صمت الآلهة


وكأني من عالم آخر أعيش فيه حياة خاصة فيها الكثير من الألم الفكري والكثير من التمرّد على الذات. كثيرا ً ما أكتب بيد ٍ مرتعشة وبقلم ٍ مرتجف عن عالم متمرّد، عالم يحكم الأرض بهوية آدمية مزوّرة، كل ما فيها كاذب، عالم لا يعرف سوى الإجرام. هذا العالم قد فشل في قيادة الحياة، لأنّه كان مجنونا ً، ومن خلال جنونه هذا فتح حربا ً على كل شيء وعلى كل ما طالت يداه، حتى على نفسه وعلى جنونه وعلى كل من حوله حتى على معتقداته الذي أسّس لها كي تأخذ مكانه في تنظيم الحياة ويعمل فيما تأمره به. لكنّه أشعل حربا ً إجرامية على كل شيء بما فيها قوانين تلك المعتقدات وما لها من أرباب. ولم يزل متمرّدا ً على كل شرائع هذه الآلهة التي آمن بها كل أبناء الجنس البشري، كلا ً حسب عقيدته وتعاليم ربّه ، حتى أصبحت هذه المعتقدات وما لها من أرباب ليست سوى رموز منسيّة، ولم يعد من أحد يعمل بقوانينها الإنسانية والحياتية.

نرى الصهاينة اليوم بعيدين كل البعد عن تعاليم ربّهم في كل ما يعملون، والعالم كله يرى شر أفعالهم. وما نراه أيضا ً بالعالم الإسلامي والحالة التي يتخبط بها ولا يعلمون الى أين هم سائرون. وأيضا ً هم قد ابتعدوا كثيرا ً عن تعاليم ربّهم وما جاء في معتقداتهم، وهذا واضح من الفوارق الإجتماعية والحياتية التي تخالف كل الشرائع والمفاهيم والقوانين التي بُنيت عليها كل الشرائع السماوية. كذلك ما نشاهده اليوم من القوة المسيحية التي تحاول امتلاك كامل الكرة الأرضية، والسيطرة على خيراتها وشعوبها بقوة السلاح المفرطة من خلال تلك الغزوات التي لم تتوقف منذ مئات السنين حتى يومنا هذا، ولا نعلم الى متى سوف تستمر وتطول بجرائم أعمالها.وبهذا تكون قد خالفت وداست على كل التعاليم السماوية ولا من رادع سماوي، والآلهة لم تزل صامتة على هذه الأعمال الإجرامية للجنس البشري الذي تجاوز كل شيء وأدار ظهره للسماء وتعاليمها ولا نعلم متى سيكون الرد.

وهناك أيضا ً عالم آخر هو عالم المحيطات الذي هو أيضا ً ضحية ولم يزل صامتا ً وهو يتعرّض للكثير من الظلم والهمجية من ذلك المخلوق الذي اسمه الإنسان، والكثير من مخلوقات هذا العالم في طريقها الى زوال محتم. ولا ننسى عالم الأرض وما عليها من أحياء، حيوانية كانت أم نباتية، هي الأخرى عرضة للخراب والدمار وما من مؤشّر من السماء يدل على لجم هذه الأعمال التي يقوم بها الإنسان.

ومن هنا نرى أنّ الحيوان أكثر عدلا ً من الجنس البشري وإنّ مقولة حساب الآخرة لم تعد تلبّي مشاكل الحياة في أيامنا العادية وما فيها من فلتان ديني وأخلاقي تجاوز كل المحرّمات، فالى متى سوف يستمر صمت الآلهة!؟

تعليقات: