«مشروع الهبارية ـ عين جرفا»: عرضة للتلوث بمياه الصرف الصحي والزيبار؟

جدول المجاري المحاذي لتمديدات المشروع
جدول المجاري المحاذي لتمديدات المشروع


يبقى "مشروع الهبارية - عين جرفا العائد لمياه الشفة"، وفق أهالي المنطقة، عرضة للتلوث بمياه الصرف الصحي وزيبار الزيتون، المتسربة إلى محاذاة آباره من نحو 350 منزلا وثلاث معاصر زيتون، من بلدة عين جرفا، الواقعة على بعد يصل إلى خمسمئة متر من نقطة إقامته وإنشاءاته، التي تضم ثلاثة آبار ارتوازية، وخزانا كبيرا لتجميع المياه، ومحطات دفع، إضافة إلى شبكة ضخمة من القساطل المنطلقة إلى خزانات التوزيع في القرى المجاورة.

ويعتبر المشروع الأكبر والأضخم من نوعه في حاصبيا والعرقوب، والمتوقع أن يروي أكثر من مئة ألف مواطن، وقد بوشر العمل بإنجازه منذ ثلاث سنوات، بإشراف "مجلس الإنماء والاعمار"، لحل مشكلة مياه الشفة المزمنة في معظم قرى حاصبيا والعرقوب، وحتى بعض قرى مرجعيون، وبقدرة تتجاوز 18 إنشا، وبضخ يتراوح بين 28 و30 ليترا في الثانية. وقبل بضعة أشهر على موعد تشغيله، يبقى عرضة للتلوث بالمياه الآسنة، لوقوعه في نطاق القناة الوحيدة التي تتسرب عبرها المياه المبتذلة لشبكة الصرف الصحي القديمة في عين جرفا، إضافة إلى كميات كبيرة من زيبارالزيتون، تنتجها معاصر قريبة، حيث تمر تلك القناة بمحاذاة آباره الارتوازية الثلاث، ولمسافة لا تتجاوز 10 إلى 15 مترا. وتسير لأكثر من كيلومترين فوق بركة المياه الجوفية الضخمة المكتشفة في المنطقة، التي تغذي الآبار، ما يجعلها عرضة للتلوث الدائم، إذا لم تتدارك الجهات المعنية ذلك الخطر، وتعمل على تغيير مسار الجدول بعيدا عن المشروع.

ويستغرب المواطن أسعد الحسنية تجاهل الجهات المعنية لذلك في دراسة وتنفيذ المشروع، وعدم التفاتها لخطر التلوث الذي يمكن أن يطاله، حيث يبدو جليا وأمام أعين الجميع، جدول المياه المبتذلة الممزوجة بزيبار الزيتون، تتدفق على مدار الساعة إلى نقطة الأشغال، ثم تلتف لمسافة طويلة حول الآبار، وتسير بمحاذاة القساطل، وخاصة القسطل الرئيسي الذي يغذي بلدة عين جرفا، وصولاً إلى المشروع بكامل منشآته ومعداته. ويتخوف الأهالي من تسرب تلك المياه السوداء الداكنة إلى الآبار، وإلى المياه الجوفية التي تغذيها، لتصبح مياه الشفة التي ستضخ، بعد افتتاح المشروع إلى أكثر من 15 بلدة كمرحلة اولى، ملوثة وخطرة على الصحة العامة، فالمطلوب "للحفاظ على المشروع الضخم الذي انتظرناه منذ الاستقلال، القيام بكل ما يلزم من أجل إبعاد الجدول الأسود عن نطاقه ومحيطه، وعدم تشغيل المشروع قبل رفع الضررالذي سيهدد حتما صحة آلاف المواطنين".

ويقول المواطن وليم شاهين: "إننا بصدد القيام بحملة واسعة، من أجل الحفاظ على مياه نظيفة للمشروع الحيوي الضخم، وقد بدأنا بإعداد كتاب سيوجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، نطلب فيه من فخامته التدخل لدى الجهات المعنية وحثهم على رفع الضرر البيئي عن المشروع قبل افتتاحه. وكلنا ثقة بالتجاوب السريع منه لمطلبنا، لما فيه مصلحة الجميع وفي مقدمتها صحة المواطن، التي تتعرض في الفترة الأخيرة للكثير من الملوثات في المأكل والمشرب"، مشيراً إلى أن "الحل لرفع التلوث محدد وواضح، يبدأ بتحديث وتشغيل محطة تكرير الصرف الصحي المتوقفة عن العمل منذ إقامتها، وتحويل مسار جدول المياه المبتذلة بعيداً عن نطاق المشروع".

مختار البلدة سالم غازية أشار إلى أنه بحث الوضع البيئي في محيط المشروع مع الجهات المعنية المسؤولة عن التنفيذ، والتي "أبدت كل اهتمام وحرص وتعاون على إبعاد التلوث عنه، وذلك من خلال عزل القساطل، وإبعاد قناة المياه المبتذلة عنها"، مشدداً على ضرورة معالجة الوضع البيئي بشكل علمي ومدروس داخل البلدة، وفي محيطها، حتى يبقى المشروع بمنأى عن أي تلوث.

من جهته، ذكر المهندس الاستشاري المشرف على إنجاز الأشغال أن "مشروع المياه في المنطقة محصن بشكل جيد، والفحوصات التي أجريت على المياه أكدت خلوها من أي تلوث، وهناك عزل كامل للقساطل والمعدات"، مشيراً إلى أن "مشاريع بيئية عدة وناجعة قيد الدراسة ستكون عامة وشاملة لكل قرى المنطقة، وستستفيد منها بالتأكيد بلدة عين جرفا ومن شأنها معالجة شاملة للمجاري الصحية ولزيبار الزيتون".

تعليقات: