حكم القدر

نحيا فيه في هذه الدنيا، التي لم نختر فيها شيئاً بأنفسنا، بل هو قدر مكتوب على الجبين
نحيا فيه في هذه الدنيا، التي لم نختر فيها شيئاً بأنفسنا، بل هو قدر مكتوب على الجبين


عندما ينطق القدر بحكمه، علينا جميعاً أن نصمـت .

هكذا عوّدتنا الحياة.

الإمتثال دائماً لمشيئة السماء ، مهما كانت المصيبة ، ومهما كبرت أو صغرت.

مهما علا شأننا وتجبّرنا ، علينا الطاعة والإستجابة ، لأنه ليس من خيار.

كم من نفوس وأرواح بشرية ، تتألم على هذه الأرض؟

كم سرق منّـا الزمان أحبـاباً وغوالـي؟

منهم من غرّبتنا الايام عنهم ، قسراً!

ومنهم من غرّبتهم الأيام عنّـا ، طوعـاً!

كم حُرمنا من جمال الحياة ومتعة العيش كما نريد؟

هناك أشخاص في هذه الدنيا ، كُتب عليهم أن لا يكونوا لأحد، ولا يكون أحد لهم.

إنها حكمة الله . ولا إعتراض على حكمه.

مع أنهم يكونون قد عانوا وتعبوا وضحّوا كثيراً،

ولكن ، هذا هو قدرهم.

يا لغدر الزمان ، يا لغدر القدر ، كم أخاف منك...

لقد بعثرت كل أوراقي. وشتَت كل أفكاري. ضللتنـي. موّتنـي.

ومن ثمّ أحييتنـي. ويا ليتك لم تفعل.

لأن التاريخ يعيد نفسه، تجارب ومآسي ومعاناة.

القدر يلازمك ، يولد معك، ولا تستطيع الهروب منه أو تحاشيه، فهو مفروض عليك شئت ، أم أبيت.

إنك ترى في الحياة أشخاصاً محظوظين منذ ولادتهم.

فتأتيهم الفرص، وتُحقق أمانيهم على أهون سبب ، وفي أقل خسارة وأقل مضيعة للوقت .

وهناك من يحفرون حاضرهم، لمستقبل أفضل في الصخر،

ويصقلون مواهبهم، ويتعبون على أنفسهم في العلم والمعرفة، وحب الخير والغير ،

فإنك لا تراهم إلا في تراجع مستمر ، دونما حقيقة حقيقية على الارض ،

وإن تقدموا ، فيكون تقدمهم بطيء ، دون نتائج منتجة وقوية على المدى البعيد .

ومع كل هذا ، عوّدتني يا زماني أن يكون صبري طويل ، وأملي كبير ، وأنه هناك فجر جديد .

طموح جديد ، ليوم جديد ، نحيا فيه في هذه الدنيا، التي لم نختر فيها شيئاً بأنفسنا، بل هو قدر، مكتوب على الجبين.

تعليقات: