النبطية: المؤسسات السياحية في عطلة قسرية بانتظار انتهاء رمضان

إحدى الاستراحات فارغة من زبائنها في رمضان
إحدى الاستراحات فارغة من زبائنها في رمضان


انعكس شهر رمضان المبارك الحالي، كما العام الماضي، سلباً على عمل المؤسسات والمتنزهات السياحية في منطقة النبطية، لمصادفة حلوله في الأول من شهر آب الجاري الذي يعتبر العصب الرئيسي للموسم السياحي في مختلف المناطق اللبنانية، ومن بينها منطقتا الجنوب والنبطية، حيث يقتصر عمل تلك المؤسسات في الوقت الحالي على الإفطارات والولائم الرمضانية في أوقات الليل، وزيارات زبائن ما بعد الإفطار وامتدادها إلى أوقات السحور هرباً من الطقس الحار. أما حركة نهارات رمضان في تلك المؤسسات فتكاد تكون منعدمة، علماً أن نسبة الحركة السياحية في منطقة النبطية تكاد لا تقارن بالمناطق السياحية الأخرى، وتتمثل بوجود عدد من الاستراحات والمتنزهات الصيفية والشتوية الشعبية والخاصة، لخلوها من المرافق السياحية والأثرية الأخرى باستثناء قلعة الشقيف، التي تشهد في الوقت الحالي مشروعاً لتأهيل وترميم مختلف آثارها ومعالمها التاريخية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال أكثر من خمسة وعشرين عاماً من الاعتداءات التي استهدفتها، وذلك بمساعدة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وبالتعاون مع وزارة السياحة، ويؤمل بإنجاز المشروع بعد سنة. ويوضح نقيب أصحاب المؤسسات والمتنزهات السياحية في الجنوب علي طباجة أن "الاستراحات والمتنزهات في منطقة النبطية معظمها يتركز على ضفتي نهر الليطاني، لا سيما في محيط وخراج بلدات قاعقعية الجسر، وكفرصير، وزوطر الشرقية، وقلعة الشقيف وجسر الخردلي، إضافة لعدد منها يتوزع على مناطق جباع، ومليتا، وجرجوع، وبفروة، وأنصار، والنبطية، وأرنون، وكفرتبنيت، وكفررمان في الوقت الذي تخلو المنطقة من وجود أي فندق فيها". ويشير طباجة إلى اعتراض تطور الحركة السياحية على الجزء المفتوح من نهر الليطاني الواقع شمال جسر الخردلي مشكلة عدم سماح السلطات المعنية بإنشاء المباني والمنشآت السياحية الثابتة، بسبب وضع هذا الجزء "قيد الدرس" جراء مشروع الليطاني المزمع تنفيذه في المنطقة، وإذا ما قدر لتلك القضية أن تجد الحلول المناسبة لها فمن المنتظر أن تشهد المنطقة ورشة عمرانية كبيرة تضم عشرات المنشآت والمتنزهات لأهميتها السياحية الكبيرة. ويطالب طباجة المسؤولين المعنيين في الدولة والحكومة بوضع الجنوب على خريطة الترويج السياحي، وتخفيض الضرائب على القطاع السياحي، وتحديد أسعار خاصة بالكهرباء للمؤسسات السياحية إسوة بالقطاع الصناعي، وتسهيل التراخيص للمؤسسات السياحية العاملة في الجنوب، إضافة لدفع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات السياحية خلال العدوان الاسرائيلي عام 2006. من خلال استثمار استراحة ومطعم نادي الشقيف لا يبتغي النادي الربح التجاري المعروف في المؤسسات السياحية الأخرى، بحسب رئيس النادي حسن نصار، لافتاً إلى أن ما يحققه النادي من أرباح يذهب لتغطية بدل مصاريف الموظفين والتجهيزات، وما يفيض عن ذلك يدفع لإضافة التحسينات عليهما من حين لآخر بحسب المقتضيات والظروف. وبالرغم من كل المعاناة التي يشكو منها أصحاب الاستراحات والمتنزهات على نهر الليطاني، والتي تنعكس سلباً على عملهم، وفي طليعتها عدم توفر التيار الكهربائي بشكل مستمر والأوضاع السيئة للطرق المؤدية إلى مؤسساتهم، فإن العمل في "استراحة العمر الطويل" كان مقبولاً قبل حلول شهر رمضان كما يقول صاحبها سعد الله ونّا، مطالباً بتزويد المناطق التي توجد فيها المؤسسات بكافة المرافق والخدمات السياحية والبنى التحتية اللازمة التي من شأنها تعزيز وتطوير هذه المشاريع بما يؤدي إلى ازدهارها. ويطالب رئيس أحد المتنزهات على نهر الليطاني علي عواضة بـ"توسيع وتأهيل طريق جسر الخردلي القديم، ليتمكن الزائرون والمتنزهون من الوصول بسهولة إلى المنطقة". كما يطالب بـ"إعطاء الرخص القانونية اللازمة لأصحاب الممتلكات على ضفتي النهر في محيط قلعة الشقيف، وجسر الخردلي، ومزرعة طمرا، الموضوعة قيد الدرس بسبب مشروع الليطاني، لكي يتسنى لأصحابها التصرف بها واستثمارها في المشاريع السياحية المختلفة".

تعليقات: