إلى السيّد حكمت البعيني

حكمت البعيني
حكمت البعيني


برنامج إذاعي للسيّد حكمت البعيني، يُقَدَّم مرَّتين في الأسبوع عبر الإذاعة اللبنانية الرسمية وعلى الهواء مباشرةً.

موضوع البرنامج: الدولة أوَّلاً.

تمنَّيت لا بل حاولتُ كثيراً أن أتّصل به عبرَ برنامجه لكنّي فشلت، لأقول له: اليوم في لبنان عدة دول أو حكومات، وأنتَ تعرف هذا جيداً، إنَّه واقع مرير نعيشه اليوم.

سيّد حكَمت: عن أية دولة تتكلَّم؟!

في بلد تتحكَّم به الطائفية والطوائف، لا بل في وطنٍ فاقد إستقلاله وسيادته وكرامته، وثقة شعبه به!!.

وكلُّها دوَل متناثرة متناحرة غير متحابة، حكومات كلُّها عملَت على تدمير وحدة هذا الشعب الذي كفر بكل هذه الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال، وأيُّ إستقلالٍ هذا، ولم نزَل منذ مئات السنين حتى يومنا هذا محكومين للفقر والفساد وتدخُّل خارجي لم يتوقَّف حتى ولو للحظة واحدة في شؤون هذا البلد السيء الحظ.

سيّد حكمت: أتمنى لو تقرأ لي هذه الكلمة، وأنت تعلَم أنَّ في لبنان أكثر من دولة وأكثر من شعب لا بل شعوب، ولكُلٍ منهم له لغته السياسية والمذهبية.

سيّد حكمَت: حبَّذا لو كان عنوان برنامجك هذا، الوطن أولاً والأرض أولاً ووحدة الشعب أولاً، تراب هذا البلد أولاً، إلغاء الطائفية السياسية أولاً.

أنا لم أحب يوماً نائب أو وزير، لكنّي لم أكره ولا في يوم من الأيام شجرة التين والزيتون والأرز وشجرة السنديان، وما كل ما حوى تراب هذا البلد. هذا البلد الذي لم يعرف كيف يكون الإستقلال حتى ولو يوماً واحداً، بل هو مهدد في كل لحظة بأمنه وأمن أهله، كما أنَّه تعرَّض للكثير من المحَن والكوارث، وشهدَ حروباً أهلية عدة، وهو الآن يتعرَّض لأكبر وأخطر هزة ثقة عرفها في حياته بين أهله ومواطنيه.

ومنهم مَن يسعى جاهداً لتدمير هذه الثقة المتصدعة هي الأخرى منذ زمن، ولا يمكن إعادة بناءها من الداخل، لكن هنالك أيادي خارجية تعبَث في إستقرار هذا البلد وأمنه لا بل تسعى لتدميره.

ونحن اليوم كل اللبنانيون نقف على مُفترَق طُرُق خطير لا بل خطير جداً، إمَّا أن نختار طريق المحبة والتعايش المشترك وإعادة الثقة إلى الجميع فيما بينهم.

أو أنَّ المجهول هو دربنا وطريقنا ولا أحد منَّا يعرف إلى أين سنصل وإلى أين مصيرنا ومصير هذا البلد؟

وهل سيبقى لأهله أم للشيطان؟

ماذا تقول يا سيّد حكمَت؟

----------------------------

عن حكمت البعيني كتب سالم زهران في صحيفة السفير ما يلي:

<<

حكمت البعيني: «الدولة أولاً» مشروع عام وليست مجرد برنامج إذاعي

يقلب الزميل حكمت البعيني صفحات تجربته الإذاعية عبر ثلاثة عقود، اختبر فيها العمل الإذاعي بدءاً من «صوت الجبل» ابان الحرب اللبنانية الأهلية، مروراً بالمحطات الإذاعية الأميركية، وصولاً إلى «صوت لبنان» في الأشرفية، ومن بعدها ضبية.

خاض تجربته الأولى في إذاعة «صوت الجبل» في بداية الثمانينيات، ضمن فريق العمل الإخباري الذي أعده الوزير غازي العريضي آنذاك. ثم انتقل إلى قسم البرامج، عبر برنامج «شارع العجائب» الذي نزل «بالمايكروفون» الى الشارع، سائلاً الناس البسطاء، من مزارعين وعمال وحرفيين، عن شؤونهم وشجونهم.

ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراسته في مجال القانون الدولي، حيث نال شهادة الماجستير. إلا أن رغبته الإعلامية الكامنة دفعته لنيل إجازة في الإعلام من جامعة «واشنطن»، وإلى انضمامه لاحقاً الى فريق عمل «الشبكة العربية الأميركية»، التابعة لشبكة «ام بي سي» الإعلامية، مُقدماً برنامج «سر المهنة»، الذي اهتم بتوفير وظائف عمل للجاليات العربية، مباشرةً عبر الأثير.

ورغم نجاح البرنامج في تأمين التواصل المهني بين الجاليات العربية، إلا أنه توقف بسبب إغلاق «أم بي سي» للشبكة الإذاعية في الولايات المتحدة.

عندها، شارك في تأسيس إذاعة «الحلم العربي» داخل الولايات المتحدة، تزامناً مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. وفي تجربة هي الأولى من نوعها، حصل ما يشبه التوأمة بين إذاعة «الحلم العربي» في أميركا، و«الإذاعة الفلسطينية» في «رام الله»، عبر سلسلة من البرامج المشتركة الداعمة للانتفاضة، ولقاءات هاتفية عدة مع شخصيات، أبرزها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، والمناضل مروان البرغوثي. إلا أنه على اثر استضافة الشهيد الشيخ احمد ياسين، أغلقت السلطات الأميركية المحطة، ومنعت بثها عبر موجاتها الفدرالية.

في العام 2007، وبعد عودته الى بيروت، وبناء على نصيحة الزميلة وردة الزامل، عاد البعيني الى العمل الإذاعي، من بوابة «صوت لبنان» في برنامج «قيمة مضافة».

بعد تعيينه مديراً للإعلام والعلاقات العامة في «الجامعة الأميركية في بيروت»، استقال البعيني من «صوت لبنان»، متفرغاً لعمله الجديد. فيما استمر برنامج «قيمة مضافة» مع الزميل جان الخوري. إلا أنه، ولمواكبة انتقال «صوت لبنان» إلى ضبية، قرر العودة الى العمل الإذاعي، عبر برنامج «الدولة أولاً»، الذي يبث الحادية عشرة والنصف قبل ظهر يومي الجمعة والسبت.

يرى البعيني في «الدولة اولاً» مشروعاً أكثر منه مجرد برنامج إذاعي، يدعو من خلاله الى مدنية الدولة، بعيداً عن الاصطفافات السياسية الحادة بين الفريقين «الآذاريين». ويسعى الى تحويله مع مجموعة أصدقاء الى «منتدى» يجول في القرى والبلدات، عبر لجان شعبية، شارحاً أهمية أن تكون «الدولة اولاً».

حكمت البعيني مثقف، بتجربة إعلامـية مضمونها جامع ووحدوي. إلا أنه يطل اليوم من خلال مؤسسة ذات توجه واضح، وبقالب معروف، ما يصعب عليه العبور الى كل المساحات، مهما حاول أن يرسم لنفسه دائرة خارج تلك الاصطفافات الحادة.

>>

تعليقات: