خسائر مادية جسيمة لحقت بالمزارعين بعد جني المحصول في منطقة مرجعيون

المزارع مارون نعمة الله
المزارع مارون نعمة الله


آلاف الدونمات المزروعة بالقمح في مرجعيون خيّبت آمال أصحابها ودعوات لتعويض الخسائر

مرجعيون:

يُعاني القطاع الزراعي في منطقة مرجعيون، الذي يعتبر من أهم المصادر المعيشية للسكان، منذ ما قبل تحرير المنطقة من الاحتلال الإسرائيلي ولغاية اليوم من مشاكل لا تعد ولا تحصى وفي مراحله كافة، إذ يتحمل المزارع منفرداً الخسائر المادية الجسيمة، في ظل غياب الاهتمام الرسمي ولا سيما من قبل وزارة الزراعة··

وما أن تنتهي مشكلة زراعية ما حتى تبدأ أخرى بالظهور، وأبرزها اليوم زراعة القمح·

فمع بدء موسم القطاف بدأ المزارعون يأنون من الخسائر التي يتكبدونها وتتجاوز الملايين، ويرفعون الصوت عالياً مطالبين المسؤولين الغائبين عن السمع لانشغالهم في قضايا بعيدة كل البعد عن مصالح الناس وهمومهم··

<لـواء صيدا والجنوب> قام بجولة استطلاعية في المنطقة، واطلع من المزارعين على المشاكل التي يواجهونها خلال جني محصول القمح من الحقول الزراعية في سهل الخيام··

إنتاج مئات الدونمات المزروعة بالقمح في سهل مرجعيون، في مأزق كبير، ويتعرض مع بداية الحصاد لخسائر مادية جسيمة لا يُمكن للمزارع أن يتحمل نتائجها وحده، إذا لم تُسارع وزارة الزراعة إلى التعويض، والسبب في ذلك يعود الى:

- أولاً: إلى أن كمية الأمطار الغزيرة التي سقطت على شتلة القمح خلال شهري نيسان وأيار المنصرمين، أدت إلى تلف القسم الأكبر من الإنتاج·

- ثانياً: غلاء عناصر الإنتاج من الأدوية والأسمدة واليد العاملة·

- ثالثاً: مشكلة الأسعار المتدنية مقارنة مع كلفة الإنتاج والبيع·

وهذه المشاكل دفعت بالعديد من المزارعين إلى طلب النجدة من الجهات المعنية ولا سيما من وزارة الزراعة، مطالبين النظر إلى مطالبهم ومعاناتهم ومساعدتهم من أجل التخفيف من الخسائر·

نعمة الله { خلال لقائنا المزارع مارون حنا نعمة الله (من بلدة القليعة)، شدد على أن <موسم القمح كان في بدايته جيداً، لكنه تعرّض منذ شهر شباط ولغاية اليوم الى مشاكل كبيرة ساهمت في تلف القسم الأكبر منه، وأهمها الأمطار الغزيرة التي تساقطت في سهل مرجعيون ? الخيام، وعلى مراحل خلال أشهر آذار ونيسان وأيار وحزيران، فهذه الزراعة لا تحب الشتاء>·

وأضاف: الإنتاج معدوم نهائياً لجهة المحصول وسعر البيع، والمحصود لا يوجد فيه غمير وقش وارتفاع في شتلة القمح، فالارتفاع كان دون المستوى المطلوب إذ كان سابقاً يصل ارتفاعها إلى متر وربع المتر، واليوم لم تصل إلى 50 سنتم، وكذلك سعر التبن معدوم وسعر القمح، وفي المقابل فإن كلفة الإنتاج مرتفعة مقارنة مع سعر البيع المنخفضة·

وتساءل: نحن كمزارعين كيف نسترد أموالنا، وأنا استثمر نحو 500 دونم ولا قدرة لي على تعويض ربع كلفة الإنتاج، وكل دونم بحاجة إلى 100 دولار، فيما سعر بيع إنتاج الدونم الواحد لا يتعدى الـ 50 دولاراً، فكيف استطيع زراعة موسم آخر؟ وأحلف أنني لن أُعيد الزراعة مرة ثانية·

وختم نعمة الله: حالة المزارع بالويل، وإذا كان قوياً يرد مصاريف الإنتاج، والإنتاج معدوم لا يرمي قمح، وليس له أسعار ولا للتبن، مطالباً <وزارة الزراعة مساعدة المزارعين في كلفة الإنتاج وتصريفه>·

المحمود { المزارع خالد المحمود قال: أكثر المشاكل التي تواجه إنتاج القمح هذا العام، هي سوء المحصول، فهو مضروب وغير صالح للإستعمال المنزلي، وانخفض سعره ولا يُمكن تخصيصه إلا لتربية الدجاج والطيور على أشكالها·

وأضاف: بشكل عام، زراعة القمح مُكلفة، وتساقط الأمطار هذه السنة أثر على القمح، وأكثر من 50% من الإنتاج تعرّض للتلف على الأرض· بينما الدولة غائبة، والمسؤولون يقضون وقتهم في محاسبة بعضهم البعض، على حساب مصالح الشعب، لذا عليهم دعم المزارعين، ولا سيما الصغار منهم، ففي حال غياب الدعم، يلجأ المزارع إلى الشارع، ويترك الزراعة، وبالتالي يتم القضاء على هذه الفئة، وهناك عائلات كثيرة تعتاش من زراعة الحبوب والقمح وغيرهما·

الأحمد { أحمد الأحمد (صاحب محل لبيع الحبوب في منطقة المرج سهل الخيام) قال: الموسم أصيب بأضرار جسيمة جراء تساقط كميات كبيرة من الأمطار المتأخرة على القمح، بحيث أدى ذلك إلى تلفه، وأصبح لونه أسود، وانخفض سعره إلى مستوى متدنٍ، وتكبد المزارع خسائر مادية·

وتابع: المزارع ومنذ القدم حالته معدومة، والخسائر ترافقه دائماً، لذلك على الدولة مساعدته في كلفة الإنتاج، وصولاً إلى تصريف المحصول·

في ظل استمرار سياسة اللامبالاة المتواصلة مع الحكومات المتعاقبة تجاه حقوق أبناء المناطق الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة، إلى من يلجأ المواطن الجنوبي وخصوصاً المزارع الذي يعتمد في معيشته على إنتاج هذه الزراعة أو تلك؟

أسئلة نوجّهها إلى الحكومة الجديدة عسى أن يلتفت المعنيون بها إلى هموم ومشاكل هذه الفئة الفقيرة نسبياً مقارنة مع الفئات الأخرى؟!

حصادة قمح تحصد الإنتاج في سهل الخيام
حصادة قمح تحصد الإنتاج في سهل الخيام


إنتاج القمح في الحقل قبل نقله
إنتاج القمح في الحقل قبل نقله


تعليقات: