أم أسعد.. السيدة التي تشبه الكثير من أمهات الخيام!

دعاها الربّ كما يدعو كل محبيه لتمضي العيد إلى جواره
دعاها الربّ كما يدعو كل محبيه لتمضي العيد إلى جواره


أم أسعد هي نموذج للزوجات الخياميات وللأمهات اللواتي لا يذخرن طاقة من أجل مساعدة الآخرين وإسعادهم..

أمضت عمرها في بناء عائلتها و توفير كل ما تيسر لأبناءها و بناتها ولم تطلب لنفسها شيئاً. ثم جمعت في مماتها ما تفرّق في حياتها.

ولدت "نبيلة" في منزل عرفه الكثيرين من أبناء الخيام مقراَ لإحدى مدارسها الرسمية.

و إرتادت هذه المدرسة وغيرها.

لم تكمل تعليمها إذ "جاءها النصيب" فتزوجت "فضيل" شريك حياتها وهاجرا إلى الكويت.

أنجبت خمسة أبناء و ستة بنات.

آمنت وزوجها بالعلم والمعرفة سبيلاً للعيش الكريم فعلَمت جميع أبناءها في مدارس الكويت و جامعات لبنان.

قبل كل ذلك علمتهم إحترام الآخرين وإحترام الذات والثقة بالنفس والمثابرة في العمل ومواجهة الصعاب بالإيمان والفكر المستنير.

زرعت أم أسعد في قلوب أبنائها بذار الصدق و المحبة والأمانة والإخلاص والوطنية، فأثمرت مواطنين صالحين منهم رجل الأمن، و منهم الموظف والموظفة في الخدمة العامة و في القطاع الخاص، و منهم المعلم و المعلمة، و منهم من تطوع لخدمة الناس، و منهم المهاجر إلى بلاد الله بحثاَ عن الرزق.

عادت أم أسعد مع أبو أسعد إلى الخيام بعد هجرتين.. هجرة إرادية في العام 1967 إلى الكويت إستمرت 23 عاماً، و هجرة قسرية في العام 2006 إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان. وبالرغم من كل الصعاب لم تكل و لم تمل، هي و شريك عمرها، من تربية الأولاد أو بناء المنازل المدمرة، فتفرع من عائلتها إحدى عشر عائلة و منزل تحيا بالإيمان و تعمر بالفرح.

و عندما إطمئن قلبها على أبنائها، إختبرها الله في المرض، و لكنها صبرت و آمنت وسلمت أمرها للرب، و إذ لم يشأ سبحانه أن تحمل أم أسعد آلام الصليب، دعاها إلى جواره كما يدعو كل محبيه لتمضي العيد معه، فكانت العودة الثالثة إلى تراب البلدة التي أحبت، و في هذا عزاء لمحبيها على الرغم من لوعة الفراق والإشتياق، فهذه كانت رسالتها في حياتها...أن تنجب و تربي و تبني و تعطي دون حساب...إلى يوم الحساب.

ما من شيء يعوض الخسارة بفقدانها، غير أن عزاء أبو أسعد و أبنائه كبير بالتعاطف والحنان والمشاعر الصادقة والكلمة الطيبة التي أظهرها أبناء الخيام في لبنان و المهجر، سواء بالحضور شخصياً أو الإتصال هاتفياً أو عبر الإنترنت من خلال موقع الخيام على الشبكة العنكبوتية، و لكل هؤلاء من عائلة الفقيدة جزيل الشكر وخالص المحبة والإمتنان، عسى أن لا تروا مكروهاً و أن يحفظ الله أحباءكم وأعزاءكم من كل شر.

..

أما بعد،

كانت أم أسعد نبيلة عن حق في كل أدوار حياتها،

كانت نبيلة في البنوة،

نبيلة في الأخوة،

نبيلة في الجيرة،

نبيلة في الصداقة،

نبيلة في الحب و الزواج،

نبيلة في الأمومة و التربية...

ألا تشبه أم أسعد الكثير الكثير من أمهات الخيام؟؟؟

* عائلة الفقيدة

آل ونّــا

سجل التعازي بالمرحومة نبيلة الياس الجلبوط (أم أسعد ونّا)

تعليقات: