أين عرب اليوم من عرب الأمس؟

عرب اليوم صدُأ سيفهم  واندثر شعرهم.. و\
عرب اليوم صدُأ سيفهم واندثر شعرهم.. و\"بوس الواوا\"


من ينظر اليوم الى العرب وما يتخبطون به من مشاكل ومصائب وانقسامات وخلافات فيما بينهم، يترحم على من ماتوا قبل ألف عام. فالعرب في ذاك الزمن كانوا أفضل وأقوى ألف مرّة من عرب اليوم، وأيضا ً كانوا أصحاب نظريات علمية وفكرية وفلسفية وأدبية. اذ كان منهم القائد والعالم والشاعر والأديب والفيلسوف. في ذلك الزمن المشرق كان لدينا سيفٌ وحصانٌ وقلمُ، وكان للعرب وجودا ً فاعلا ً بين الأمم، لا بل كانوا أسيادا ً وأصحاب حضارة غطّت مساحة واسعة من هذا العالم.

أما عن عرب اليوم، لقد صدُأ سيفهم، ومات حصانهم واحترقت أقلامهم واندثر شعرهم، وغاب عنهم شعر أبا فراس وعصي دمعه، وأبا الطيب المتنبي وخيله ليله، وأبا العلاء وجلموذ صخره ليحل محلهم "بوس الواوا".

أي زمن هذا، وما الذي سوف يسجله التاريخ لنا؟

أجل لن يسجل لنا سوى الهزائم والإنحطاط. نحن اليوم في زمن ليس فيه للعرب أي شيء. نعيش على أرضنا عبيداً أذلاء، لسنا قادرين على حمايتها أو الدفاع عنها ولا حتى على وجودنا عليها ولا عن خيراتها وأرزاقنا.

..

إنه لواقع مرير قد فرض علينا متمثلاً بالإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي. هذا الواقع هو نتيجة تفككنا وتشرذمنا، مما جعلنا نستورد حبة القمح من الخارج، والله إنّه لشيء معيب، وعندنا الشمس والأرض والماء لنزرع وننتج من أرضنا رغيف خبزنا، لكن تنقصنا الإرادة والعزيمة ، فنحن نعتمد على الإتكالية في كل شيء ولا نعلم إن كان الله يتقبل منّا صلاتنا وصومنا ونحن في هكذا حال. تحرق مصاحفنا، وتهدم ومساجدنا، وتداس كراماتنا ونحن لا حول لنا ولا قوة، وقد يكون الآتي أعظم وسوف تحمل لنا الأيام الكثير الكثير من المصائب والويلات ، فالى أين المصير؟

..

إنّها ليست نظرة تشاؤم، إنّما هذا هو حالنا وهذا هو واقعنا ولا نعلم إن كنّا أحياء أم أموات في ظل هذا التراجع المذل، فنحن لسنا سوى فريسة سهلة لكل غازٍ ولكل محتل. وفي مكان آخر سباق محموم لأمم أخرى من سيصل قبل الآخر الى المريخ والى ما بعد المريخ، حقا ً إنّها أمم تستحق الحياة.

عرب اليوم ينشدون الوصول إلى النجوم والكواكب
عرب اليوم ينشدون الوصول إلى النجوم والكواكب


تعليقات: