زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد

زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد
زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد


حاصبيا ومرجعيون

أكثر من مليون شجرة زيتون في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، فقضاء حاصبيا على سبيل المثال ينتج نحو 75 ألف صفيحة زيت زيتون سنوياً، وهذه الإنتاجية تزداد عاماً بعد عام كون الكثير من تلك الأشجار والنصوب لم تدخل في مرحلة الإنتاج الفعلي وأيضاً بسبب توجه مزارعي المنطقة نحو زراعة هذه الشجرة المباركة بكثافة لصعوبة وجود بدائل زراعية أخرى منتجة ولوعورة الحقول والأراضي الزراعية في المنطقة.

إلا أن تكاليف الاعتناء بالزيتون تزداد عاماً بعد عام ومحصوله الى تراجع بسبب التغير المناخي اللافت والأمراض التي تصيبه خصوصاً عثة الزيتون وعين الطاووس، وغياب الإرشاد الزراعي الحقيقي ومشكلة تصريف الزيت والزيتون، كلها عوامل حدت بالمزارعين الى الملل من الحديث عن زيتونهم الذي يفتخرون به وبنوعيته في منطقة تشتهر أكثر من غيرها بالزيتون ونوعيته وجودته، وكل كلام عن دعم هذا القطاع الزراعي وتطويره وايجاد أسواق لتصريفه يعتبرونه غير مجدٍ لأنه لا يقترن بالأفعال، حيث أنه لا يوجد في منطقتي حاصبيا ومرجعيون الزراعيتين أي مركز للأبحاث العلمية الزراعية لمواكبة المزارعين وما يواجهونه من مشاكل زراعية وأمراض تصيب محاصيلهم تجنباً لخسائر هم في غنى عنها.

واليوم رغم أنه لم تتوضح بعد لائحة الأسعار فعلياً، إلا أن كيلو الزيتون يراوح سعره بين 2000 و3500 ليرة بحسب حجمه وجودته، و4500 ليرة كلفة عصر عشرين كيلو زيتون، فيما أجر العامل يراوح بين 30 ألفاً و45 ألف ليرة، يضاف الى ذلك كلفة النقل من الحقل وحراثة الأرض والعناية بأشجار الزيتون طوال العام.

وموسم الزيتون لهذا العام لا يختلف كثيراً عن سلفه في ضعفه في وقت يعول الكثير من مزارعي منطقتي حاصبيا والعرقوب تحديداً على هذا الموسم الزراعي، مصدر الرزق الأساسي لغالبيتهم، والمحصول يختلف قليلاً بين حقل وآخر، لكن النتيجة واحدة، زيتون هذا العام لا يعوض التعب والتكاليف التي يتكبدها هؤلاء، مع أنه بشكل او بآخر يؤمن جزءاً من حطب التشحيل إضافة الى الجفت الناتج عن عصره وقوداً للتدفئة في فصل الشتاء.

ويبقى هذا الموسم فرصة لتلاقي الأهل والأقارب حول هذه الشجرة المباركة، والجميع من دون استثناء يشارك في جني المحصول، لا فرق بين طبيب أو مهندس أو طفل أو شاب أو كهل، فلكل من هؤلاء دوره في قطاف الزيتون خصوصاً يوم العطلة ولا غنى عن اليد العاملة التي يزداد أجرها كل عام بينما سعر الزيتون وزيته "مكانك راوح"، بحيث يقول البعض "الزيتون بات لا يساوي تعب قطافه والعناية به".

ويشرح المهندس غيث معلوف، رئيس التعاونية الزراعية في راشيا الفخار، الأسباب الكامنة وراء تراجع موسم الزيتون "أولها استمرار تساقط الأمطار وبرودة الطقس حتى فصل الربيع، وثانيها عثة الزيتون التي أصابت الزيتون في موسم إزهاره ما أدى الى تساقط نسبة كبيرة من تلك الأزهار، وهذه العثة يكون لها جيل ثانٍ بعد حوالى شهر من عقد ثمار الزيتون التي أصيبت به أيضاً بقوة، ما أدى الى تساقط ثمار الزيتون بكثافة في شهر أيلول"، معتبراً أنه "كان من المفترض على المزارعين مراقبة زيتونهم وهذه الحشرة بالذات ومكافحتها في حينه تجنباً لتساقط الثمار وبالتالي تدني الإنتاج".

ويشير معلوف الى أن هناك تراجعاً لافتاً في موسم الزيتون منذ أكثر من خمس سنوات، "ففي قضاء حاصبيا مثلاً يبدأ المزارعون بقطاف الزيتون مع بداية شهر تشرين الأول وللأسباب الآنفة الذكر كانت نسبة الزيت قليلة جداً أي أنه عادة كل 60 كيلو زيتون ينتج صفيحة زيت أما هذا العام فكل 75 كيلو زيتون أو أكثر ينتج صفيحة زيت وبما أن هناك عرض كبير وكميات كبيرة ما زالت مكدسة من العام الماضي فإن سعر صفيحة الزيت في تراجع لافت، وحتى اليوم سعر صفيحة زيت الزيتون لهذا الموسم حوالي 150 ألف ليرة بينما سعر صفيحة الزيت من العام الماضي بأقل من مئة ألف ليرة، وهذه الأسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج خصوصاً مع ارتفاع أجر اليد العاملة وكلفة الاعتناء بالشجر".

وللمزارعين رأيهم في هذا الموسم، فيشير أبو محمد شقير الى أن الموسم عنده هذا العام "يعوض قليلاً عن سلفه ولكن انتاج الزيت أقل من العام الماضي"، أبو محمد الذي تساعده زوجته في جني المحصول لديه نحو 200 شجرة زيتون "وهي تكفي بكل الأحوال لتأمين مونة العائلة من زيت وزيتون وما يزيد عنه نقوم ببيعه".

أبو علي عبدو يساعده وزوجته عامل لأن أبناءه لا يمكنهم ترك أعمالهم للمساعدة في جني الموسم، وأبو علي يقوم بتشحيل كل شجرة زيتون تسهيلاً لقطافها وما ينتج عن التشحيل يستخدمه في ما بعد حطباً للتدفئة، "أما الزيتون وزيته فهو مونة للعائلة فقط وليس للبيع".

أبو عزت ذياب يقول: "الموسم الماضي كان أفضل من هذا العام، يعني الكحل ولا العمى وبكل الأحوال نؤمن مونة البيت من الزيت والزيتون".

أبو رشيد القادري يرى أن "الله يعطي الناس أكثر مما تستحق لأنها تتلهى بالسياسة وتتسلى بالزيتون، أما تصريف الزيت فمشكلة المشاكل والمزارع مهمش ولا أحد يسأل عنه خصوصاً في منطقتنا

زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد
زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد


زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد
زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد


زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد
زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد


زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد
زيتون حاصبيا ومرجعيون.. مليون شجرة تستحق مركزاً للإرشاد


تعليقات: