شهر محرم هو شهر الله

شهر محرم هو شهر الله
شهر محرم هو شهر الله


ونحن على أعتاب شهر الله الحرام والذي يأتي في بداية السنة الهجرية من كل عام هذا الشهر الذي قتل فيه سيد شباب الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مظلوماً مسلوباً ولا يفصلنا عنه سوى أيام قلائل ويحل شهر محرم الحرام ، وبحلوله تنتزع الأفراح ، ونبدأ بالولوج إلى عالم الحزن والبكاء ، وتبدأ مسيرات الحزن تلتف حولنا وتخيم على بيوتنا ، ونبدأ بالتهيأ لهذا الشهر وللخوض في تفاصيله العديدة والمثيرة والحزينة . في شهر محرم الحرام نأوي الى الحسينيات ودور العبادة ، وفيه نؤجل كل أعمالنا وأفراحنا ، ونخفي كل مظاهر الفرح والسرور ، إلا حضورنا وتجديد ولائنا لإمامنا المظلوم ، حيث البكاء واللطم على الصدور وتذكر ما دار في معركة الطف .

يعيد قراء المنابر الأحداث الحزينة كما كل عام دون ملل أو كلل ، ويتأثر الحضور بهذه الأحداث وكأنهم يسمعونها للوهلة الأولى ، رغم أن هذه الأحداث مرت عليهم خلال أعوام مضت ولكن هناك سر من أسرار الله وهناك أمر غير مفهوم ، أن تمطر عليك الاحزان، والدعوات إلى الدموع، وأنت تلبي بأريحية ! إنه أمر عجيب أن تشعر بألم وحزن ، وكأن أحداث هذا الشهر قد حدثت بالأمس ولم يمر عليها أربعة عشر قرناً ! وهذا هو الإنتصار الحقيقي فهو إنتصار الدم على السيف وإنتصار للإمام الحسين ( ع ) ولآل البيت الأطهار وهو تجديد العهد والولاء لسنوات بل لعصور رغم كل ما قام به عدو الله وعدو الاسلام من محاولات لطمس ذكر آل بيت النبوة وهذا ما وعد الله سبحانه وتعالى أوليائه به في محكم كتابه الكريم حيث قال عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) صدق الله العلي العظيم وما قالته أم المصائب زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام حينما إنتفضت في وجه ذلك الطاغية لعنه الله (والله لن تمحوا ذكرنا أبدا ووالله لن تميت وحينا وما جمعُك إلا بددّ وأيامك إلا عدد ) .

والحزن في هذا الشهر لا يكون بملء إرادة المؤمن بل بمجرد سماع المؤمن لواقعة كربلاء وما حدث بها من أحداث تنهمر الدموع على الحسين ( ع ) ، فهذه هي الحرارة التي في قلوب المؤمنين .

كلٌ منا ينتظر هذا الشهر الحرام ويراه في رؤياه الخاصة ، ففي شهر محرم تختفي الحواجز بين الجميع ، وينشغل الرأي العام بقضية شهادة الحسين بثوب جديد كما كل عام ويتفاعل الجميع معها. في شهر محرم الحرام نعيش الأجواء التي ننتمي إليها نحن أبناء جبل عامل نحن الذين هدانا الله للتشيع ، وهذا بفضلٍ من الله لتنوير بصيرتنا وبفضل ذلك الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه والذي على يده أتم الله نعمته علينا .

فلنتهيء إخواني وأخواتي الكرام ولنجدد البيعة لإبن رسول الله ولأخته المظلومة زينب ( ع ) ولنعلن الحزن ولنتوشح بالسواد ولنحيي أيام وليالي عاشوراء الحسين عليه السلام ولننادي بأعلى أصواتنا كل يوم عاشوراء وكل أرضٍ كربلاء ، ولنحافظ على شعار أبا عبدالله في واقعة الطف ونعلن رفضنا لجميع مظاهر الذل والقهر ونقول هيهات منا الذلة ، هيهات منا الذلة ، ولنقول للإمام الحسين بعد ألف وأربعمائة سنة تقريباً لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين .

السلام على الحسين وعلى علي إبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

حسين السيد علي السيد سعيد زلزله

تعليقات: