احياء ذكرى بطل عملية اقتحام بنك أوف أميركا في بلدة الشرقية

بشور: لوكان علي شعيب بيننا لكان في صلب مقاومتنا المجاهدة و يدافع عن سلاحها حتى الرمق الاخير

النبطية –

أحييت بلدة الشرقية الجنوبية الذكرى ال38 لأستشهاد المقاوم علي توفيق شعيب، بطل عملية "بنك أوف أميركا" خلال حرب تشرين 1973، الذي قضى حينها مع رفيقه في الحركة الاشتراكية الثورية العربية الشهيد جهاد جميل سعد، إثر تنفيذهما لعملية أقتحام بنك اوف اميركا في شارع رياض الصلح في بيروت أحتجاجاً على الدعم الاميركي للعدو الصهيوني في مواجهته للجيشين المصري والسوري في تلك الحرب، وتم استشهاد شعيب وسعد بعد أغتيالهما لدى موافقتهما على الخروج من البنك نتيجة جملة وساطات قامن بها قوى وطنية انذاك.

وأقيم بالمناسبة أحتفال حاشد في النادي الحسيني – الشرقية، حضره رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، المسؤول التنظيمي لحركة الشعب أسد غندور، رئيس بلدية الشرقية رضا شعيب، وحشد من الشخصيات والفاعليات والمواطنين.

بعد كلمة ترحيب وتعريف من الدكتور علي شعيب ، ألقى المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور كلمة قال فيها: علي شعيب ، أيها الرائد القائد، ايها الشاعر الثائر، ايها المناضل المقاتل، ايها الشهيد العنيد، ايها الكاتب بدمك نشيد الحرية، والمزروع بشهادتك في أرض المقاومة الابدية، مقاومة القهر، والفساد، والتبعية، فها هي ثمار شهادتك وقد أينعت، بل بدأ قطافها على أمتداد وطنك العربي، وفي مئات المدن والعواصم في قارات الدنيا الخمس ، انطلاقاً من وول ستريت شارع مصارف أميركا، التي كنت من اوائل الذين كشف عنها الزغل والفساد والتواطؤ على حريات الشعوب وحقوقها، بما فيها الشعب الاميركي وحقوقه، وكان ذلك حين قمت مع رفيقك الشهيد جهاد أسعد بإقتحام أحد أشهر قلاعها-بنك أوف اميركا- لتقول للعرب جميعاً أن حربكم ليست مع العدو الصهيوني وحده بل هي ايضا مع كل من يمده بأسباب الدعم المادي والعسكري والسياسي.

وقال: كي لا نغرق كثيرا في تفاصيل الماضي ، رغم ان في عبر الماضي ما يضيء لنا فهم حاضرنا ، وينير لنا درب مستقبلنا، يبقى السؤال لو أن علي شعيب ، ومعه الشهيد جهاد أسعد، والمناضل القائد مرشد شبو بيننا اليوم فأين ستكون ساحة نضالهم.

وقال: بالتأكيد، كانوا سيكونون مقاومين في صلب مقاومتنا المجاهدة الظافرة، يقاتلون في صفوفها حتى الاستشهاد، او يدافعون عن سلاحها حتى الرمق الاخير ، وبالتأكيد كان علي شعيب سيكون اما اسيراً بين رفاق له اسرى في سجون الاحتلال، أسيرا مع احمد سعادات ومروان البرغوثي، وعبدالرحيم ابو حجلة ومحمود عيسى والشيخ بسام السعدي، أو مقاتلا في غزة أو في القدس او أي شبر من ارض فلسطين، أ, مقاتلا في بوادي العراق وحواضره يهزم الاحتلال الامريكي، وقد كان من الدعاة في كشف مشاريعه ومخططاته والنضال ضدهم، أو ثائرا مدركا أهمية مواجهة الهجمة المضادة التي تسعى الى استغلال مطالب مشروعة لتنفيذ اجندات مشبوهة فالحرية تصبح لديها فوضى، والتعددية إحتراباً أهلياً، والاصلاح تخريباً، والتغيير درباً للفتنة.

وقال: لو كان علي شعيب بيننا اليوم لرأيناه حتماً مع العمال في تحركاتهم وهو الذي لعب مع رفاقه دورا مشهوداً في اضراب عمال غندور الشهير في اوائل السبعينات ولوجدناه بالتأكيد معتصما مع اساتذه الجامعة والمعلمين كما كان مع اخوانه نصيرا لاضراب المعلمين المفتوح عام 1973 ولأحسسنا بنضاله مع كل مظلوم او محروم كما كان دوره يوم انتفاضة مزارعي التبغ في بداية عام 1972، حيث كان في مقدمة المنتفضين جنبا الى جنب مع خليل بركات، ومع الشهيدين موسى شعيب، وعبدالامير حلاوي، ومع محمد علي حشوش، وعلي قبيسي، وغيرهم من رموز النضال الوطني في النبطية والجنوب يومذاك.

واضاف: لو كان علي شعيب بيننا اليوم لربما وجدناه يتظاهر في شارع المصارف في اميركا يدعو مع المتظاهرين لاحتلال وول ستريت ، تماما كما أحتل هو ذات يوم مكاتب أحد أبرز مصارف اميركا، ولوجدناه في أعماق آسيا ، أدغال أفريقيا، وغابات بوليفيا، يكمل مسيرة المناضل الاممي الكبير ارنستو تشي غيفارا، أ, في مياه الخليج العربي يتصدى للقواعد العسكرية الاميركية، أو على ضفتيه يخذر الجميع من فتنة طحياء يعد لها المستعمرون، والصهاينة للايقاع بين ابناء الدين الواحد والحضارة الواحدة والمصير الواحد لكي تذهب خيرات هذه المنطقة الى اعدائها.

وقال: ربما لو كان علي شعيب بيننا اليوم لكان ايضاً يدفع عنه سهام التشكيك بوطنيته وعروبته، بصدقه، بإخلاصه، بل ربما كان محارباً من الاعداء ومحاصراً من بعض الاصدقاء، فالاعداء يكرهون أندفاعه في سبيل استقلال وطنه ووحدته، وبعض الاصدقاء لا يرتاحون لحرصه كالكثير من العروبيين الشرفاء على استقلالية قراره وسلامة أدائه وموضوعية موقفه، ولكن أمثالك يا علي لا يغيبون، وها هي ذكرى استشهادك الثامنة والثلاثين، تأتي بنا جميعاً الى قريتك التي أحببت، كما أحبننا، الى بلدة الشرقية التي أنجبت وما زالت تنجب للوطن الشهداء والشعراء والشرفاء ولم تتوقف عن الانجاب، وهل يتوقف شلال الدم عن التدفق، وإبداع الشعر عن الانسياب، وصدق الشرفاء عن التوهج.

ثم ألقى مختار بلدة الشرقية الشاعر هاني شعيب قصيدة من وحي المناسبة، تلاه كلمة المسؤول التنظيمي لحركة الشعب في الجنوب عبد الرضا شعيتاني قال فيها: يا علي شعيب ، لقد أردت أن تقول لكل المظلومين ، المسحوقين، تولوا أمركم بأيديكم، فالكرامة تنتزع من أنياب الطبقة المفترسة، وأردت أن تقول أن في لبنان رجالاً يتفانون، بموازاة تضحيات المقاتلين والمقاومينن فكانت كلمة السر من أرباب الشر والمال في أميركا ، لجلاوزة تلك الطبقة أن أقتلوه ولا تدعوه يخرج حياً,لماذا، لأنك يا علي ومع بضع عشرات من رفاقك أثرت الهلع في قلوب ذلك الحلف الرجعي العميل غير المقدس، لقد أشرت بالاحمر القاني وبخط مستقيم لكل من يجهل طبيعة الصراع ، وترابط عناصره بين غرب امبريالي وعدو صهيوني استيطاني وبين أمة تريد التحرر والنهوض والبناء.

وقال: وماذا الان ، ماذا عن لبنان والشعوب العربية، ان بعض القوى في لبنان تنتظر عما سيسفر ربيع العرب لتوقد فرن الصراعات المذهبية وتلاقي مشاريع اميركا التي تود أن تقطف موسم الربيع، مع اعتقادنا انها ليست هي صاحبة التوقيت فيه لكنها وبقدراتها وضعف أتباعها تود أن ترسم شرق اوسط بأقطاب على رأسها اسرائيل، لكي تتربع على خارطة علم جديد تريد أن ترسي أسسه بالدرجة الاولى على حساب أمة العرب، لتحمي اسرائيل، وتنقذ نظامها الرأسمالي المأزوم.

تعليقات: