إلى كلّ من يشبه زليخة

زليخة
زليخة


<وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ> ألآية 23 من القرآن الكريم.

كلّنا نعرف قصّة "زُلَيْخَة" زوجة "عزيز مصر" الّتي راودت النّبي "يوسف" عليه السّلام عن نفسها فأبى ذلك واستعان بالله عليها فأغاثه اللّه بقدرته من شباكها الآثمة...وتوالت من بعدها الأحداث إلى أن حصحص الحقّ واعترفَتْ "زليخة" بجرمها ومن بعدها تابت إلى ربّها فقبل منها وزوّجها عندما أصبحتْ عجوزاً من النّبي يوسف(ع) بعد أن أعادها بمعجزةٍ إلى شبابها وجمالها الباهرَيْن...هي قصّةٌ رائعة فعلاً!

وفي عصرنا هذا، تُعادُ أحداث هذه القصّة كلّ يومٍ في كلّ بلدٍ من العالم الكثير الكثير من المرّات, لكن مع فروقات بسيطة: فمن هي بموقع "زليخة" لا تتوب إلى ربّها, ومن يُراوَدُ عن نفسِهِ لا يرتدع عن الإستجابةِ للمعصية!

في عصرنا الجميل, هناك طفرةٌ ب"الزّليخات" اللّواتي لا يتبن! والمُدهش بأنّ الرّجال أيضاً يسجّلون أعداداً متزايدة بالتّنافس على دور "زليخة"!

فمع ثورة الإعلام والإتّصالات المُستفحلة... قبلت المرأة بدور لعبةٍ جميلة تُظْهِرُ كلّ مفاتنها "ببلاش" أمام الكلّ دون استثناء...في الحفلات والإعلانات والتّلفزيونات وكافّة وسائل الإعلام والإتّصالات من فايسبوك بشكلٍ خاصّ إلى الإنترنت بشكلٍ عامّ... رضِيَت بأن تكون متعةً محضة! رضِيَت بأن تُخبّىء عقلها وراء جسدٍ فانٍ لا يلبث أن يبلى فتبلى معه قيمتها الّتي لطالما اقتصرَتْ عليه.

وفي المُقابل, الرّجل أيضاً تغيّرَتْ نظرتُهُ للمرأة! فلم يعد يرى فيها سوى تسليةً ممتعة وآنيّة, ولم يعد يشعر بضرورة تكوين أسرة... فلماذا وجع الرّاس والمسؤوليّة؟؟

وبلا تربية الأولاد المتعبة والنّقنقة كلّ يوم!!

الأفضل أن تبقى الأمور على حالها... فمثلاً يُغازلها ببعض كلماتٍ من خلف الشّاشة العزيزة (شاشة الخليوي أو الكمبيوتر...) ويبعث لها بأشعار غزلٍ تذيب قلبها المُرهف... ويستمرّ على هذا المنوال إلى أن يملّ... مع الإشارة إلى أنّ ما من أحدٍ يعلم, فلربّما كان يجاهد على أكثر من جبهة ولربّما هي أيضاً تلعب على أكثر من حبلٍ من باب الإحتياط في حال انقطع أحدها!

وألله يكون بالعون...اختلط الحابل بالنّابل!

لكن يبقى القرار في يد كلّ واحدٍ منّا بأن ينقاد مع الموجة العاتية فتجرفه إلى وحل المجهول والضّياع أو أن يضغط على الفرامل, ويقف دقائق صمتٍ وصدقٍ مع الذّات فينظر إلى أين يمضي وماذا قدّم وأخّر فيكون خير قائدٍ لسفينة نجاته بإرضاء اللّه الّذي لا ينفع إلّا رضاه!

تعليقات: