قطع أشجار مثمرة في المنطقة تحضيراً لموسم الشتاء

حاصبيا ـ

رغم الحديث عن صعوبة تأمين الحطب التي يواجهها اهالي القرى الجبلية في العرقوب وحاصبيا ومرجعيون، من منع قطع الأشجار، اضافة الى ارتفاع سعره، الا انه يبقى اكثر ضمانة وصحة من المازوت وتقلبات اسعاره وغياب اي دعم له في الأفق المنظور.

ويلفت ابو هادي، صاحب محطة محروقات، الى ان اسعار المازوت متقلبة ولا نعرف كيفية التعاطي مع الزبائن، الذين يشترون مؤونة مازوت التدفئة بالتقسيط الممل احيانا، تقديرا منا لظروفهم الإقتصادية الصعبة التي ينوءون تحتها. مؤكدا ان الإقبال على مازوت التدفئة هذا العام تراجع كثيرا مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع سعره والظروف المعيشية الصعبة وغياب الدعم عن المازوت الأحمر، وهذا الوضع حدا بالكثيرين للجوء الى الحطب وجفت الزيتون وسيلة اقل كلفة.

اذا، الحطب والى جانبه جفت الزيتون هما الحل الأمثل لهؤلاء في منطقة تتميز بفصل شتاء قارس ومثلج لأكثر من ثلاثة اشهر تحتاج خلالها كل عائلة الى ما لا يقل عن 1500 دولار اميركي، وما يخفف العبء عن العديد من تلك العائلات انه يمكنها توفير الكثير كونها تؤمن بعضا من الحطب من خلال تشحيل الاشجار المثمرة، اضافة الى جفت الزيتون الناتج عن عصر زيتونهم، والذي بات وقودا اساسيا للتدفئة الى جانب الحطب، ويحولونه الى قوالب يدوم احتراقها وقتا اطول.

وفي ظل الوضع الإقتصادي الصعب والظروف المعيشية الأصعب اصبحت كل عائلة تبحث عن البدائل الأوفر والأقل كلفة والأكثر دفئا، فبات تكديس الحطب وجفت الزيتون اولوية وكل حطبة اينما وجدت لها قيمتها التوفيرية والدفئية، وجفت الزيتون بعد ان كان يستغنى عنه لصالح المعاصر بات تجميعه يوازي الى حد ما زيت الزيتون اهمية، والمكابس الخاصة بضغطه اصبحت منتشرة ، حتى ان بعض اصحاب المعاصر يوفرونها مجانا لكل من يريد ضغط جفته في قوالب تسهيلا لإستعماله حطبا للتدفئة.

ويشير خيرالله سلامة، صاحب معصرة زيتون، الى ان جفت الزيتون كان الى سنوات قليلة مضت يستغنى عنه ونحتار نحن اصحاب المعاصر كيف نتخلص منه، بينما اليوم وبعدما بات وقودا اساسيا للتدفئة، اصبح الناس في المنطقة يكدسونه ويخزنونه الى جانب الحطب، ما يوفر على العائلة بحدود المليون ليرة.

ولهذا السبب وتشجيعا لزبائنه، اشترى سلامة مكبسا لجفت الزيتون يقوم زبائنه بكبس جفتهم مجانا ويحولونه قوالب.

الى ذلك، هناك بعض العائلات تسعى الى التوفيق بين وجاق للحطب وآخر للمازوت في حال واجهتهم صعوبة تامين الحطب والجفت الكافي.

اذا حتى التدفئة باتت توفيقية في ظل غياب تام للحلول الجذرية لمشكلة تتكرر كل فصل شتاء.