مشتاق لبلدتي الخيام

الكاتب حسين السيد علي السيد سعيد زلزله
الكاتب حسين السيد علي السيد سعيد زلزله


إشتقت كثيراً إليكِ يا بلدتي إشتقت للأرض والتراب ، إشتقت للمسجد والحسينية ، إشتقت لسماحة الشيخ ولحديثه الجميل ولنصائحه الأبوية ، إشتقت لرمال المرج وأراضيه الخضراء ، إشتقت للبيوت القرميدية الرابضة على تلال الخيام والتي تضيء مع إطلالة شمس كل صباح وقبل الفجر ، إشتقت لوجوه أهل الخيام الجالسين في ساحتها وفي زواريب الشوارع والحارات المملوئة بروائح العطر ، إشتقت للجبال المزروعة بالورد والياسمين وأشجار الزيتون والتين .

إشتقت لمياه الدردارة ولصوت هدير مياه الوزاني ، إشتقت لوجوه الأمهات وأحاديثهم العذبة التي ترافقهم والتي تذكرني بماضي بلدتنا ، إشتقت لتضاريس البلدة التي صمدت بوجه العدو وكانت عصيةً عليه والتي سطر أبنائها بطولات وملاحم بها وبمرجها ويشهد التاريخ على ذلك .

إشتقت لزيارة عمتي ولفنجان قهوتها في الصباح ، إشتقت لحاكورة البيت والجلوس تحت أغصان شجرة التوت أو تحت أوراق شجرة التين ، إشتقت لمقبرة البلدة والتي تضم تحت ترابها جدي وجدتي وأبي وعمي وعمتي وأختي ، أحبك يا أيتها البلدة الرائعة الخيام ، يا بلدة الأجداد والأهل الأعزاء ، يا بلدة الشهداء والمؤمنين ، يا بلدة الحب والسلام .

كم أخاف أن أغادر هذه الدنيا ويبقى إشتياقي في داخلي بعد مماتي كما كان إشتياق والدي رحمه الله تعالى في آخر أيام حياته قبل أن تضمه أرضها الطاهرة ، حبيبتي أيتها البلدة الصامدة لا تنسي أن حبي لكِ سيبقى إلى أن أغادر ودمتي لإبنك المسافر الذي يطلق عليه مهاجر .

حسين السيد علي السيد سعيد زلزله

تعليقات: