حلّ يفتقرالى شيىء من الكرامة

الدكتور فاروق الباز - عالم الفضاء المصرى شغل عدة مناصب في الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لنبوغه العلمي كان أهمها مدير مركز أبحاث الفضا
الدكتور فاروق الباز - عالم الفضاء المصرى شغل عدة مناصب في الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لنبوغه العلمي كان أهمها مدير مركز أبحاث الفضا


الانسان العربي مصنّف من شعوب العالم الثالث على أرضه ووطنه, بينما نراه في مكان اخر يعمل مع الشعوب الراقية والمتحضّرة جنبا الى جنب في المختبارات, المصانع, في مراكز الأبحاث العلمية وفي مراكز قد لا يحصل عليها حتى ابن البلد نفسه.

فاروق الباز هو مصري عربي, يشغل مدير مركز أبحاث الفضاء في وكالة النازا الأمريكية وهنالك أمثاله في العالم العربي نراهم عاطلين عن العمل. انّ الانسان العربي قد تلقّى صفعة اهتزّت لها عظام عظماء الأمّة حتى في قبورهم لما لحق في هذا الشعب من اهانة ما بعدها اهانة.

هذا ما عبّرت عنه عملية التبادل هذه ألف فلسطيني مقابل يهودي واحد. أليس في هؤلاء المفرج عنهم الطبيب والمهندس والمحامي والشاعر والأديب والأستاذ الجامعي والرسّام والفنان وما الى هنالك من شرائح مختلفة؟ اضافةً الى سبع وعشرون إمرأة, وفي المرأة شرف الأمّة وكرامتها. بماذا سيشعرون هؤلاء المفرج عنهم؟

إنّ حرية هؤلاء المحرّرين سوف تكون مقيّدة بموجب إتّفاقية أبرمت بين اسرائيل وحماس. أليس في هذا إهانة لهم؟ والأصعب من هذا كله أنّ البعض منهم قد لا يعود الى منزله وسوف يبقى خارج وطنه ربما الى الأبد. والحياة هنا سوف تكون أصعب من أن يكون داخل السجن بعيداً عن أهله وأقاربه وأصحابه لأنّ في الغربة سجن, وزنزانة الحياة لا تقل بشاعة وقسوة عن زنزانة السجن والسجّانين. فأين كرامة الإنسان العربي يا حكّامنا العرب؟ أليس في هذه الصفقة الذل والإهانة لهذه الأمّة بأكملها؟ وإنّ هؤلاء الذين خرجوا اليوم من السجون الإسرائلية من يضمن عدم اعتقالهم من قبل اسرائيل مرّة ثانية كما حصل مع أحمد سعدات عندما أفرج عنه بصفقة مماثلة وعادت اسرائيل واعتقلته مرّة ثانية؟ وها هو الان قابع في السجون الإسرائلية ولا أحد يدري الى متى.

فالإنسان العربي بحاجة الى الأمن, والأمن لا يتحقّق الاّ بالقوة. وبالقوة فقط نستعيد حريتنا الناقصة وكرامتنا المفقودة ونحمي أوطاننا ونحافظ على كرامة المرأة التي هي أم لهذه الأمّة وعزّتها و كرامتها. وسوف تبقى حريتنا ناقصة وكرامتنا مفقودة حتى زوال اسرائيل وكل من تعاون معها من العرب ومدّ ّلها يد العون والمساعدة التي ساعدتها على البقاء. والعار كل العار على كل من صافح الصهاينة واعترف بكيانهم. هل سنصل الى فرضيّة زوال اسرائيل ويصبح هذا التصوّر حقيقة ملموسة؟ لكن كيف ومتى؟؟؟

تعليقات: