د كامل مهنا: الحاجة ملحة لمشاركة منظمات المجتمع المدني في النقابات المهنية
Download the original attachment
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء
تتقدم مؤسسة عامل الدولية وهيئة الرعاية لمركز المرحوم الحاج مهدي صالح عيدي في مشغرة بالشكر الجزيل للأخوة والأخوات للمشاركة في هذا اللقاء الحميم في حملة لدعم تجهيز المركز. إن هذا النشاط يندرج في إطار تطور مؤسسة عامل والمؤازرة الشعبية التي تميزت بها، واكتساب ثقة عالية محلياً ودولياً، مما شكل حافزاً للدكتور حسن عواضة إلى أن يقدم منزل العائلة في بلدة مشغرة للمؤسسة، ومن ثم المبادرة الطيبة من السيدة رابحة عيدي وولديها رامي وليلى، إلى تسجيل المبنى الذي أشيد إحياء لذكرى المرحوم الحاج مهدي صالح عيدي باسم مؤسسة عامل لإقامة مشروع صحي اجتماعي تنموي في منطقة البقاع الغربي التي تعاني من حرمان تاريخي كباقي المناطق الطرفية في لبنان.
ولقد تم تشكيل لجنة رعاية للمشروع برئاسة الدكتور حسن عواضة، كما أن سفارة كندا قد وافقت على تجهيز المختبر في المركز وأن السيدة رابحة عيدي وولديها سيقدمون مساعدة سنوية للمركز، ولقد جرى التبرع من قبلهم بمناسبة هذا الحفل بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي
وهكذا ينضم هذا المركز إلى الـ 23 مركزاً لمؤسسة عامل في المناطق الشعبية التي تعاني من حرمان تاريخي.
إن "مؤسسة عامل" تعنى باللبنانيين من كافة الفئات وبالعراقيين والسودانيين والفلسطينيين ... الخ، في ظل فشل السلطات المتلاحقة في إيجاد آلية لاستيعاب سكان الأطراف وإدخال ناسها في الدولة كمواطنين مساوين لغيرهم، إذ أن قدر سكان الأطراف ومنذ إعلان "لبنان الكبير" عام 1920 من الجنوب إلى الشمال إلى البقاع إلى إقليم الخروب والشوف بالإضافة إلى أحزمة البؤس المنتشرة حول العاصمة وكأنها خارج الوطن والتعامل معها "كخزان بشري" للاستخدام عند الحاجة.
وبالتالي فإن تواجد عدة مراكز لمؤسسة عامل في منطقة البقاع تحديداً يهدف إلى مؤازرة الناس في أوضاعهم المعيشية الصعبة والسعي لإيجاد سبلٍ لمواجهتها، فالبقاع، كما الجنوب عانى تاريخياً ولايزال من سياسات الحرمان المتواصلة، كما عانى أبناؤه من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي ما زال خطرها قائماً، فالاستقرار السياسي والأمني الذي ينعم به لبنان حالياً، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى حالة متفجرة. وإن لبنان وباقي المنطقة تبقى رهينة القلاقل ما لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في منطقتنا.
أيها الأخوة والأخوات
إن البقاع، يتضمن خمسة مراكز رئيسية لمؤسسة عامل وهي:
مركز عرسال الصحي الاجتماعي التنموي الذي زودناه مؤخرا" بعيادة أسنان وعيادة عيون متطورة، وجهاز تصوير صوتي (Echoghraphie)
مركز العين الذي أعيد تأهيله كمركز صحي اجتماعي تنموي.
مركز شمسطار والذي يضم حضانة للأطفال ومركز صحي اجتماعي تنموي مزودة بجهاز تصوير صوتي وعيادة أسنان وقاعة للمعلوماتية، وسيتم تحويله لاحقاً إلى "مساحة صحية اجتماعية" مزودة بمكتبة متطورة بالتعاون مع جريدة السفير.
مركز كامد اللوز الصحي الاجتماعي التنموي والذي أعيد تأهيله وزود بجهاز تصوير صوتي (Echoghraphie)
وأخيراً، وليس آخراً، مركز مشغرة الصحي الاجتماعي التنموي الذي سنعمل من خلال مساهماتكم، بالإضافة إلى مساعدات نسعى إلى الحصول عليها من هيئات صديقة لكي يضم عيادات متخصصة وصيدلية وجهاز أشعة وماموغرافي وبانوراميك وعلاج فيزيائي ومختبر تحاليل طبية وقاعة للمعلوماتية وبرامج توعية صحية اجتماعية ونشاطات للأطفال والنساء والمسنين، حيث سيتحول إلى مركز أساسي في منطقة البقاع، وبالتعاون مع البلديات والجمعيات والوزارات المعنية.
هذا وتجدر الإشارة بأنه كان لمؤسسة عامل 11 مركزاً في البقاع إبان الحرب الأهلية (3 مراكز في الهرمل، 3 مراكز في بعلبك، مراكز في كل من شعث، شمسطار، العين، عرسال، كامد اللوز)
أيها الأخوة والأخوات
"عامل"، المؤسسة الإنمائية الدولية، تسعى من خلال إنجازاتها، وما تخطط له من مشاريع، إلى تجديد ذاتها وتفعيل دورها، بما يحقق "خدمات أكثر بكلفة أقل"، وفقاً لشعارها الذي تلتزم به وتعتمده نهجاً من احتضان الذين عانوا القهر ودورات الاحتلال الصهيوني. هذا ما ترنو إليه وتبني سياساتها على هذا الأساس، وليست تتوخى ثمناً أكثر من إسعاد الناس، واستردادهم من حالة القلق والضياع، إلى حالة المواطنة واتخاذ دورهم الفاعل في المجتمع.
لهذا إننا نحاول في مؤسسة عامل أن نلعب دور "المحرك" في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف وبمساهمات رمزية من الأهالي ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها ومن ثم إلى تعزيز ثقافة الحقوق، وإشراك المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية.
إلا أن ما ننجزه، على أهميته، يبقى متواضعاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، إذ أن نسبة التضخم المتراكم قد بلغت منذ العام 1996 وحتى نهاية العام 2010، 120% ... والأجور خسرت 60% من قيمتها لتضاعف الأعباء الملقاة على أكتاف المواطنين. فما هي سياسة الحكومة أمام هذا الواقع، في مواجهة الهموم المعيشية والتقديمات الاجتماعية والصحية وتحسين الأجور ولجم التضخم؟
أيها الأخوة والأخوات
إننا في لبنان، نحب احزابنا وصور الزعماء عندنا، نحب تنوعنا الطائفي وقتالنا المذهبي أيضاً، نحب نظامنا الفريد من نوعه، ومن ليس لديه طوائف، فلديه عشائر وقبائل وأفخاذ، نحب الفوضى وتجاوز إشارة السير والمعاملات الإدارية التي تمرّ من فوق الطاولة وتحتها... نمارس الفتنة بين الطوائف والمذاهب، نجيد التحريض على القتل، ونكرر ما نقوله منذ زمن الاستعمار، إن الأخوة والتعايش، والنموذج الحضاري لا تتعمد إلا بدماء عشرات الآلاف من أبناء الرعية.
لقد تجلّى هذا الواقع في المناقشات البرلمانية التي أدّت إلى إعطاء الثقة بالحكومة والتي أظهرت عمق الأزمة الوطنية حيث استعادت بعض الخطب فصولاً من سبعينات القرن الماضي
لقد قيل في هذه النقاشات الكثير في السياسة والانقسام والصراعات الداخلية والقليل القليل حول معاناة المواطن المثقل بالأعباء المعيشية وهشاشة التقديمات الاجتماعية والصحية والتراكمات على وزارة الصحة وعجز الضمان الإجتماعي وعجز موازنة الكهرباء والمديونية والفساد والهدر التصاعدي...الخ
إن نظامنا السياسي الحالي لم يعد صالحاً لإدارة البلاد واحتواء الأزمات ولا طبعاً للنهوض بلبنان ومعالجة التحديات.
إن اللبنانيين لن يعدموا القدرة على إيجاد نظام سياسي يلاءم أوضاعهم، إذا قبلوا قاعدة المساواة والحرية والشراكة في الخيارات الوطنية ومعالجة النزاعات الطائفية بانفتاح وسائل الإندماج الإجتماعي الوطني، وفتح الآفاق أمام المواطنة، بما هي حقوق متساوية وبما هي حريات.
أن الحاجة باتت ملحة على أن تشارك منظمات المجتمع المدني في النقابات المهنية والعمالية واتحادات المرأة وتجمعات الكتّاب والفنانين والحركات الشبابية... في تبني مشروع تغييري شامل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإسقاط النظام الطائفي القائم على المحسوبيات وتحقيق العدالة الإجتماعية ومحاربة الهدر والفساد وإنجاز الإصلاح الإداري وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي على اساس نظام الدائرة الواحدة والنسبية وفق لائحة مقفلة ترسخ التمثيل الوطني وقانون مدني اختياري للأحوال الشخصية، يساوي بين جميع المواطنين.
أي توفير بوصلة، في إطار ربيع الشعوب العربية، حيث بات الحكام يخافون من الشعوب، لإخراج اللبناني من قطيعية الطائفية الى رحاب المواطنة المسؤولة، والانتقال من النظام الطائفي إلى النظام الديمقراطي المدني.
ولا يسعنا، في الختام، ونحن في صدد الحديث عن مركز المرحوم الحاج مهدي صالح عيدي الصحي الاجتماعي التنموي في مشغرة، إلا أن نتقدم بعمق تقديرنا، وبالغ شكرنا للسيدة رابحة عيدي وولديها رامي وليلى وللدكتور حسن عواضة وللأخوات والأخوة أعضاء هيئة الرعاية كذلك للمجلس البلدي ولأبناء مشغرة ومنطقة البقاع الغربي ولجميع الهيئات والمؤسسات والأفراد الذين ساهموا وسيساهمون بشكل أو بآخر في تأمين الشروط الأساسية لإنجاز هذا المشروع الحيوي.
كما أننا في ظل روح التضحية والتفاني، نكرر الشكر لأولئك الأخوان والأصدقاء في لبنان والمهجر الذين كانوا ولا زالوا عند مستوى الثقة والأمل، حيث تشكل مساهماتهم الدعائم الأساسية لمشاريع مؤسسة عامل الدولية في لبنان عامة وفي البقاع خاصة.
أجدد الترحيب بكم أيها الأخوة والأخوات، فمشاركتكم تسعدنا، ونأمل أن نحمل لكم في هذا اللقاء جرعة من الفرح شاكرين حضوركم الدافئ، ومقدرين تحديكم مشقة الطريق.
وشكراً
*
كلمة الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، بمناسبة إطلاق حملة دعم لتجهيز مركز المرحوم الحاج مهدي عيدي في مشغرة التابع لمؤسسة عامل في مطعم بلوليك-بحيرة القرعون 09/10/2011
خبر افتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
فتتاح مركز صحي واجتماعي جديد لـ«عامل» في مشغرة
تعليقات: