ولم يستثني أحداً حتى طال شره كل الأرض ماءاً ويابسة، حتى نفسه لم تسلم من سوء أعماله وتبقى شريعة الإنسان الأكثر إجراماً من شريعة الغاب مرّات ومرّات.

وعوداً على بدء حضارة الإنسان أم شريعة الغاب؟...

تعليقات: