«حزب الله»: هذا وجهنا الثاني

الفرحة بحضور نصر الله طغت على فرحة التخرّج (أرشيف ــ مروان طحطح)
الفرحة بحضور نصر الله طغت على فرحة التخرّج (أرشيف ــ مروان طحطح)


على مدى يومين، خرّج حزب الله نحو 1500 شخص محَوا أميتهم وتعلموا مهارات جديدة. وكانت لافتةً رعاية الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذي، السيد هاشم صفي الدين، للحفلين

بالكاد، يتّسع الثغر لتلك الابتسامة العريضة. ابتسامة مختلفة هذه المرة، تعلو وجه حنان حسن، التي وقفت أمس متخرجة على مسرح ثانوية الإمام المهدي _ شاهد، بعد خضوعها لدورة تدريبية في مجال العمل الاجتماعي، استمرت ثلاثة أشهر، في مركز «أمان» للإرشاد السلوكي والاجتماعي. لم يكن سرّ هذه «البسمة» حفل التخرج بحدّ ذاته، وهي التي اعتادت تنظيم حفلات من هذا النوع في عملها، إلا أنها هذه المرة ستتسلم شهادتها من رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفيّ الدين، على مرأى من الجميع... وعدسة الكاميرا.

الصيد ثمين إذاً: تخرّج علني ومباشر على القنوات التلفزيونية التي ستنقل الحدث. أما الأمر الثاني، والمهم أيضاً في نظر كثيرات ممن تخرّجن أمس، هو شخص السيد نفسه «اللي هو ابن خالة السيد حسن نصر الله أيضاً»، تقول إحداهن.

أمس، في قاعة شاهد، كانت الابتسامات توزّع «بالجملة». تماماً كما حصل أول من أمس في حفل تخرّج دورات جمعية «النور» لمحو الأمية؛ إذ «تحوّل» سبب الفرح من التخرّج إلى حضور «سيّد المقاومة».

ثمة سؤال يتبادر إلى الذهن هنا: لم عمدت المؤسسات التابعة لـ«حزب الله» إلى إقامة حفلات التخرّج هذه «لايف» عبر الإعلام، وخصوصاً أن المتخرّجين لم ينجزوا إجازات جامعية، أو حتى يحصلوا على شهادات رسمية؟ هي دورات محو أمية وعمل اجتماعي. وما المقصود من حضور «السيدين» على مدى يومين لحفل تخرّج كان يمكن أن يجري كما العادة، من دون صخب إعلامي، أو حتى من دون راعٍ بهذا «الثقل»؟

الجواب عن هذه الأسئلة ليس واحداً، فثمة أهداف كثيرة لهذا الظهور. قد يكون أولها، بحسب مديرة التدريب في قسم السيدات في الجمعية فاطمة نصر الله، هو «عامل الجذب»؛ فحضور شخصيتين بمثل هذا الثقل سيجذب «بالتأكيد متطوعين آخرين. كذلك سيشعر المتدرّب بأنه قام بعمل ذي أهمية، وسيحفزه على المشاركة في المزيد من الدورات مجدداً».

أما ثالثاً، وهو الهدف الذي قصدت نصر الله تركه للختام، فهو «الإطلالة على الجانب الآخر لحزب الله، التوعوي». فهنا، المعادلة ليست «معادلة سلاح»، بل «قضية العلم والمعرفة».

وبعيداً عن الأهداف المقصودة من الظهور الإعلامي في نوع من الحفلات كهذا، كان اللقاء الأول «مميزاً»، تقول نصر الله. والسبب؟ هو عدد المتخرّجين الذي قارب الألف، والموضوعات التي طرحت خلال الدورات التدريبية التي استمرت لثلاثة أشهر. ومن بين تلك العناوين التي طرحت «الإرشاد الاجتماعي والصحة النفسية والتنشئة الأسرية» والإضافات «مثل ترشيد الإنفاق». أما الهدف منها، فهو «معرفة كيفية العمل السليم والممنهج والعلمي»، تضيف نصر الله. وهو الهدف ذاته الذي تحدّثت عنه المتخرّجات؛ إذ اختلف تقويم هذا «المفهوم الجديد» الذي تعلّمه المتخرّجون من الدورات، ما بين المتخرّجة والمتخرج. بالنسبة إلى المتخرّجات، انصبّ اهتمامهن على الاستفادة «من المفاهيم التي تركز على كيفية تطبيق التربية الأسرية السليمة والاهتمام بحلّ مشكلات العلاقة الزوجية وكيفية إدارة الأسرة بين زوجين عاملين»، تقول المتخرجة فايزة زين الدين. استفادت زين الدين من الدورة، تماماً كما استفادت رحمة قبيسي، بدليل أنه «منذ اليوم الأول بدأت بتطبيق ما تعلمته في البيت، وأول ما قمت به القول لأولادي كم أحبّهم». ثمة ما تعلّمته السيدة أيضاً من الدورة، وهو تخصيص الوقت للعائلة «بطريقة ممنهجة».

أما الذكور، الذين خضعوا لهذه الدورات، فانصبّ اهتمامهم على معرفة «الحقوق الكثيرة للمرأة»، يقول نضال شعيب. الأخير سمع للمرة الأولى بـ«أن المرأة إذا كنست البيت، يحق لها ببدل». لكنه، مع هذا، لن ينسى أن «المرأة خلقت لتربّي الأولاد قبل أي شيءٍ آخر»، وهو ما يسانده فيه المتخرج محمود شريم، الذي أشار إلى أنه قبل «رشرشة» الحقوق، فليتذكروا أن «هناك واجبات أيضاً، وليس المطلوب خلق قضية هي أقرب إلى الوهم من الحقيقة، بل المطلوب النظر إلى الواقع من مجموعة زوايا، لا من زاوية واحدة».

تعليقات: