حاصبيـا: بعـد الأمـراض.. موجـة الصقيـع تضـرب قطـاع النحـل

يتفقد قفرانه التي باتت من دون نحل
يتفقد قفرانه التي باتت من دون نحل


ضربت موجة الصقيع المتواصلة منذ أكثر من أسبوع، والمترافقة مع طبقات سميكة من الجليد، قطاع النحل في حاصبيا والعرقوب، ما أدى إلى نفوق كميات من النحل داخل قفرانها، ملحقة بهذا القطاع خسائر كبيرة، تضاف إلى تلك الناتجة عن الأمراض المتعددة والمزمنة التي تضربه، بعدما عجز مربو النحل بالتعاون والتنسيق مع العديد من الجمعيات التعاونية المختصة،عن مكافحتها والحد من مضاعفاتها السلبية، بالرغم من محاولاتهم المتعددة في هذا الاتجاه.

وأكثر النحالين تضرراً هم أولئك الذين أبقوا قفرانهم شتاء في المناطق الجبلية، محجمين عن نقلها إلى المناطق الساحلية، اعتقاداً بأن كمية الأزهار وتنوعها ومناخ مناطقهم، عوامل كفيلة بحماية النحل. لكن حسابات النحالين في حلتا والمجيدية وبعض قرى حاصبيا التي ترتفع ما بين 400 و550 متراً عن سطح البحر، لم تكن صائبة هذا العام فاجتمعت عدة عوامل لتطيح بكميات من النحل داخل القفران، بحيث تراوحت نسبة نفوقها «ما بين 55 إلى 75 في المئة»، بحسب ما يقول ممثل نقابة نحالي الجنوب لدى الحكومة الشيخ طارق أبو فاعور، الذي اعتبر أن «ما حصل خلال فترة الصقيع المسيطرة منذ أيام كارثة لهذا القطاع».

ونسب أبو فاعور هذه المشكلة إلى «عوامل عديدة، منها الأمراض التي تضرب النحل، خاصة الفارواز والعفن الأميركي الذي يضاف إلى موجة الصقيع والجليد القاسية التي غطت الحقول، وحدت من حركة النحل الذي بات ضعيفا لحد الهلاك، حيث نفقت خلال الأيام القليلة الماضية كميات من النحل من دون أن نتمكن من إنقاذ ولو القليل منها. وأوضح أن «في منطقة حاصبيا حوالى ستة آلاف خلية نحل، كانت قد تلقت مساعدة من وزارة الزراعة لمكافحة مرض الفارواز، كما أن هناك خطة من وزارة الزراعة أيضا لمعالجة التعفن الأميركي وهو من أخطر الأمراض التي يواجهها قطاع النحل».

ويشرح فادي شبلي من حلتا أنه كان لديه ثمانون قفير نحل، يعتاش منها وعائلته، وما حصل خلال اليومين الماضيين كان مفاجأة «بحيث قضى الصقيع على أكثر من ستين قفيرا منها، والخوف من نفوق ما تبقى»، مؤكداً «أنها المرة الأولى التي يتعرض نحلنا في هذه المنطقة لمثل هذه الكارثة».

وطالب النحال أحمد شبلي الجهات المعنية في وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة «إجراء الكشوفات اللازمة لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الكارثة، تمهيدا لدفع التعويضات للمتضررين، كي يتمكنوا من تجاوز محنتهم في هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة، التي يعاني منها الجميع خاصة أبناء قرى خط التماس مع العدو الصهيوني».

واستغرب رئيس التعاونية الزراعية مهدي سعسوع «التجاهل المزمن للجهات المعنية، التي جعلتنا نكل من مناشدتهم لمساعدتنا، والتي ذهبت جميعها أدراج الرياح، واليوم ومع الخسارة الكبيرة في قطاع النحل ،لا بد أن نضع وزير الزراعة أمام مسؤولياته آملين التحرك بسرعة لرفع الغبن الحاصل، والوقوف إلى جانب النحالين الذين خسروا جنى العمر بسبب الأمراض التي فتكت بالنحل، ناهيك عن الطقس العاصف الذي زاد من هذه المحنة».

تعليقات: