حاصبيا والعرقوب: ضعف التيار يحرم المواطنين من أدواتهم الكهربائية

حاصبيا والعرقوب: ضعف التيار يحرم المواطنين من أدواتهم الكهربائية
حاصبيا والعرقوب: ضعف التيار يحرم المواطنين من أدواتهم الكهربائية


لم تحرك كل الصرخات التي أطلقها أهالي حاصبيا والعرقوب حول الأعطال التي ضربت مئات الأدوات المنزلية الكهربائية ساكناً لدى المسؤولين. كما لم تجد استغاثات أصحاب المصالح المستقلة والمحال التجارية، أي آذان مصغية عند الجهات المعنية في مؤسسة كهرباء لبنان، التي تجاهلت ولا تزال كل ذلك التردي في وضع الكهرباء بشكل عام، إن لجهة ضعف التيار، الذي ينخفض في أحيان عدة إلى ما دون الـ 130 فولت من أصل 220، والتقنين الحاد الذي يتجاوز الـ 12 إلى 15 ساعة يوميا، ناهيك بالأعطال المفاجئة والمتكررة، الناتجة عن هبة ريح أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، بحيث باتت الكهرباء مشكلة مستعصية وعلة العلل في تلك المنطقة. وتلحق الأزمة أضرارا «بكل ما يحويه المنزل من أدوات كهربائية، فتعطلها بدون رحمة»، كما تقول المواطنة رشا حمدان. وتقف مذهولة أمام هول ما يحصل من أعطال، «منذ فترة احترقت الغسالة، وبعدها خسرنا التلفزيون، واليوم جاء دور المكنسة والحبل على الجرار، إنها مشكلة مزمنة ومستعصية. تدخل المنزل فتطيح بكل محتوياته من أدوات كهربائية لتكبدنا الخسارة تلو الأخرى، فنقف عاجزين أمام ما يحدث ليس بيدنا حيلة».

«الأعطال الناتجة عن ضعف التيار، باتت أشبه باعتداء متعمد من قبل مصلحة كهرباء لبنان على حرمة منازلنا»، كما تقول عليا مالكة محل تجاري يبيع المثلجات واللحوم المبردة والمثلجات، «المفترض مقاضاة المؤسسة وتحميلها كل عطل وضرر يلحق بأدواتنا الكهربائية ومحتويات منازلنا ومتاجرنا، خاصة أن المشكلة باتت مزمنة ومستفحلة، حيث لم تحاول الجهات المعنية بالرغم من الصرخة المرتفعة، الحد ولو جزئيا من أضرارها لتخفيف معاناة العائلات اللبنانية اليومية، والحدّ من خسائرها، علما بأن معظم الأدوات الكهربائية المنزلية نشتريها بالتقسيط، ومنها بكفالة لسنة او سنتين، لكن الكفالة لا تشمل الأعطال الناتجة عن ضعف التيار، فالكثير من تلك الأجهزة احترقت قبل الانتهاء من تسديد اقساطها».

ويشير العديد من فنيي الكهرباء إلى أن «قوة التيار تصل إلى المنازل في معظم المناطق، بحدّ أقصى يتراوح بين الـ 120 والـ 140 فولت من أصل 220 فولت، أي بحدود نصف القوة، ما يعني أن الكثير من المعدات والأدوات الكهربائية لا تعمل، وإن عملت فهي مهددة بالتعطيل في أي لحظة»، لافتين إلى أنهم يعملون «على تركيب مقويات كهربائية (منظم) في كل منزل لضمان وصول تيار مقبول يخفف من تلك المعاناة. وقد تبين لنا أن منظما واحداً لم يعد يكفي، بسبب ضعف التيار، فلجأنا إلى تركيب منظمين. وهذا يعني بالنسبة لرب العائلة ضريبة إضافية، حيث إن ثمن المنظم الواحد يتراوح بين ال 500 والـ 2500 دولار أميركي، علماً بأن العديد من تلك الأجهزة لم تف بالمطلوب دائما حيث يدخلها الغش، فتحترق هي بدورها، كما حصل لعشرات الأجهزة المستعملة في المنازل، خاصة تلك المنخفضة السعر». ويقول مروان أحد العاملين في ذلك المجال: «إن المشكلة تبدو مستعصية، في ظل الظروف المالية القاسية التي تحيط بمؤسسة كهرباء لبنان، المعنية بشكل مباشر بالأمر. وأمام المواطن فقط الابتهال إلى الله وانتظار معجزة تعيد التيار الكهربائي إلى وضعه الطبيعي».

المعلم شريف صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية ومتخصص في اصلاح تلك المعدات، يقول: «إن 90 في المئة من الأعطال التي تضربها الكهرباء عائد لضعف التيار، علماً بأن بعض الشركات المصنعة تعمل على تركيب أجهزة حماية في أدواتها المنتجة، خاصة أجهزة التلفزة، لكن أجهزة الحماية تفقد فعاليتها مع انخفاض قوة التيار إلى النصف، وبشكل عام تلك المعضلة تتحمل مسؤوليتها مؤسسة كهرباء لبنان أولا، وبإمكان المؤسسة تقوية التيار انطلاقا من محطات الإنتاج ومن المولدات وسط القرى، وعبر زيادة أعمال الصيانة على الشبكات، لكن هذا للأسف لم يحصل».

معاناة ضعف التيار تجاوزت منازل المواطنين إلى معظم المصالح الخاصة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر معامل الأجبان والألبان، ومتاجر الحديد والترابة، إضافة إلى المقاهي والمطاعم ومزارع الدجاج، حيث المشكلة واحدة مشتركة والحلّ بعيد المنال، لذا لجأ اصحابها إلى المولدات الخاصة، التي ترفع كلفة الحصول على التيار الكهربائي بنسبة 15 إلى 20 بالمئة، تضاف حتما إلى فاتورة المستهلك.

تعليقات: