طريق أرنون تحظى بـ«الزفت اللبناني» بعد 11 سنة من الانتظار

ورشة «الأشغال» وتبدو خلفها قلعة الشقيف
ورشة «الأشغال» وتبدو خلفها قلعة الشقيف


أخيراً بعد انتظار دام لأكثر من 11 سنة ونيف، أتيح لطريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت سابقاً أن تنعم بـ«الزفت اللبناني»، الذي اشتاقت إليه بدلا من «الزفت الإسرائيلي» الذي ارتدته رغماً عنها، نحو خمسة عشر عاماً، والذي لم يكن قد تبقى منه سوى القليل لستر عورة الطريق بعد انحساره وتعريتها بفعل مياه الأمطار ومرور الشاحنات المحملة بالأوزان الثقيلة عليها، حيث امتلأت بالحفر والخنادق العميقة، ما أعاق السير عليها بشكل كبير، وبالرغم من ذلك لم تلقَ أي اهتمام من قبل المسؤولين في وزارة الأشغال العامة، و«اتحاد بلديات الشقيف»، لإعادة تأهيلها طيلة تلك المدة، بالرغم من المناشدات المتكررة لأهالي كفرتبنيت وأرنون بذلك الشأن.

في عام 1985، استحدثت قوات الاحتلال الاسرائيلي طريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت، بعيداً عن المناطق السكنية في البلدتين، خوفاً من هجمات رجال المقاومة على آلياتها ودورياتها وجنودها، الذين كانوا يمشطونها ذهاباً وإياباً، بين مواقع قلعة الشقيف والبرج وعلي الطاهر والدبشة والطهرة، التي ربطت الطريق بينها. وقد ساء وضعها بعيد انسحاب الاحتلال نتيجة إهمالها وعدم صيانتها وتعبيدها من قبل المعنيين اللبنانيين. وقد تكون عوقبت على ذنبٍ لم تقترفه بسبب استحداثها من قبل الاحتلال.

ويشكر رئيس بلدية كفرتبنيت أدهم طباجة المسؤولين في وزارة الأشغال العامة بشخص الوزير غازي العريضي على اهتمامه بإعادة تعبيد طريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت، ويرى في تلك المبادرة المتأخرة «خيراً من أن لا تأتي أبداً، لأهمية الطريق التي تختصر المسافة بين بلدتي أرنون وكفرتبنيت، وبالتالي بين أرنون وطريق مرجعيون، بأقل من خمس دقائق، بينما تستهلك تلك المسافة أكثر من عشرين دقيقة على الطريق الأساسية». ويشير طباجة إلى قيام البلدية بتشجير جانبي الطريق المذكورة بالشجيرات الحرجية لوقوع معظمها في خراج بلدة كفرتبنيت، ولكون المنطقة التي تقع فيها من الأماكن الطبيعية الجميلة التي تشرف على جبل الشيخ وتلال وأحراج منطقتي النبطية ومرجعيون ونهر الليطاني، ولقربها من حرج كفرتبنيت، وهي مقصد لهواة رياضة المشي، لافتاً إلى تزويد الطريق بشبكتي المياه والكهرباء.

بدورها بلدية أرنون، بالتعاون مع بلدية كفرتبنيت وبهدف الحفاظ على نظافة الطريق، تبذلان كل ما في وسعهما لمنع استعمال جانبي طريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت مكبات لرمي النفايات، التي كان بعض الأهالي والعابرين يحملونها في سياراتهم ويرمونها في محيطها بشكل فوضوي وعشوائي، كما يقول رئيس بلدية أرنون فواز قاطباي، الذي أشار إلى نية بلدية أرنون لإنشاء حاجز إسمنتي على مدخل الطريق من جهة بلدة أرنون للحؤول دون سلوكها من قبل الشاحنات المحملة بالأوزان الثقيلة، تلافياً لتخريبها، كما حصل في السابق، داعياً بلدية كفرتبنيت للقيام بإنشاء حاجز مماثل على مدخل الطريق من جهة كفرتبنيت لتلك الغاية.

ومنذ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب سنة 2000 وطريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت تنتظر «الزفت اللبناني»، الذي لا تعرفه باستثناء حفلة الترقيع العشوائية والفوضوية عشية الاحتفال بذكرى التحرير على أرض مزرعة «حمى أرنون» المجاورة لها سنة 2000، الذي أحيته الفنانة جوليا بطرس، بحسب عاطف زيتون، الذي يقع منزله بجانب الطريق، في حين تبلغ مسافة طريق أرنون ـ معبر كفرتبنيت سابقاً ثلاثة كيلومترات وهي تمتد من الجهة الجنوبية الغربية لحرج كفرتبنيت الواقع على المدخل الشرقي للبلدة، وصولاً حتى بركة أرنون على مدخل أرنون الغربي، ويمكن قطعها بعد تعبيدها بثلاث دقائق في السيارة، بينما كانت تستغرق قبل هذه الفترة ربع ساعة كما يقول مختار بلدة كفرتبنيت العبد إدريس، لافتاً إلى استحداث السيارات في السابق طريقاً ترابية موازية للطريق الأساسية هرباً من الحفر والخنادق التي ملأتها وأعاقت حركة السير عليها.

تعليقات: