فضلات طعام المتنزهين تغطّي مياه الليطاني

المطلوب القيام بحملات توعية بيئية (أرشيف)
المطلوب القيام بحملات توعية بيئية (أرشيف)


كأنه «مزبلة». هكذا يمكن اختصار حال نهر الليطاني وضفافه التي تتحول «بفضل» بعض المتنزهين إلى مكبّ للنفايات. في مثل هذه الأيام، لا يعود النهر نهراً، إذ يتحول سطح مياهه إلى مكب لفضلات الطعام التي يخلفها المتنزهون القادمون من المناطق المجاورة. كل هذا، ولا حسيب ولا رقيب على المتنفس الوحيد لهؤلاء الفقراء.

هذا الصيف، طفح الكيل، الأمر الذي دفع ببعض الأهالي وأصحاب المتنزهات هناك إلى إطلاق نداء استغاثة إلى المعنيين لمعالجة التلوث خوفاً على مستقبلهم السياحي والمنطقة... وعلى أطفالهم من الأمراض. وهنا، يشير علي مستراح، صاحب استراحة في منطقة قعقعية الجسر، إلى أن «المشكلة هي أن الأهالي لا يراعون أبسط قواعد النظافة العامة، فعدد كبير منهم يرمي الأوساخ في النهر، ونحن لا نستطيع فعل شيء سوى تنظيف ما تيسّر في ساعات الصباح الأولى». يطلب الرجل شيئاً واحداً: «القيام بحملات توعية بيئية مكثّفة للتخفيف قدر الممكن من هذه المشكلة الخطيرة». لكن، ماذا عن البلديات أو حتى الوزارات؟ «ما بتلتكش»، يتابع. أما ما ينتج من هذا الإهمال فهو «إصابتنا بأمراض متعددة، منها التهابات الأذن والالتهابات الجلدية وحالات التقيؤ»، يقول خليل شهاب. يدرك شهاب أن «الأمور مستمرة على هذه الحال في ظل غياب الرقابة»، إلا أنه «على الأقل، يجب منع تقديم الطعام على ضفاف النهر، وإلزام أصحاب المطاعم والاستراحات تأمين أماكن خاصة بعيدة نسبياً عن المياه لتقديم الطعام إلى المتنزهين، إضافة إلى تسيير دوريات تعاقب كلّ من يخالف قوانين البيئة، وإجبار الأهالي على رمي نفاياتهم في حاويات النفايات لا في المياه». جملة مطالبات تبقى أقرب إلى الأمنيات، فهنا يحلو «للناس رمي أكياس النايلون وفضلات الأطعمة في المياه حيث يسبح أطفالهم»، يتابع شهاب. ويتذكر الطالب حسن بيضون «كيف أن مدير مدرستنا نفسه رمى أكياس النفايات في النهر بعد رحلة مدرسية قام بها إلى أحد متنزهات النهر». كل هذه الأوضاع، دفعت بعض الأهالي إلى الامتناع عن قصد هذه المتنزهات، مفضلين الذهاب إلى شاطئ بحر صور حيث المتنزهات المغلقة التي تنتشر فيها المسابح النظيفة.

تعليقات: