غياب التوعية البيئية يتسبب بتلوث مجرى نهر الخردلي

غياب التوعية البيئية يتسبب بتلوث مجرى نهر الخردلي
غياب التوعية البيئية يتسبب بتلوث مجرى نهر الخردلي


لا يكفي نهر الليطاني التعديات التي غزت ضفتيه على طول مجراه فضيقت الخناق على مياهه، مما يدفعها للتمرد والانتفاضة على تلك التعديات، أثناء فيضانها إبان فصل الشتاء من كل عام، إضافة لنفايات المدابغ، والمعامل، والمصانع، والجور الصحية، التي تصبّ فيه منذ عشرات السنين، فابتلى بنفايات المتنـزهين من المواطنين التي يتركونها أو يرمونها في مياهه بشكل عشوائي أثناء ارتيادهم له في فصل الصيف، ليسيئوا بذلك إلى جماله الطبيعي، ويفاقموا من تلوث مياهه في ظل الإهمال المزمن في الحفاظ على نظافة مجراه من قبل الوزارات والمصالح والبلديات المعنية التي لا يوجد لديها أي مشروع بهذا الخصوص حتى الآن، الأمر الذي يحتم وجوده في أسرع وقت. من أكثر المناطق التي يرتادها المواطنون على ضفتي الليطاني في منطقة الجنوب، ويتسببون بتلوثها بفضلات أطعمتهم ونفاياتهم، تلك الواقعة في محيط جسرالخردلي بين قضاءي مرجعيون والنبطية، باعتبارها منطقة مفتوحة على النهر، نظراً لندرة وجود المنتـزهات والمنشآت السياحية الخاصة، بسبب وضع السلطات المعنية ذلك الجزء "قيد الدرس"، جراء "مشروع نهر الليطاني"، المزمع تنفيذه في المنطقة، وبالتالي عدم إعطاء تراخيص للبناء فيها. وقد يكون غياب التوعية البيئية من أهم عوامل التلوث الذي يتسبب به مرتادو ضفتي النهر. وبالرغم من كون تلك المنطقة تتبع عقارياً لبلديات كفرتبنيت، وأرنون، ودير ميماس، فقد أجمع رؤساؤها على ضعف إمكانيات بلدياتهم المادية والبشرية، مما تعذر عليهم اتخاذ الإجراءات الآيلة للتخفيف من تلوث النهر، والحفاظ على نظافة ضفتيه ضمن نطاقهم العقاري، ولو من خلال توزيع عدد من براميل النفايات في المنطقة والقيام بإرشاد المواطنين وتنبيههم من مغبة ترك نفاياتهم في أماكنها بطريقة مكشوفة أو رميها في مياهه، أو العمل على منع تسرب مياه المجاري والجور الصحية إلى مجراه. ويؤكد رئيس بلدية كفرتبنيت أدهم طباجة على أن الحفاظ على نظافة حوض نهر الليطاني في نطاق البلديات المعنية، ليس من اختصاص تلك البلديات فقط، بل هو مسؤولية مشتركة يجب أن تتولاها الوزارات والمصالح والبلديات المعنية كافة بالتكافل والتضامن، لافتاً إلى ضعف الامكانيات المادية للبلديات المذكورة للقيام بمثل ذلك العمل، فضلاً عن افتقارها للعدد الكافي من الموظفين وعناصر الشرطة البلدية وعمال التنظيفات والآليات والتجهيزات المطلوبة لتلك الغاية. وأعرب طباجة عن استعداد بلدية كفرتبنيت للمشاركة في أي مشروع مستقبلي للحفاظ على نظافة ضفتي النهر ومياهه بالتعاون مع البلديات الأخرى ضمن الإمكانيات المتاحة، وبما يتناسب مع طبيعة مثل ذلك المشروع. في حين لفت رئيس بلدية دير ميماس جان حوراني إلى أن البلدية قامت في وقت سابق بالتعاون مع إحدى الجمعيات البيئية المعروفة بحملة لتنظيف ضفة نهر الليطاني في منطقة "قاطع دمياط" التابع لها. ووضعت لتلك الغاية عدداً من براميل النفايات في المنطقة، غير أن البراميل ما لبثت أن اختفت، ومنذ ذلك الحين لم تتمكن البلدية من القيام بأي مبادرة مماثلة نظراً لضعف إمكانياتها المادية والبشرية. وأعلن رئيس بلدية أرنون فواز قاطباي أن البلدية باشرت بحملة لإزالة النفايات من ضفاف النهر كل نهار إثنين، وقدمت عشرة مستوعبات لتجميع النفايات فيها، في حين أوضح رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور أن البلدية قدمت خمسة مستوعبات لوضعها على ضفاف النهر للغاية نفسها. وكان نادي نهر الخردلي لرياضة الزوارق السياحية النهرية "الكانوي كياك"، بالتعاون مع "هيئة حماية البيئة في النبطية"، و"جمعية قريتي أرنون"، قد نظم حملة نظافة لضفاف نهر الليطاني في محيط جسر الخردلي، برعاية محافظ النبطية القاضي محمود المولى. وبانتظار تحقيق مشروع متكامل للحفاظ على نظافة مجراه، وذلك لا يبدو جلياً في الأفق، سيبقى نهر الليطاني معتمداً على تنظيف نفسه بنفسه من خلال فيضان مياهه كلما استطاع إلى ذلك سبيلا.

تعليقات: