المطران مار بشارة بطرس الراعي في الخيام
واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته الرعوية على قرى وبلدات في قضائي مرجعيون وحاصبيا التي رفعت فيها اللافتات المرحبة بالضيف الكبير، واستقبل بنثر الورود والأرز وعلى وقع اجراس الكنائس والمآذن، وفي ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية التي انتشر عناصرها على الطرقات وعند مفترقات الطرق.
برج الملوك
وكانت محطته الأولى مساء امس في بلدة برج الملوك وكان في استقباله في باحة كنيسة القديس جورجيوس للروم الأرثوذوكس الرئيس السابق لصندوق المهجرين شادي مسعد ورئيس البلدية وفعاليات والأهالي، والقيت كلمات مرحبة بالزيارة التاريخية ثم القى غطبته كلمة شكر فيها الحضور على استقبالهم الحار له رغم الطقس الماطر.
القليعة
من هناك انتقل الراعي والوفد المرافق الى كنيسة القديس جاورجيوس للموارنة وكان في استقباله وزير الصحة العامة علي حسن خليل والنائبين قاسم هاشم واسعد حردان وممثل النائب انور الخليل نجله زياد والوزير، السابق كرم كرم، نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرا، رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان، قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا، قائمقامي مرجعيون وسام الحايك وحاصبيا وليد الغفير وفاعليات المنطقة وحشد كبير من رجال الدين والراهبات والفاعليات وضباط من اليونيفيل والجيش اللبناني.
وترأس البطريرك الراعي قداساً احتفاليا في الكنيسة شاركه فيه المطارنة شكر الله نبيل الحاج، الياس كفوري، جورج حداد وعدد من الكنهة والاباء الاجلاء، وبعد الانجيل المقدس القى غبطته عظة لفت فيها الى ان زيارته هي زيارة رعوية لكل لبنان واللبنانيين مسيحيين ومسلمين، داعيا الى المحبة والوحدة بين ابناء الوطن الواحد.
حاصبيا
البطريرك الراعي، الذي بات ليلته في كنيسة مار جاورجيوس في القليعة، استكمل صباح هذا اليوم جولته الرعوية بدأها من معبد خلوات البياضة الشريف حيث كان في استقباله كبار مشايخ البياضة، والوزراء وائل ابو فاعور، علي حسن خليل، مروان خير الدين، طلال ارسلان، والنواب اسعد حردان ،قاسم هاشم، انور الخليل ممثلا بنجله زياد، الوزير السابق كرم كرم، اللواء عصام ابو جمرة، قاضي التحقيق العسكري القاضي رياض ابو غيدا، مفتي حاصبيا مرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي وحشد من رجال الدين والفعاليات.
بداية القى كبير مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس وبعدما رحب بالضيف الكبير قال:"ان معرفة الرعية لراعيها فهي ايمانها بأنه مخلصها الأمين الوحيد، وراعيها المخلص الفادي نفسه من اجل سلامتها، ولذلك تيقنت ان عليها الطاعة ، ومن المسلم به ان يكون الراعي ادرى برعيته واخبر بمصلحتها، نتمنى ان يكون صاحب الغبطة ادرى واخبر من مدعي الغيرة بشعاب وشعب هذا الوطن، على اختلاف مذاهبه وانتماءاته من اقصى جنوبه لأقصى شماله ومن بقاعه الى شواطئ بحره،لتكن هذه دراية يكرسها لمصلحة اللبنانيين جميعا، ولم شملهم وتوحيد كلمتهم،ليكون ذلك طريقا ممهدة لإستقلال صحيح وسيادة تامة وكرامة لا يتعداها احد، اضاف، يا صاحب الغبطة انت راع ولك راع فاستلهم راعيك الأكبر في كل ما يخطر لك قوله او فعله ولا تهب نقدا ولا تخشى اعتراض اصحاب المطامع الشخصية وان كثرو وهم كذلك، فلولا تشرذم القطيع واهمال الرعاة لما استطاعت الذئاب ان تدخل الحضائر وتأكل المراعي لتعيث في الخراف البريئة فالداء الخطر المنتشر في مجتمعنا الضعيف مبعثه غلبة التقهقر الديني والفساد الأخلاقي مما يفرض على كل مسؤول ان يعمل جهده في مكافحة هذا الداء المميت بالدواء الشافي المتمثل بإتباع ما امرت به الديانات المقدسة والإبتعاد عن كل ما نهت عنه واهم الأوامر وحدة الصف وسلامة القلوب وصفاء النيات والمحبة الجامعة لكل ذلك ".
من جهته البطريرك الراعي قال في كلمته: " انا اود ان احييكم سماحة المشايخ الذين تأمون هذا المكان المقدس وترتفعون بالعقل والقلب الى الله لتستوحوا منه القيم من اجل حياتكم العائلية والإجتماعية والوطنية ودعي المكان الذي يفوق عمره على اكثر من 500 سنه سمي البياضة وهو المكان الروحي الذي يسكن به المؤمن، ياتي ليبيض قلبه ويبيض عقله وضميره او ليلتقي بربه، اضاف، هذا المكان الخلوات هو الإنسان حيث يختلي بربه وكم نحن بحاجة ان نجد متسع ولو قليلا من الوقت لكي نخلد للوقوف امام الله وكلنا يعلم ان الله زرع فينا وسيلة عميقة للتخاطب هي الضمير صوت الله في اعماق الإنسان امام ضجيج العالم والمصالح امام كل الضجيج الذي يكتنف كل حياة الإنسان يبقى بحاجة لأن يعيش بصمت، الأخوة الموحدون بني معروف الأحبة يبدون حياتهم على العديد من الفضائل واهمها التقوى فأن تستحضر الله في كل فعل وقول وعمل والحكمة وهي في مفهومنا ان تنظر الى شؤون الدنيا من منظار الله".
اضاف الراعي، "هنا في البياضة ارى امامي صورة مصغرة عن لبنان كل عائلاته الروحية هنا، كل عائلاته السياسية هنا، وعائلاته المذهبية والإدارية فما اجملك يا لبنان، نحن نجدد هنا التزامنا بالمحافظة على عائلاتنا اللبنانية المتنوعة بأديانها وطوائفها ومذاهبها مما يعني انها غنية بتقاليدها وقيمها وثروتها الثقافية امام هذه العائلة اللبنانية على المستوى السياسي والأحزاب والتيارات والأفكار المتنوعة احييها كلها ونرجوا ان نبني يوما بعد يوم العائلة اللبنانية فالله اعطانا ثروة كبيرة هي هذا التنوع الديني والسياسي والإجتماعي ثروة عظيمة وفرادة لأنها ميزة لبنان".
داعيا الى طي "صفحة الماضي ونتطلع الى الأمام ونتطلع الى المستقبل، ان الله الذي كان معنا وقد بلغنا في لبنان الى مخاطر واكثر من مرة الى شفير الهاوية وفي نفس الوقت كانت يد خفية تحفظ هذا الوطن بفضل الإرادات الطيبة في كل ابنائه من كل الطوائف والتيارات السياسية تعالوا نعلن التزامنا بمستقبل افضل جدير بالله خالقه وجدير بالرسالة المنتظرة من لبنان وان نبني حياتنا اللبنانية على فضائل واهمها الحكمة وتقوى الله وننظر من منظار الله في كل عمل". ورحب الوزير وائل ابو فاعور بغبطته باسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط معتبرا ان "هذه الزيارة هي استكمال لمصالحة الجبل الكبرى في اعلان تلك المصالحة التاريخية ونحن واياكم في هذا الوطن الذي يجب ان يعيش على الطمأنينة والثقة بين اللبنانيين وعلى الدولة الضامنة للجميع، المصالحة التي رعاها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الى الجبل والمصالحة التاريخية في المختارة، معتبرا ان هذه الخطوة تمهيد لمستقبل لبناني يقوم على التفاهم وعلى الوحدة الوطنية بعيدا عن منطق الأحاديات والثنائيات او الثلاثيات طائفية او سياسية التي لا تشكل ضمانة لأحد بل ان الدولة العادلة والوحدة الوطنية هي ضمانة الجميع".
وفي كلمة لـ "المستقبل"، رأى الشيخ فندي جمال الدين شجاع ان هذه الزيارة عزيزة وكريمة وهي المرة الأولى التي يقوم بها بطرك الى خلوات البياضة، وكنا نتمنى لو تمكنا الإستفادة منها اكثر لأن ما تضمنته بعض الكلمات كانت موضع انتقاد وعدم موافقة منا، فرسالتنا نحن في البياضة هي رسالة روحية اجتماعية توفيقية انسانية وليس من عاداتنا او شيمنا التعرض لهذا الفريق او ذاك حتى وان كان بطريق الغمز واللمز دون التصريح والتوضيح، فالآخر الذي نختلف معه الآن هو شريكنا في الوطن شئنا او ابينا وهذه الشراكة مصدر اعتزاز وفخر ان يكون هذا التنوع في لبنان، ونحن في لبنان لا نريد ثقافة واحدة ولا نقبل ثقافة واحدة انما نريد دولة واحدة وشراكة تجمع الجميع مع بعضهم البعض، فليس عندنا في لبنان لا قطيع ولا ذئاب بل شركاء اعزاء وان اختلفنا معهم في الراي" ، رافضا ان تستخدم خلوات البياضة منبرا للغمز واللمز وهو امر مرفوض كليا، والموقف في خلوات البياضة اليوم تجاهل المصالحة اتاريخية في الجبل التي رعاها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والزعيم وليد جنبلاط والأمير طلال ارسلان، هذه المصالحة الكبيرة لا يجوز المرور بها مرور الكرام او تنسى او تهمش بل كان المطلوب البناء عليها حتى تكتمل كل المصالحات وبالتالي يلتقي كل اللبنانيين مع بعضهم البعض، وان ما يسمى تحالف الأقليات فلبنان كله اقليات وحماية الأقليات لا تكون باللحمة الوطنية والعيش المشترك والإلتزام بالمواقف الوطنية التي توحد الجميع بما يعود على الجميع من عزة ومناعة وكرامة وبالتالي نحن لسنا في وارد التودد او التقرب من ناس وترك اناس آخرين".
ومن هناك انتقل البطريرك الراعي والوفد المرافق والمستقبلين الى كنيسة الموارنة في حاصبيا حيث القيت كلمات مرحبة بغبطته الذي شكرهم على حفاوة الإستقبال داعيا الى المحبة والتسامح.
كوكبا
ثم الى بلدة كوكبا التي استقبلته بالورود والأرز وحملة اغصان الزيتون من اطفال البلدة، حيث ازاح الستار اللوحة التذكارية لساحة القديسة تيريز، القى رئيس البلدية سليم ابراهيم والخوري حنا الخوري كلمة ترحيبية بالزائر الكبير، واعتبر الخوري ان "كوكبا كان لها نصيب من فرح زيارة المسيح لها واليوم هي تتهلل لزيارة غبطتكم"، ورد الراعي لهم التحية والشكر على هذا الإستقبال الحافل وعلى مفتاح البلدة الذهبي الذي قدمته له البلدية، داعيا الجميع للتمثل بالقديسة تيريز.
بلاط
وفي بلدة بلاط استقبل البطريرك الراعي في كنيسة البلدة للروم الكاثوليك بالأهازيج ونثر الورود والدبكة اللبنانية على وقع انشودة "يا بلاط فرحي" خاصة بزيارته، وعبر الراعي عن فرحه بزيارة بلاط وقال: "انها من اجمل الزيارات التي قمت بها في الجنوب خاصة واني اشعر انني بين اهلي واصدقائي، لقد سمعت كثيرا عنها ابان حرب تموز وها انا اليوم ازورها مما يزيد فرحي بها".
وشكر رئيس البلدية علي رمضان والقاضي عوني رمضان البطريرك الراعي على زيارته بلدتهم مؤكدين على ان الجنوب عامة وبدلتهم خاصة هي نموذج للعيش المشترك.
مرجعيون
وفي مرجعيون استقبل الراعي بالمفرقعات النارية والورود والأرز في عدد من كنائس البلدة وزار المطران الياس كفوري في دار المطرانية والقيت كلمات دعت الى المحبة والتسامح والإلفة بين اللبنانيين.
الخيام
وفي الخيام، كان في استقبال الراعي الوزير علي حسن خليل والوزير السابق كرم كرم، والنائبين قاسم هاشم ونواف الموسوي وممثل النائب انور الخليل نجله زياد ورجال دين وفعاليات حيث اقيم حفل استقبال كبير امام كنيسة البلدة تخلله عدة كلمات، بداية مع الوزير علي حسن خليل الذي رحب بالبطريرك الراعي والوفد المرافق ببلدة الخيام وقال:"نرحب بكم بالخيام مدينة العلم والإنفتاح والمحبة، عروس مدائن هذا الجبل الأشم التي لم تعرف في تاريخها حقدا ولا عصبية بل كانت رمزا للإنفتاح والمقاومة والصمود، مضيفا، ها نحن نمد ايدينا لنرسم معك مستقبلا افضل لهذا الوطن، مستقبل المحبة والتسامح والعيش المشترك وبقاءه وطنا انموذجا في مقابل مشاريع التعصب والإنعزال، ونحن نرى فيك امام البطاركة يا سيدنا وانت تقول كلمة الحق ونحن لا نريد الا كلمة الحق".
من جهته النائب نواف الموسوي وبعد ترحيبه بالراعي، قال:"من هذه المنطقة، اقول لك مبارك الآتي باسم الله الواحد، مبارك الآتي باسم لبنان الواحد والوعي الواضح الذي نظر جيدا فعرف انه اينما حلت سياسات الدول الإستعمارية اورثت اهل المنطقة شقاء وبلاءا، وهي من ايقن ان المخطط الذي يتهدد المنطقة هو تكتيك وتقسيم فارتضى ان يقف في وجه الأيدي التقسيمية ويمنع الأقدام التهجيرية من ان تنال من هذه المنطقة ومن وحدة لبنان".
بعدها القى المطران شكرالله الحاج كلمة شكر فيها الجميع على حفاوة استقبالهم معتبرا ان البطريرك دخل قلوب اهالي البلدة خلال دقائق.
وختاما القى الراعي كلمة شكر فيها الجميع على استقبالهم الكبير والكلمات المعبرة التي القيت، معبرا عن سعادته لوجوده في الخيام ، "وان اخواننا المسيحيين والمسلمين في الخيام يحافظون على الرسالة ايها رسالة السلام، تحية الى جميع الذين سقطوا ولكل الدماء التي اريقت على مذبح الوطن ولكل الجرحى ولكل الذين هجروا وتهجروا ولكل الذين قاوموا وصمدوا، وليس من مجال ان نصف المآسي التي عشتموها، ولكن نحن نقول انها من الماضي، نتطلع الى الأمام لأن بعد الموت القيامة".
واكد الراعي ان "هذه الزيارة الى الجنوب هي اولا لمد يد الشركة لا بل لتبادل يد الشركة وهي من اجل المحبة التي وحدها تخلص لبنان، لكن هذه الزيارة الى الجنوب هي من اجل ان نستعيد معا نسيج مجتمعنا اللبناني وهو معروف بميثاقه الوطني انه نسيج العيش الواحد الاسلامي المسيحي وهو رسالة عظيمة للعالم كله".
واعتبر الراعي انه آن الآوان لأمن نجلس معا على طاولة الحوار نطرح كل همومنا وكل مسؤولياتنا ومخاوفنا، هذا ما سمعناه هذا الصباح اننا بحاجة لأن نجلس معا لكي نخافظ على هذا الإرث المشترك من اجل البشرية كلها، لبنان ارض التلاقي للثقافات والديانات، وارض الحركات المسكونية".
اضاف،"ايها الأخوة آن الآوان لأن نجلس معا على طاولة الحوار،عندما يدخل الإنسان الى القلب يستطيع بالدلالة ان يطرح كل شيء".
وصول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الخيام
كلمة ترحيب للمهندس عدنان سمّور بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي
وصول البطريرك إلى المنطقة وكلمة عفوية للقاضي عوني رمضان
كلمة رئيس بلدية الخيام المهندس عباس عواضة
كلمة الوزير الحاج علي حسن خليل
كلمة المطران شكرالله نبيل الحاج
كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الخيام
ألبوم صور زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الخيام
موضوع "جولة البطريرك الراعي في الخيام والمنطقة"
موضوع "بري أولم تكريميا للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المصيلح"
موضوع "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الخيام"
المطران مار بشارة بطرس الراعي مكرماً من رئيس بلدية بلاط
الوزير كرم كرم
المطران مار بشارة بطرس الراعي في الخيام
رئيس بلدية الخيام يلقي كلمته
الوزير علي حسن خليل يلقي كلمته
المطران مار بشارة بطرس الراعي في الخيام
النائب نواف الموسوي يلقي كلمته
المطران مار بشارة بطرس الراعي يلقي كلمته في الخيام
المطران مار بشارة بطرس الراعي في الخيام
تعليقات: